أكدت مصادر إعلامية محلية ليبية، أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة يعتزم الحصول على توضيحات بشأن موقف الاتحاد الأوروبي من الحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة أسامة حماد.
ووفق ما تداوله الإعلام المحلي، فإن الدبيبة استدعى سفراء الاتحاد الأوروبي لدى طرابلس نيكولاس أورلاندو، وإيطاليا جيانلوكا ألبيريني، واليونان نيكولاس غاريليديس، ومالطا شارل صليبا.
وفي السياق، نقلت وكالة نوفا الإيطالية عن مصادر لم تسمها، أن زيارة جديدة محتملة إلى شرق ليبيا – في أعقاب رفض دخول وفد (فريق أوروبا) في مطار بنينا مؤخرًا – قد تُفسر في طرابلس، ولو بشكل غير مباشر، على أنها اعتراف سياسي بما يسمى حكومة الاستقرار الوطني بقيادة أسامة حماد، في إشارة إلى الحكومة المكلفة من مجلس النواب.
وعرجت نوفا إلى إلغاء زيارة وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني هاميش فالكونر إلى بنغازي بسبب رفض قبول الشرط الذي وضعه خليفة حفتر للقاء أعضاء الحكومة المكلفة من مجلس النواب، مذكراً بأن الوضع نفسه كان سببًا رئيسيًا لفشل البعثة الأوروبية السابقة.
ومن الواضح أن الاتحاد الأوروبي يتجه نحو إعادة إطلاق مهمة فريق أوروبا للحفاظ على الحوار مع جميع الأطراف الليبية، وخاصةً في المنطقة الشرقية بشأن قضية الهجرة بعد زيادة تدفقات المهاجرين من سواحل شرق ليبيا إلى اليونان.
ولكن تبدو حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة رافضة لذلك ولأي شكل من أشكال التفاعل مع السلطة التنفيذية الموازية حيث يمكن تفسيره على أنه شرعية بحكم الأمر الواقع، وفق وكالة نوفا.
وقبل أيام تحدثت صحف غربية عن قرار زعماء الاتحاد الأوروبي إرسال وفد دبلوماسي جديد إلى ليبيا، بعد أن رفضت قوات حفتر استقبال وفد أوروبي يضم وزراء عدة من إيطاليا واليونان ومالطا، فيما طلبت الحكومة المكلفة من مجلس النواب منهم مغادرة مطار بنغازي الأسبوع الماضي.
وجاء هذا الاتفاق على هامش مؤتمر إنعاش أوكرانيا المنعقد في روما، الجمعة الماضية، حيث أعلن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء المالطي روبرت أبيلا، أنه من المهم استئناف الحوار مع ليبيا، حسبما أعلن موقع أفريكا نيوز الفرنسي. واتفق الزعماء الأربعة على ضرورة إعادة تفعيل مبادرة فريق أوروبا من خلال إرسال وفد من المفوضية الأوروبية ووزراء من اليونان وإيطاليا ومالطا إلى ليبيا.
ويتألف الفريق من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى البنك الأوروبي للاستثمار والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، ويهدف إلى توفير نهج منسق لحل المشاكل.
وتوجهت البعثة إلى بنغازي بعد اجتماعها في طرابلس مع ممثلي حكومة الوحدة الوطنية، برئاسة عبد الحميد الدبيبة. وحسب الموقع الفرنسي، فإن هذه الحادثة قد تؤدي إلى تعقيد جهود أوروبا لمنع موجة الهجرة غير النظامية من ليبيا إلى أوروبا.
وقد تكون قضية الهجرة ضاغطاً رئيسياً على الجانب الأوروبي لإبرام تفاهمات مع شرق ليبيا، حيث وقبل أيام ذكرت جريدة كاثمريني اليونانية أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قد ناقشوا بطلب من اليونان وإيطاليا قضية الهجرة غير القانونية والنفوذ الروسي والتركي في ليبيا، خلال اجتماع عقِد الثلاثاء.
وتحدثت الجريدة عن ضغوط متنامية تمارسها اليونان وإيطاليا على دول الاتحاد الأوروبي من أجل موقف موحد لمعالجة أزمة الهجرة غير القانونية من ليبيا، التي تحولت إلى حالة طارئة أمنية بسبب زيادة تدفقات المهاجرين خلال الأشهر الماضية، فضلاً عن النفوذ المتنامي للقوى الخارجية في البلاد.
ووفق الجريدة، فإن الأزمة في ليبيا كانت على جدول اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، بضغط من اليونان وإيطاليا، وسط توترات دبلوماسية متفاقمة ومخاوف من انعدام استقرار إقليمي. ونقلت الجريدة عن مسؤول أوروبي لم تذكر هويته، أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ناقشوا الوضع في ليبيا، ليس من منظور أزمة الهجرة غير القانونية فقط لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن دول مالطا وإيطاليا واليونان ستثير المخاوف بشأن الهجرة، وهي قضية تعتبرها تهدد الأمن الأوروبي.
يأتي ذلك في أعقاب أزمة دبلوماسية أثارها قرار الحكومة المكلفة من مجلس النواب في مدينة بنغازي طرد المفوض الأوروبي للهجرة، ماغنوس برونر، الذي كان في زيارة إلى المدينة على رأس وفد يضم وزراء من مالطا وإيطاليا واليونان. تلك الأزمة دفعت العواصم الثلاثة إلى زيادة الضغوط على الحلفاء، بالأخص باريس وواشنطن، لتدخل أكبر، بحسب الجريدة اليونانية.
في سياق متصل، أشارت كاثمريني إلى مخاوف لدى إيطاليا بسبب النفوذ الروسي المتنامي داخل ليبيا، واحتمالات إنشاء قاعدة بحرية روسية في ميناء طبرق شرق البلاد. وفي الوقت نفسه، تظل اليونان متخوفة بسبب النفوذ التركي الكبير، لا سيما فيما يتعلق بمذكرة التفاهم البحرية الموقعة بالعام 2019.
وبالنظر إلى خطورة الأزمة التي تمثلها ليبيا بالنسبة إلى أوروبا، كشفت الجريدة اليونانية عن اتفاق رئيس المفوضية الأوروبي ورؤساء حكومات اليونان وإيطاليا ومالطا، خلال مؤتمر يتعلق بأوكرانيا انعقد في روما الأسبوع الماضي، على إرسال وفد أوروبي جديد إلى بنغازي، في حين تحدث مسؤولون أوروبيون عن مخاوف أمنية قد تؤجل توقيت الزيارة.
تقارير تفيد بعزم وفد أوروبي زيارة شرق ليبيا وسط امتعاض من حكومة الغرب

تعليقات الزوار
لا تعليقات