يتجه الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على الحكام العسكريين الجدد في النيجر الذين أطاحوا بالرئيس محمد بازوم، فيما تأتي هذه الخطوة بعد أن علّق التكتل التعاون الأمني والدعم المالي للبلد في أعقاب الانقلاب.
وأدانت الكتلة المكوّنة من 27 دولة الإطاحة برئيس النيجر محمد بازوم الذي يعدّ شريكا رئيسيا للغرب في المنطقة التي تشهد هجمات للجهاديين.
وقال مجلس الاتحاد الأوروبي إن الإطار الجديد سيسمح للتكتل بمعاقبة الأفراد والكيانات المسؤولة عن الأعمال التي تهدد السلام والاستقرار والأمن في النيجر أو تقوض النظام الدستوري أو ترتكب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان أو القانون الإنساني الدولي.
ويسعى الاتحاد الأوروبي من خلال هذا الإطار لاتباع وتعزيز أي إجراءات اتخذتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس".
وقال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن هذه الخطوة ترسل رسالة واضحة وهي أنّ الانقلابات العسكرية لها ثمنها، فيما يأتي هذا التطور في الوقت الذي تقوم فيه فرنسا بسحب جنودها البالغ عددهم 1500 جندي من دولة الساحل بعد طلب حكّام النيجر الجدد ذلك، في غمرة تنامي مشاعر العداء ضد القوة الاستعمارية السابقة.
وصرّح بوريل بأن "التكتل يدين انقلاب النيجر منذ البداية بأشد العبارات"، مضيفا "من خلال قرار اليوم يعزز الاتحاد الأوروبي دعمه لجهود الإيكواس" ومن خلال الإجراءات التقييدية يمكن للتكتل استهداف الكيانات والأفراد بتجميد الأصول وحظر السفر.
وكانت مصادر فرنسية قد أكدت في وقت سابق أن باريس ستعيد كامل قواتها المتمركزة في النيجر إلى فرنسا، نافية ما تم تداوله حول مخططها لنقلهم إلى بلد آخر.
وقال أحد أقارب بازوم الأحد إنّ الأخير موجود مع عائلته وهو في صحة جيدة، بعد تصريح الحكام العسكريين هذا الأسبوع بأنه حاول الهروب.
وأعلن المجلس العسكري الحاكم في النيجر الأسبوع الماضي أن قواته أحبطت محاولة لتهريب بازوم وعدد من أفراد أسرته إلى نيجريا باستخدام مروحيتين وقوة مسلحة وفرتها جهة أجنبية.
ومنذ أن أطاح به الجيش، رفض بازوم الاستقالة وهو محتجز في مقر إقامته في القصر الرئاسي مع زوجته وابنه، فيما ندد الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وقوى أخرى باستيلاء الجيش على السلطة والانقلاب على الرئيس المنتخب.
ورُفعت خلال المظاهرات التي نظمها الآلاف من النجيريين خلال المدة الأخيرة لافتات تدعو إلى رحيل فرنسا عن البلاد وترحب بالحضور الروسي كما رفعت أعلام روسيا إلى جانب أعلام النيجر، في وقت تسعى فيه موسكو إلى تعزيز نفوذها بالمنطقة.
وحذّر خبراء أفارقة من سقوط البلد في أيدي روسيا بعد ما أسموه "جهود التحرر" من الهيمنة الفرنسية، منبّهين إلى تداعيات تعويض سيد بآخر، فيما ذهب آخرون إلى التحذير من الانتقال إلى "استعمار جديد".
تعليقات الزوار
لا تعليقات