وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خطط العمل التي وضعها الجيش لشن هجوم على رفح في جنوب قطاع غزة، متجاهلا الرفض الأميركي والدولي لاجتياح آخر ملاذ للنازحين الفلسطينيين، فيما وجه الرئيس جو بايدن انتقادات شديدة لنتنياهو ووصفه بأنه "عقبة على طريق السلام".
وأشار بيان أصدره مكتب نتنياهو إلى أن "الجيش الإسرائيلي جاهز للجانب العملياتي ولإجلاء السكان"، من دون تقديم أي تفاصيل أخرى حول هذه العملية المعلن عنها منذ فترة وتعارضها الأمم المتحدة ودول عديدة.
وتعد رفح آخر مدينة كبيرة لم تتعرض حتى الآن لغزو بري خلال الحرب الإسرائيلية ضد حماس في غزة والتي اندلعت إثر هجوم الحركة على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن الداعم لإسرائيل، إن اجتياح رفح يشكل "خطا أحمر" في غياب خطط موثوقة لحماية المدنيين.
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارة لفيينا اليوم الجمعة إن واشنطن لم تطلع على أي خطط لعملية رفح، لكنه أكد مجددا أنها تريد "خطة واضحة وقابلة للتنفيذ" لضمان أن المدنيين "بعيدون من الأذى".
كما اعتبرت الخارجية الألمانية أنه "لا يمكن تبرير شن هجوم واسع النطاق في رفح". وأضافت في منشور على منصة إكس قبل يومين من زيارة المستشار أولاف شولتس لإسرائيل الأحد أن "أكثر من مليون شخص لجأوا إلى هناك وليس لديهم مكان يذهبون إليه. هناك حاجة إلى وقف إطلاق النار الآن".
بدوره حذّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من "قرار الحكومة الإسرائيلية بالقيام بعملية عسكرية في رفح وارتكاب مجزرة جديدة واستكمال جرائم التهجير بحق أبناء شعبنا"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) عن مكتبه اليوم الجمعة.
وطالبت الرئاسة الفلسطينية بتدخل الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي وتحمل مسؤولياتهم لمنع مثل هذا العدوان الخطير، الذي يضاعف من معاناة شعبنا في قطاع غزة.
ويأتي الإعلان عن الموافقة على خطط الجيش لاجتياح رفح بعيد الكشف الجمعة عن إرسال وفد إسرائيلي إلى قطر لاستئناف مفاوضات الهدنة.
وقال بايدن اليوم الجمعة إن السيناتور الأميركي تشاك شومر عبر عن مخاوف العديد من الأميركيين عندما دعا إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل.
وقال للصحفيين في البيت الأبيض عند سؤاله عن تصريحات شومر في قاعة مجلس الشيوخ "لقد ألقى خطابا جيدا...لقد عبر عن مخاوف جدية يشاركه فيها عدد كبير من الأميركيين"، موضحا أن "شومر أبلغ موظفي الرئاسة بأمر الخطاب قبل إدلائه به".
وقال شومر الذي يؤيد إسرائيل بقوة منذ زمن طويل وهو أكبر مسؤول أميركي يهودي منتخب، في كلمة أمام المجلس إن حكومة نتنياهو "لم تعد تناسب احتياجات إسرائيل" بعد خمسة أشهر من الحرب التي بدأت بهجوم حركة حماس على إسرائيل.
وظهر في خطاب شومر الإحباط المتزايد في واشنطن من نتنياهو وإدارته للحرب وعدم بذلها جهودا كافية لحماية المدنيين الفلسطينيين والعرقلة الملحوظة لدخول المساعدات إلى قطاع غزة، فيما تصاعدت الانتقادات الدولية للولايات المتحدة لدعمها إسرائيل بسبب عدد القتلى وأزمة الجوع في القطاع.
وانتقد شومر الفلسطينيين الذين يدعمون حماس وقال إن الزعيم الفلسطيني محمود عباس يجب أن يتنحى أيضا، معتبرا أن رفض إسرائيل حل الدولتين "خطأ فادح" داعيا المفاوضين في الصراع الإسرائيلي بغزة على بذل كل ما هو ممكن لتأمين وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن وإيصال المساعدات إلى القطاع.
ولم يذكر شومر احتمال طرح تشريع يربط توفير الأسلحة الأميركية لإسرائيل بتخفيف الأزمة الإنسانية، كما يدعو بعض الديمقراطيين، لكنه أثار احتمال استخدام واشنطن لنفوذها إذا لم تغير الدولة العبرية مسارها.
تعليقات الزوار
لا تعليقات