أخبار عاجلة

إسرائيل استخدت الكلاب في اغتصاب السجناء

لم تكتمل فرحة مجموعة كبيرة من عائلات الأسرى الفلسطينيين الذي تم تحريرهم السبت ضمن الدفعة الخامسة من صفقة وقف إطلاق النار الأولى، حيث خرج أكثر من سبعة منهم إلى المستشفيات مباشرة.
ومن بين الأسرى خرج القيادي في حركة «حماس» جمال الطويل محمولًا على الأكتاف، وبأنبوبة أوكسجين بعد أن تعرّض للضرب قبل إطلاق سراحه.
وكشفت شهادات الأسرى المحريين حجم الفظاعات والرعب الذي عاشه المعتقلون الفلسطينيون، وقال أحد الأسرى إنّ الاحتلال عمد إلى استخدام الكلاب في اعتداءات جنسية على المحررين وصلت في بعض الأحيان إلى الاغتصاب.
وقالت الأسيرة المحررة الصحافية بشرى الطويل إن العائلة انتقلت من مكان استقبال الأسرى المحررين بالقرب من متحف محمود درويش إلى المستشفى الاستشاري الذي نقل والدها إليه بفعل سوء حالته الصحية.

ومن الأسرى الذين تحرروا ضمن الدفعة الخامسة من صفقة التبادل، الأسير محمد خميس إبراش من مخيم الأمعري في رام الله، المعتقل منذ 2003، وقد تعرض لمحاولة اغتيال، أسفرت عن بتر رجله اليسرى، إضافة لفقدانه النظر بشكل كامل في عينه اليمنى، وتلف في قرنية عينه اليسرى، وإصابته بشظايا في أنحاء جسده كافة. حكمه الاحتلال بالسجن المؤبد ثلاث مرات إضافة إلى 30 سنة.
اما الأسير المحرر محمد أبو صبرة من نابلس فبقي يرقد في المستشفى الاستشاري في مدينة رام الله بسبب سوء وضعه الصحي حيث يعاني المحرر من إصابته بمرض الجرب وارتفاع ضغط الدم والسكري، ومن آلام في الرأس والمفاصل.
وحسب مصادر طبية فإن الأسير لديه كسر في الفك، والتهاب في البلاتين المركب في الحوض، ويعاني من عدم وضوح الرؤية، وألم في الأذنين، كما يعاني من نقص في مستوى الحديد والكالسيوم، وانخفاض نسبة الدم.
والمحرر أبو صبرة تحرر السبت في الدفعة الخامسة من المرحلة الأولى في صفقة طوفان الأحرار، بعد اعتقال لثلاث سنوات في سجون الاحتلال.
وقال «مكتب إعلام الأسرى» إنّ خروج ثلاثة محتجزين إسرائيليين كانوا في غزة، بعد أن فقدوا بضعة كيلوغرامات من أوزانهم، يكشف مجددًا الوجه الحقيقيّ وازدواجيّة المعايير الدولية في التعامل مع قضية الأسرى.

