أفرجت إسرائيل، فجر الخميس، عن أسرى فلسطينيين من سجن عوفر إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية.
ووفق شهود عيان، وصلت حافلة تقل عشرات الأسرى الفلسطينيين إلى بلدة بيتونيا، متجهة إلى قصر الثقافة في مدينة رام الله حيث تنتظرهم عائلاتهم.
وارتدى المحرّرون الكوفية الفلسطينية، وترجّلوا من الحافلة ليستقبلهم الحشد بالهتافات والزغاريد، قبل أن يتوجّهوا لإجراء فحص طبي سريع.
وقالت مصادر إن مواجهات اندلعت في وقت مبكر اليوم بين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في بيتونيا بالتزامن مع وصول أول دفعة للأسرى المحررين.
كما اتجهت حافلات ومركبات تابعة للصليب الأحمر إلى معبر كرم أبو سالم، مساء الأربعاء، لاستلام أسرى فلسطينيين من قطاع غزة مقرر الإفراج عنهم من سجون إسرائيل الليلة، وفقا لمكتب إعلام الأسرى التابع لحركة حماس، في بيان عبر منصة “تلغرام”.
وأضاف المكتب أن “فريقا طبيا تابعا للصليب الأحمر وصل كذلك إلى معبر كرم أبو سالم تمهيدا لاستلام” هؤلاء الأسرى.
وفي بيان بوقت سابق اليوم، قال مكتب إعلام الأسرى إن مستشفى غزة الأوروبي في مدينة خان يونس جنوبي القطاع بدأ استعداداته لاستقبال الأسرى المحررين، من أجل فحصهم طبيا كما جرى الحال في دفعات إطلاق الأسرى السابقة.
ويستعد عشرات الفلسطينيين بمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة لاستقبال ذويهم المتوقع الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية الليلة، في وقت يشهد فيه محيط سجن عوفر، غرب المدينة نشاطا للجيش الإسرائيلي.
واحتشد ذوو أسرى فلسطينيين يتوقع الإفراج عنهم وممثلو جهات رسمية ومنظمات حقوقية في قصر رام الله الثقافي لاستقبال عشرات الأسرى المحررين.
وقال شهود عيان إن حركة نشطة للجيش الإسرائيلي شوهدت في محيط سجن عوفر غرب رام الله، تشبه تحركات الجيش قبيل الإفراج عن دفعات سابقة من الأسرى.
وتوقع المكتب الإفراج الليلة عن ما يتراوح بين 590 إلى 594 أسيرا من غزة.
وأشار إلى أن وصولهم متوقع بين الساعة العاشرة مساء وحتى منتصف الليل بالتوقيت المحلي (08:00 -22:00 ت.غ).
واقتحم الجيش الإسرائيلي بلدة بيتونيا، غرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، ليلة الأربعاء/الخميس، قبيل الإفراج عن دفعة جديدة من الأسرى الفلسطينيين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة.
وقال شهود عيان إن قوة عسكرية ترافقها جرافة عسكرية اقتحمت بلدة بيتونيا قادمة من سجن عوفر، حيث يتوقع إطلاق سراح عشرات الأسرى الفلسطينيين.
ووفق الشهود، فإن الاقتحام يهدف إلى تفريق ذوي الأسرى الذين ينتظرون تحرر أبنائهم.
وخلال دفعات تبادل الأسرى السابقة، اعتاد الجيش الإسرائيلي على استباق خروج حافلات الصليب الأحمر التي تُقِل الأسرى الفلسطينيين من الضفة المحررين باقتحام بيتونيا، التي تمر بها الحافلات وصولا إلى رام الله.
وفي سياق متصل، قال مسؤول عسكري إسرائيلي، فجر اليوم الخميس، إن حركة حماس سلمت للصليب الأحمر جثث أربعة إسرائيليين كانوا محتجزين في غزة.
ونقلت هيئة البث الرسمية، عن المصدر دون تسميته، إن ” الصليب الأحمر توجه إلى نقطة استلام جثث المختطفين الأربعة”، دون ذكر أي تفاصيل أخرى.
ووصل فريق من الطب الشرعي الإسرائيلي إلى معبر كرم أبو سالم الحدودي مع قطاع غزة استعدادا لتسلم جثث 4 أسرى إسرائيليين وإجراء عملية التعرف الأولي عليهم، وفق إعلام عبري.
وقالت هيئة البث الرسمية إن “الدكتور حين كوغل، مدير معهد الطب الشرعي الإسرائيلي موجود في معبر كرم أبو سالم لاستلام جثث الأسرى القتلى”.
