خصّ الكاتب الفرنسي-الجزائري بوعلام صنصال تلفزيون “فرانس 2″، مساء الأحد بأول ظهور إعلامي متلفز له منذ الإفراج عنه يوم الـ12 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، بعد قضائه نحو عام في السجن بالجزائر؛ عاد فيها إلى الحديث عن فترة سجنه، وظروف الإفراج عنه، ومخاوفه بعد استعادته لحريته.
وقال صنصال: “العودة إلى حياة الرجل الحرّ بعد عام من السجن في الجزائر أمر معقّد […] كنت معزولًا عن العالم. لم يكن لدي أي اتصال مع السجناء الآخرين.. لم يكن لدي حتى محامون”، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أنه يتمتع بصحة جيدة بعد تلقي العلاج من سرطان البروستات.
وأضاف الكاتب والروائي: “أنا أدقق في كل كلمة أنطق بها، أخشى على عائلتي. إذا عدت إلى الجزائر مع زوجتي، أخشى أن يعتقلوها أيضًا […] أفكر في كريستوف غليز، وهو ليس الوحيد. هناك عدة عشرات من السجناء السياسيين”؛ في إشارة إلى الصحفي الفرنسي المعتقل في الجزائر بتهمة “تمجيد الإرهاب”.
وأوضح أنه دائمًا مع المصالحة بين فرنسا والجزائر، مشددًا على أنه ينتقد الديكتاتورية وليس الجزائر كبلد أو شعب.
وأوضح قائلًا: “عندما وصلت إلى الجزائر، تفحّص عناصر الأمن جواز سفري وسألوني عن اسمي واسم والدي، وطلبوا مني الانتظار… بقيت هناك من الخامسة مساءً حتى الثانية بعد منتصف الليل. بعدها جاء أشخاص بلباس مدني، قيّدوا يديّ، ووضعوا غطاء على رأسي، واقتادوني إلى وجهة مجهولة.. مكثت على هذا الحال لمدة ستة أيام من دون أن أعلم أين أنا ولا من اختطفني… كنت كل يوم أسألهم: من أنتم؟ .. كل شيء بدأ عندما اعترف ماكرون بمغربية الصحراء”.
وقد أُفرِج عن صنصال، البالغ من العمر 81 عامًا، في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني، بعد قضائه عامًا في السجن بسبب مواقفه من بلده الأصلي، حيث نال عفوًا رئاسيًا من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، استجابة لطلب من السلطات الألمانية.
ووصل الكاتب، الذي كان في قلب أزمة دبلوماسية بين الجزائر وباريس، إلى فرنسا يوم الثلاثاء 18 نوفمبر/ تشرين الثاني، بعد نقله أولًا إلى برلين لتلقي العلاج. وقد استقبله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فور عودته، في لقاء غير معلن بعيدًا عن الإعلام.
وكان صنصال يقضي حكمًا بالسجن خمس سنوات في الجزائر بتهمة “المساس بالوحدة الوطنية”، وذلك على خلفية تصريحات أدلى بها في أكتوبر/ تشرين الأول 2024 لوسيلة إعلام فرنسية يمينية متطرّفة (Frontières)، قال فيها إن الجزائر ورثت خلال الاستعمار الفرنسي مناطق كانت، وفق رأيه، تابعة سابقًا للمغرب.
وسيحلّ صنصال أيضًا ضيفًا على إذاعة “فرانس إنتر” صباح الإثنين، بحسب ما أعلنت الإذاعة. ووفق صحيفة “لا تريبون ديمانش”، سيُجري أيضًا مقابلة مع صحيفة “لو فيغارو” يوم الإثنين.
وبعد الإفراج عنه، قال صنصال لمواطنه كمال داود، الحائز على جائزة غونكور لعام 2024، إنه يأمل بأن “تتطور” العلاقات بين فرنسا والجزائر، بحسب ما نقل داود في مجلة “لوبوان”.
وقد أعادت حرية صنصال الأمل بقرب الإفراج عن الصحفي كريستوف غليز، الذي لا يزال معتقلًا في الجزائر. ويعمل غليز مع مجلتي “سو فوت” و”سوسايتي”، وقد حُكم عليه في يونيو/ حزيران الماضي بالسجن سبع سنوات بتهمة “تمجيد الإرهاب”. ومن المقرر أن تتم محاكمته استئنافًا في الـ3 من ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

تعليقات الزوار
لا تعليقات