استقبال المحررين

وتحرر 183 أسيرًا في الدفعة الخامسة من المرحلة الأولى، السبت، حيث استقبلت حشود من الناس في رام الله حافلة تقل 42 أسيرًا محررًا. وبدا العديد من المفرج عنهم في حالة صحية سيئة، واشتكى بعضهم من سوء المعاملة، وقال الهلال الأحمر إنه نقل 7 من المفرج عنهم إلى المستشفيات.
وأضاف «إعلام الأسرى» في بيان أنه في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال جرائمه بحق الأسرى الفلسطينيين داخل معتقلاته، يتكشف مجددًا الوجه الحقيقي لازدواجية المعايير الدولية في التعامل مع قضية الأسرى، فحين استشهد الأسير ناصر أبو حميد وعشرات الأسرى نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، لم يتحرك العالم، ولم تصدر إدانات أو مطالبات بمحاسبة المجرمين، وحين خرج مئات الأسرى من سجون الاحتلال بإعاقات دائمة، محطّمين نفسيًا وجسديًا بفعل سنواتٍ من التعذيب والتنكيل، لم يكن هناك استنفار دولي ولا استنكار حقوقي.
وجاء في البيان: «لكن اليوم، فجأةً، يخرج العالم عن صمته لأن ثلاثة من أسرى الاحتلال لدى المقاومة فقدوا بضع كيلوغرامات من أوزانهم بفعل الحصار الإسرائيلي للقطاع، وكأنّ الإنسانية أصبحت مفصّلة وفق هوية الضحية» .
واعتبر «إعلام الأسرى» أن ما وصفه بـ «النفاق الدولي والتغاضي عن جرائم الاحتلال» يمنحه الضوء الأخضر للاستمرار في انتهاكاته. وحذّر من أن استمرار الصمت على الجرائم الإسرائيلية سيؤدي إلى المزيد منها، وأنّ حقوق الأسرى الفلسطينيين ليست قضية هامشية.
وكان نادي الأسير قال في بيان السبت، إنّ أوضاع المحررين الصحية، وحاجة بعضهم النقل إلى المستشفى، عكست مستوى الفظائع التي تعرضوا لها على مدار الفترة الماضية في سجون الاحتلال.
وفي شهادته على المدى الذي ذهبت إليه إسرائيل في ممارسة التعذيب الوحشي، كشف المعتقل الفلسطيني المحرر أدهم منصور(45 عاما)، أحد سكان جباليا شمال قطاع غزة، عن تفاصيل صادمة حول ظروف الاعتقال والمعاناة للأسرى داخل المعتقلات الإسرائيلية، ومن بينها تسليط الكلاب للاعتداء جنسيا على أسرى فلسطينيين.
وقال منصور، الذي أسرته إسرائيل في 22 كانون الأول/ ديسمبر 2023، في حديث مع وكالة «الأناضول»: «تعرضنا للضرب والإهانة والظروف السيئة، بالإضافة إلى هجوم الكلاب، وهناك أسرى تعرضوا للاغتصاب من الكلاب».
وأضاف: «كان وزني 80 كيلوغراما، ولكن بعد فترة السجن وصل إلى 55 كيلوغراما».
ووصف الأسير الفلسطيني المحرر معالي الأغا (47 عاما)، الذي أفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى، السجون الإسرائيلية بأنها أشبه بـ»غوانتانامو» الأمريكي، بسبب سياسات التعذيب والضرب والتجويع التي تعرض لها المعتقلون الفلسطينيون خلال فترة احتجازهم.
والأغا، من مدينة خان يونس جنوبي غزة، اعتقل بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 خلال حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على القطاع بدعم أمريكي.
وعقب الإفراج عنه، قال الأغا للصحافيين: «اعتقلتنا وحدة خاصة إسرائيلية من قوات «دوفدوفان» عن طريق البحر، أنا وأولاد عمي، وتم اقتيادنا إلى مراكز التحقيق» . وأشار إلى أنه تنقل بين عدة سجون إسرائيلية، حيث تعرض للتعذيب الجسدي والنفسي، إضافة إلى الإهمال الطبي «المتعمد»، ما زاد من معاناته ومعاناة الأسرى الآخرين.
وأضاف: «السجون الإسرائيلية عبارة عن غوانتانامو، سجون صعبة جدا».
كما أكد على أن «الأسرى داخل السجون يعانون من نقص الطعام والجوع».

نتنياهو يتوعد

وتعقيبًا على مشاهد خروج الأسرى الإسرائيليين في آخر دفعة جرت السبت، قال بنيامين نتنياهو إن مشهد الرهائن الثلاث وهم في حالة ضعف وهزال «صادم ولن يمر مرور الكرام» .
فيما وصف الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ مراسم تسليم الأسرى بأنها «مثيرة للاستهجان ووحشية». وقال «هكذا تبدو الجريمة ضد الإنسانية» .
وقارن منتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين بين صور الأسرى الثلاثة المفرج عنهم بصور ناجين من معسكرات الاعتقال النازية، وهو الأمر الذي استفزّ وزير المالية الإسرائيلي الذي قال إنّ «معاناة الرهائن في الأسر الوحشي لدى «حماس» تمزّق القلوب، لكن المقارنات مع المحرقة خطأ فادح وإهانة للمحرقة» .

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات