نفذ عمال وأصحاب المخابز العصرية وقفة احتجاجية في العاصمة التونسية تنديدا بقرار وزارة التجارة منعهم من التزود بالدقيق المدعم وإغلاق 1500 من المخابز بعد دعوة الرئيس التونسي قيس سعيد لتوحيد أنواع الخبز وحديثه عن أزمة مفتعلة وتلاعب مطاحن وبارونات بمن فيهم أرباب بعض المخابز بكميات الدقيق أو احتكارها.
وشارك نحو 200 خباز وصاحب محل حلويات وعاملين فيها في الاعتصام في محاولة للضغط عل السلطات، لكن لا يبدو أن الأخيرة ستتراجع عن قرارها بينما تراجعت أزمة الخبز نسبيا وخفت الطوابير أمام المخابز على خلاف الفترة السابقة.
وتقول مصادر إن الأزمة ناجمة عن شح في الدقيق بسبب الأزمة المالية التي تمر بها تونس وعدم قدرة الدولة على تسديد تكاليف الحبوب المستوردة التي ارتفعت أسعارها بنحو ثلاثة إلى أربعة أضعاف ما كانت عليه قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط من العام الماضي.
وقال رئيس 'المجمع المهني للمخابز العصرية' بنقابة "كونكت" محمد الجمالي "نعتصم اليوم لأننا ممنوعون من صناعة الخبز... كل المشاركين في الاعتصام مخابزهم مغلقة منذ أسبوع ولا تنشط"، مضيفا متحدثا من وسط المتظاهرين "الأشخاص المتواجدون اليوم لم يعملوا منذ أسبوع".
ورفع المعتصمون لافتات كتبوا عليها "أين حقي من الفارينة (الدقيق)؟" و"العدل والإنصاف" و"خبز حرية كرامة وطنية".
وإثر تصريحات أدلى بها الرئيس قيس سعيّد واعتبر فيها أن هناك "تلاعبا" بالدقيق الذي تدعمه الدولة ويوزع على المخابز، منعت وزارة التجارة 1500 مخبز من الحصول على الدقيق المدعم.
وينشط في تونس 3737 مخبزا "مصنفة" تستفيد من الدقيق المدعم من قبل الحكومة و1443 مخبزا "غير مصنفة" تستفيد بحصة مدعمة من الدقيق أقل من المخابز الأخرى.
وتبيع المخابز "غير المصنفة" أساسا الحلويات وكمية محددة من الخبز بأسعار أغلى من تلك التي تبيعها المخابز "المصنفة".
وخلال الأشهر القليلة الماضية نقصت كميات التزود بالدقيق وظهرت صفوف انتظار طويلة للحرفاء وفي أغلب الأحيان تنفذ الكميات منذ الصباح.
ويؤكد العديد من خبراء الاقتصاد أن "أزمة الخبز" ناجمة في الواقع عن نقص المعروض في السوق في الدقيق المدعوم من قبل الدولة وأن الدولة التونسية المثقلة بالديون تواجه العديد من المشاكل المالية ولا تتمكن أحيانا من سداد ثمن مشترياتها من الخارج.
وقالت صاحبة المخبز زينب باشا (38 عاما) "مطلبنا الأساسي التزود كما كل المخابز بالدقيق". وقال صاحب المخبز عبدالباقي عبداللاوي (43 عاما) "نجد أنفسنا بلا دخل، 1500 مخبز مغلقة يشغِّل كل منها من 6 إلى 7 عمّال" .
ونهاية يوليو/تموز الماضي أكد سعيّد أن "هناك خبز واحد لكل التونسيين وينتهي الأمر"، مضيفا في مقطع فيديو نشرته الرئاسة "من يريد بيع الخبز غير المصنف اليوم انتهى يجب اتخاذ إجراءات لتوفير الخبز لكل التونسيين".
وتساءل "لماذا هناك خبز مصنف وخبز غير مصنف؟ الهدف اليوم هو ضرب التونسيين في قوتهم ومعاشهم...هو استهداف السلم الاجتماعي والعملية مقصودة".
تعليقات الزوار
لا تعليقات