وأضافت الهيئة “يستعد أعضاء معهد الطب الشرعي وفريق الأدلة الجنائية التابع للشرطة للمساعدة في التعرف الأولي على الجثث أثناء نقلها إلى معبر كرم أبو سالم”.
وقالت مصلحة السجون الإسرائيلية إنها تسلمت قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين المقرر إطلاق سراحهم الليلة من مختلف سجونها، وفق ما نقلت عنها القناة “12” العبرية الخاصة.
وكانت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة انطلقت في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، وتشمل ثلاث مراحل، تمتد كل منها 42 يوما، مع اشتراط التفاوض على المرحلة التالية قبل إتمام المرحلة الجارية.
ونصت هذه المرحلة على إطلاق سراح 33 أسيرا إسرائيليا، أحياء وأموات، حيث أفرجت الفصائل الفلسطينية بالفعل عن 25 أسيرا حيا و4 جثامين عبر 7 دفعات، في مقابل إفراج إسرائيل عن 1135 معتقلا فلسطينيا، بينهم العشرات ممن يقضون أحكاما بالسجن المؤبد.
إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عرقل، السبت الماضي، إطلاق سراح نحو 620 أسيرا فلسطينيا كان من المقرر الإفراج عنهم ضمن الدفعة السابعة، رغم وفاء “حماس” بالتزاماتها ضمن الاتفاق.
لكن، مساء الثلاثاء، أعلنت “حماس” خلال زيارة وفدها إلى القاهرة التوصل إلى حل لإنهاء تأخير الإفراج، موضحة أن الأسرى الفلسطينيين المتبقين من الدفعة السابعة (620 أسيرا) سيتم إطلاق سراحهم بالتزامن مع تسليم الجثامين الإسرائيلية الأربعة بالدفعة الثامنة، إضافةً إلى ما يقابل الدفعة الأخيرة من النساء والأطفال الفلسطينيين، دون تحديد رقم.
وليس واضحا بعد، العدد الإجمالي للأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاقهم الليلة.
وتقدر تل أبيب وجود 62 أسيرا إسرائيليا بغزة (أحياء وأموات)، وتحتجز آلاف الفلسطينيين في سجونها وترتكب بحقهم تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، ما أودى بحياة العديد منهم، وفق تقارير إعلامية وحقوقية فلسطينية وإسرائيلية.
يأتي ذلك بينما يواصل نتنياهو المماطلة في بدء مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، التي كان من المفترض أن تنطلق في 3 فبراير/ شباط الجاري.
وتتحدث وسائل إعلام عبرية عن أن نتنياهو وعد حزب “الصهيونية الدينية” برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بعدم الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار بغزة لإقناعه بالبقاء في الائتلاف الحكومي، ومن ثم منع انهياره.
الهلال الأحمر الفلسطيني يتسلم أسيرا في غيبوبة
وتسلم طاقم من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بالقدس المحتلة أسيرا فلسطينيا جريح من مستشفى هداسا عين كارم الإسرائيلي في المدينة.
وقالت الجمعية في بيان مقتضب “طواقمنا بالقدس تستلم الأسير المصاب كاظم زواهرة في هذه اللحظات من مستشفى هداسا عين كارم، وسيتم نقله لمستشفى الحسين بمدينة بيت جالا (في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة)”.
وكان مصدر في الجمعية ذكر أن مركبة إسعاف تابعة للجمعية “توجهت إلى المستشفى وفي انتظار تسليمها الأسير كاظم زواهرة، تمهيدا لنقله إلى مستشفى في الضفة الغربية”.
وأشار المصدر إلى أن زواهرة “جريح وهو في حالة غيبوبة”.
والسبت الماضي، توجه طاقم إسعاف تابع للجمعية إلى المستشفى لتسلم زواهرة ونقله إلى مستشفى بيت جالا في مدينة بيت لحم (جنوب)، لكنها لم تتمكن من تسلمه لتأجيل إسرائيل الإفراج عن الدفعة السابعة.
وفي 22 فبراير/ شباط 2024، أصيب كاظم في حين استشهد محمد زواهرة، وأحمد الوحش، بعد تعرضهم لإطلاق النار من قبل الجيش الإسرائيلي.
ووفق بيان سابق لهيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني فإن “كاظم زواهرة من بيت لحم في وضع صحيّ معقد وصعب، وموضوع تحت أجهزة التنفس الاصطناعي”.
وبدعم أمريكي، شنت إسرائيل حربا على غزة بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، أسفرت عن أكثر من 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وفق معطيات فلسطينية.
تعليقات الزوار
لا تعليقات