تعيش المدينة الصغيرة توري باتشيكو في إقليم مورسيا شرق إسبانيا حالة توتر خطيرة، جراء الملاحقة التي يتعرض لها المهاجرون المغاربة من طرف جماعات من اليمين القومي المتطرف.
وبدأت الأزمة الخطيرة في أعقاب انتشار أخبار تفيد بأن قاصرين مغاربة اعتدوا يوم الأربعاء الماضي على مواطن إسباني مسن كان يتجول في ضواحي المدينة الصغيرة. وتختلف الروايات التي تنقلها الصحافة الإسبانية بين من ينشر بأن الأمر يتعلق بلعبة يلعبها القاصرون المغاربة بمن سيضرب أكبر مسن في هذه المدينة ويتم تصوير ذلك، وبين من يتحدث عن دافع السرقة. وخرج سكان المدينة الصغيرة مساء الجمعة الماضية في تظاهرة جماهيرية مطالبة بالأمن واعتقال المعتدين من المهاجرين.
واستغل اليمين المتطرف، وعلى رأسه أنصار حزب “فوكس”، هذا الحادث لتأجيج التوتر، حيث بدأت عناصر متطرفة، يرتدي بعضها ملابس ورموزًا نازية – وفق ما أوردته صحيفة  “دياريو” – بالتوافد على هذه المدينة الصغيرة لملاحقة المهاجرين المغاربة. وقد بثّت وسائل الإعلام مقاطع فيديو توثّق اعتداءات على عدد من هؤلاء المهاجرين.
ورغم تصاعد الأحداث، تمكنت قوات الأمن من التدخل ووقف الاعتداءات، كما نجحت في تفريق المجموعات التي كانت تعاود التجمع في شوارع أخرى لمواصلة الملاحقات. واستمرت هذه المطاردات لمدة يومين، الجمعة والسبت من الأسبوع الجاري. ويبقى الخطير في الأمر هو ما أوردته جريدة “بوبليكو” بأن جماعات من المتطرفين تدعو في شبكات التواصل الاجتماعي الى تنظيم ملاحقات للمهاجرين خلال الأيام المقبلة في توري باتشيكو لطرد المهاجرين. ويوجد تخوف من انتقال هذه العدوى الى مناطق أخرى تشهد حضورا قويا للمهاجرين.