أخبار عاجلة

لماذا جاءت احتفالات الجزائر باستقلالها الستين بطابعٍ عسكريّ وحُضور سوري

تُريد الجزائر عودةً لافتة للمشهد السياسي العربي والإقليمي، تماماً كما عادت جبهتها الداخليّة لتصدّر الأحداث مع انطلاق الحراك الشعبي، وليس بالطّبع أفضل من مُناسبة الذكرى الستين لاستقلال الجزائر، وبحُضور فلسطين مُمثّلةً بسُلطتها الرئيس محمود عباس، ومُقاومتها إسماعيل هنية، إلى جانب تونس بصُورتها الجديدة، مُمثّلةً برئيسها قيس سعيّد، الذي يُحاول البعض تلطيخ اسمها (تونس) بأنباء التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تنفيها رئاستها بحُضورها إلى جانب الجزائر في ذكرى تحرّرها من الاستعمار.

وبالتزامن مع احتفالات الذكرى 60 لاستقلال الجزائر، وصل وزير الخارجيّة السوري فيصل المقداد إلى الجزائر للمُشاركة في تلك الاحتفالات، وفي زيارة تستمر ثلاثة أيّام يلتقي فيها كبار المسؤولين الجزائريين، ومُشاركة سورية وحُضورها للجزائر أمرٌ لافت، ويأتي تأكيدًا لمتانة العلاقات بين البلدين، ودور الجزائر الذي تلعبه في عودتها للجامعة العربيّة، وحُضور الرئيس السوري بشار الأسد لقمّتها العربيّة القادمة، بالرغم من وجود تحفّظ عربي على هذه العودة لسورية، وعودتها لحضنها العربي، وهي أساس كُل العُروبة.

الاحتفال لم يكن عاديّاً، بل حرصت القيادة الجزائريّة على تقديم استعراض عسكري وصفته وسائل إعلام غربيّة بغير المسبوق، والأكثر لفتاً ما استعرضه الجيش الجزائري من قطع منظومات الدفاع الجوّي (إس-300)، كما حضرت القوّات الجويّة التي قامت باستعراضات لطائراتها الروسيّة الأحدث، إلى جانب القطع البحريّة التي استعرضت أنشطتها عبر فرقاطات حضرت إلى الواجهة البحريّة المُقابلة لمنطقة الاستعراض، إضافةً لعرض القوّات البريّة الخاصّة.

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أراد من هذا الاستعراض العسكري الضّخم الذي هيّأت له وسائل إعلام جزائريّة محليّة على مدار أيّام سبقته، التأكيد على وحدة الحال بين مؤسسة الرئاسة، والمؤسسة العسكريّة، كما تأكيد على قوّة وحُضور الجزائر العسكريّة لصدّ أيّ مُحاولةٍ لزعزعة أمنها، واستقرارها، وفي مُحيطٍ بات أكثر ميْلاً للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، فيما تحضر فلسطين، وبرموز مُقاومتها وهو الأهم استعراض ذكرى الستين لاستقلالها.

وفي رسالةٍ للفرنسيين الذين باتوا يستجدون تحسين العلاقات مع الجزائر وبعد 132 سنة من استعمارهم، اختار الرئيس الجزائري أن يُقام الاستعراض قُرب جامع الجزائر الأعظم في منطقة المحمديّة، ويحمل ذلك المكان رمزيّة تاريخيّة، حيث كان هذا المكان تحديدًا في “عهد الاستعمار الفرنسي” مدرسة كبيرة للآباء البيض، وفرق التبشير التي كانت تعمل على “تنصير” الجزائريين، فيما أعلنت الرئاسة الفرنسيّة الاثنين أن الرئيس إيمانويل ماكرون بعث ببرقيّة تهنئة لنظيره الجزائري بالمُناسبة عبّر له فيها عن أمله في “تقوية الروابط بين البلدين القويّة أصلاً”.

ويبدو أن السلطات الجزائريّة أرادت ألا تحصر الاستعراض العسكري بالمسؤولين، فسمحت وهي رسالة على دعم الشعب لقيادته السياسيّة والعسكريّة، بحُضور جمع غفير من المُواطنين الجزائريين الذين ورغم إغلاق منطقة العرض أمام حركة المُرور، حرصوا على قطع عدّة كيلومترات لحُضور العرض، وتفاعلوا بشكلٍ لافت ووطني مع مُرور القوّات المُشاركة في الاستعراض، وهتفوا: “الجيش الشعب خاوة”، وهذا المشهد الشعبي، يرد على المُشكّكين بوجود خلاف أو فجوة بين الشعب الجزائري، والأجهزة الأمنيّة، والعسكريّة.

ويُبدي الشارع الجزائري ارتياحه لوجود قيادة سياسيّة لبلاده، مُتّقدة ومُؤهّلة، بعد فترة ركود سياسي خلال فترة حُكم الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة حيث عهد الأخير كانت ذكرى الاستقلال ذات طابع مدني، وهو اليوم بطابع عسكري ضخم له دلائله السياسيّة ويعود لأوّل مرّة مُنذ العام 1985، وفي الشّأن الخارجي هو حُضور تُعبّر عنه هذه القيادة الجزائريّة في ملفّات خارجيّة أهمّها شكل العلاقة السّيادي والمُستقل مع فرنسا، وإسبانيا، وما تملكه الجزائر من ثروات نفطيّة وغازيّة، والتركيز على عوامل القوّة العسكريّة، وبناء تحالفات جديدة مع روسيا، والصين، والعودة لدور مركزي إقليمي له بصمته الواضحة، وما قبل انشغال الجزائر بمُحاربة الإرهاب، والجماعات المُسلّحة.

وتداول روّاد منصّات تواصل اجتماعي مقاطع فيديو لمجموعة من الشباب الجزائري، وهُم يعطون أفرادًا من الجيش الشعبي الوطني الجزائري العلم الفلسطيني خلال احتفالات ذكرى الاستقلال، فما كان منهم إلا بادروا بحمله إلى جانب العلم الجزائري، وهو مشهد عدّه نشطاء رسالة قويّة للدّول التي طبّعت وتخلّت عن فلسطين.

وحضر الاحتفالات العديد من الضّيوف الأجانب من بينهم رئيس النيجر محمد بازوم ورئيس جمهوريّة الكونغود دوني ساسو نغيسو ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فقي محمد، كما حضرت رئيسة مجلس الشيوخ الإيطاليّة ماريا كازيلاتي، ووزير التسامح الإماراتي نهيان بن مبارك آل نهيان، ووزيرة خارجيّة ليبيا نجلاء المنقوش والأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى.

ولتعزيز حالة الاحتفالات بالاستقلال، وقّع الرئيس تبون الاثنين خمسة مراسيم رئاسيّة تتضمّن إجراءات عفو وتخفيض العُقوبة لنحو 15 ألف سجين محكوم عليهم نهائيًّا في جرائم القانون العام، وليس ذلك فقط، بل يعمل الرئيس الجزائري حاليًّا على إعداد قانون خاص لفائدة المحكوم عليهم نهائيّاً” يُمكن أن يشمل مساجين الحراك أيضًا.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

سعد

لا وكلا

و الله لو اتيتم بالكعبة المشرفة الى الجزاءر ما كنتم سوى كابرنات فرنيا و بوالين و سكارجيين ...ما بقاتش فالتحنقيز بقات فالنتيجة كيف ستكون ..نظام القتلة يستقبل نظام بشار المجرم الذي قتل نصف شعبه و هجًر النصف الآخر ليبقى هو في الحكم طززززززز عليه و عليكم يا كراغلة.