أثار تصريح لوزير الداخلية التونسي، توفيق شرف الدين، يتعلق بمنح “امتيازات خاصة” للسياح الجزائريين، موجة من الغضب في البلاد، قبل أن تصدر الداخلية “توضيحا” حول هذا الأمر.
وقال شرف الدين لوسائل إعلام محلية “الإخوة الجزائريون يحبون التسوق عند القدوم إلى تونس وأحيانا يركنون سياراتهم في أماكن لا يعلمون أنها خاضعة لإجراءات الشنقال (سيارة حجز السيارات المخالفة)، لذلك قررنا إلغاء الشنقال بالنسبة للأخوة الجزائريين ليتمكنوا من قضاء عطلتهم في تونس في أحسن الظروف، ولنجنبهم البحث عن سياراتهم بمستودعات الحجز”.
وعلق عدنان منصر، الأمين العام السابق لحزب الحراك، بقوله “علاقاتنا بالأشقاء في الجزائر، مثلما هو الأمر بالنسبة لأشقائنا في ليبيا هي علاقات تاريخ وعلاقات جغرافيا، الأمر الطبيعي أنها تكون ممتازة، أن الحدود تكون مفتوحة، والمبادلات والتنقلات بلا عوائق. لكن لا يجب على أي دولة أن تعطي امتيازات بخرق قوانينها وعلى أرضها لأي شخص، مهما كانت جنسيته. أصلا، عندما ترتكب مخالفة أو جريمة على أرض بلد معين، فإن قوانين هذا البلد هي التي تطبق عليه. هذا العرف بين الدول ذات السيادة، وهو أمر مقبول ومتعارف عليه”.
وخاطب وزير الداخلية بقوله “أنت ترحب بالسياح الجزائريين، ونحن كذلك لأننا نعتبر أنفسنا شعب واحد، لكن هذا لا يعني أننا نمكنهم من خرق القوانين، ومنها قوانين الطرقات. هذا لا يسمى ترحيبا، أنت تعطيهم امتيازا لخرق قوانينك، وتجعل من تطبيق القانون مادة للتمييز حسب الجنسية، وهذا ليس سلوك دولة تحترم نفسها. ومن ثم، لماذا لم تمكّن الأشقاء الليبيين من نفس الامتياز؟”.
وتساءل عبد الوهاب الهاني، رئيس حزب المجد، “كيف يعصف “الشنقال” بالقانون لأول مرة في التاريخ بقرار شعبوي ضد المواطنين من سكان البلد الأصليين”.
وأضاف “بعد غياب طويل نسبيا، عاد السيد وزير داخلية التدابير الاستثنائية ليفتك مكانه في سوق الشعبوية وينافس ولاته للتدابير الشعبوية ويزيح المطامع الستالينية لافتكاك مقعده الوثير في البنية الرمادية ويمسح لعابها، عاد وشنقل القانون بشنقال البلدية التي لا دخل له فيها، وقرر تمتيع ضيوف تونس من الأشقاء الجزائريين بمخالفة القانون، في حركة شعبوية عنصرية ضد أبناء البلد وسكانه الأصليين وسائر خلق الله وسيارات الخلق أجمعين من مشارق الأرض ومغاربها”.
وكتب القاضي عفيف الجديدي “بحديث الوزير عن إعفاء الجزائريين من شرط التقيد بمنع الوقوف والتوقف في المناطق العمرانية التي يستعمل فيها الشنقال، القانون يفقد قيمته كقاعدة عامة مجردة في إطار اعتداء على قيمة المساواة أمامه. صعود شاهق في اتجاه الهاوية”.
وأضاف الإعلامي عامر بوعزّة “بإعلانه عن إجراءات استثنائية لفائدة السواح الجزائريين، يكون وزير الداخلية قد تنازل طواعية عن صورة رجل الدولة ليفكر بعقلية (الفرارات)”.
وتابع “إن الحصانة الممنوحة للجزائريين من الشنقال قرار شعبوي وتزلّف غير ضروري واستهتار بمبدأ المساواة وعلوية القانون. إنها إهانة أخرى لشعب يصفه رئيسه بالعظيم، وتمعن حكومته في إذلاله والتنكيل به”.
وأمام تصاعد الجدل حول تصريح شرف الدين، أصدرت وزارة الداخلية “توضيحا” أكدت من خلاله أنها “تحرص على التعامل بمرونة مع الجميع دون استثناء بخصوص موضوع “الكبالات” (الشنقال) في إطار المساواة أمام القانون، وذلك في انتظار المصادقة على مخطط مروري جديد بالتنسيق مع جميع الأطراف المتداخلة”.
وكان الرئيسان قيس سعيّد وعبد المجيد تبّون أعلنا قبل أيام إعادة فتح الحدود بشكل كامل بين تونس والجزائر. وخلال ساعات أعلنت عدة وكالات للسفر عن وجود آلاف الحجوزات التي قام بها سياح جزائريون في الفنادق التونسية.
تعليقات الزوار
لا تعليقات