تواصلت لليوم الثاني على التوالي قوافل العائدين إلى مناطق الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع الشمالي رغم التحذيرات التي طالبتهم بالتريث في انتظار تسهيل ظروف العودة وتنفيذ المراحل الأولى من اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل.
وسُجلت في اليوم الثاني أول غارة إسرائيلية على منطقة قعقعية الصنوبر- قضاء صيدا في خرق فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار.
وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أنه “تم رصد نشاط إرهابي داخل موقع لـ”حزب الله ” كان يحتوي على قذائف صاروخية متوسطة المدى في جنوب لبنان. وتم إحباط التهديد من خلال غارة لطائرات حربية”. وأكد “أن جيش الدفاع منتشر في منطقة جنوب لبنان ويعمل ويحبط كل خرق لاتفاق وقف إطلاق النار”.
بدوره، قال وزير الخارجية الإسرائيلية غدعون ساعر “لن نسمح لحزب الله بالتقدم جنوب نهر الليطاني أو إعادة التسلح وبناء قوته”.
وكان أدرعي استمر في توجيه الإنذارات إلى سكان جنوب لبنان حيث كتب على منصة “إكس”: “بيان عاجل إلى سكان جنوب لبنان، يمنع بتاتًا التنقل أو الانتقال جنوب نهر الليطاني ابتداء من الساعة الخامسة مساء (17:00) وحتى الساعة السابعة صباحًا (07:00). يجب على الموجودين جنوب نهر الليطاني البقاء في مكانهم. من أجل سلامتكم يجب عليكم الالتزام بهذه التعليمات”.
تسجيل خروقات
قال الجيش اللبناني إن “العدو الإسرائيلي” خرق اتفاق وقف إطلاق النار مرات عدة أمس واليوم، واستهدف الأراضي اللبنانية بأسلحة مختلفة.
وأكد أنه يتابع خروقات الجيش الإسرائيلي بالتنسيق مع المراجع المختصة.
وقال الجيش اللبناني في بيان “بتاريخَي 27 و 28/ 11/ 2024، بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، أقدم العدو الإسرائيلي على خرق الاتفاق عدة مرات، من خلال الخروقات الجوية، واستهداف الأراضي اللبنانية بأسلحة مختلفة”.
انتشار الجيش
تزامناً، واصلت وحدات الجيش اللبناني انتشارها في القرى والبلدات الجنوبية في ظل ترحيب وارتياح من قبل أهالي القليعة ودبل ومرجعيون ورميش.
وصدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: “في موازاة تعزيز انتشار الجيش في قطاع جنوب الليطاني بعد البدء بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، باشرت الوحدات العسكرية تنفيذ مهماتها في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، بما في ذلك الحواجز الظرفية، وعمليات فتح الطرقات وتفجير الذخائر غير المنفجرة. تأتي هذه المهمات في سياق الجهود المتواصلة التي يبذلها الجيش بهدف مواكبة حركة النازحين، ومساعدتهم على العودة إلى قراهم وبلداتهم، والحفاظ على أمنهم وسلامتهم”.
مباحثات لبنانية فرنسية
في سياق متصل، بحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، مع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، خروقات إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار مع “حزب الله”.
جاء ذلك خلال اتصالين هاتفيين أجراهما ماكرون مع بري وميقاتي، وفق وكالة أنباء لبنان الرسمية، بعد إبرام اتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت الوكالة إن بري استعرض مع ماكرون “الأوضاع العامة والخطوات الأخيرة التي انتهجها لبنان في مساري وقف إطلاق النار والتحرشات الإسرائيلية”.
وفي شأن آخر، بحث بري وماكرون “التحضيرات للانتخابات الرئاسية في لبنان”، وفق المصدر نفسه.
وفي مستهل جلسة برلمانية، الخميس، حدد بري 9 يناير/ كانون الثاني 2025، موعدا لعقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، بعد أشهر من التعثر السياسي والعدوان الإسرائيلي و3 سنوات من شغور المنصب.
ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون، في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، فشل البرلمان خلال عدة جلسات عقدها في انتخاب رئيس جديد جراء خلافات بين الفرقاء السياسيين في البلد.
وفي السياق، قالت الوكالة إن ماكرون بحث هاتفيا مع ميقاتي “الوضع الراهن في لبنان بعد سريان قرار وقف إطلاق النار، ومتابعة تنفيذ المقررات التي صدرت عن مؤتمر دعم لبنان الذي عقد أخيرا في باريس (في 24 أكتوبر الماضي)”.
وشكر ميقاتي الرئيس الفرنسي “على اهتمامه الدائم بلبنان ومساعدته على وقف العدوان الإسرائيلي والتوصل إلى تفاهم في هذا الصدد”، وفق المصدر ذاته.
وأكد رئيس الحكومة اللبنانية أن “الجيش باشر تنفيذ مهامه في الجنوب والبقاع (شرق) والضاحية الجنوبية (لبيروت)، والتحضير لتعزيز انتشاره في قطاع جنوب (نهر) الليطاني”.
كما جدد الدعوة إلى “الضغط على إسرائيل لوقف خروقاتها لقرار وقف إطلاق النار التي تسببت اليوم بسقوط جرحى وأضرار مادية جسيمة”.
وتعليقاً على المستجدات الميدانية في الجنوب، لفت عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله إلى “ان قرار الحرب بيد العدو الإسرائيلي وعندما يعتدي علينا سنقاومه، ولن تكون هناك أي مشكلة بين المقاومة والجيش بل تعانق”. وقال: “الجيش قدّم الدم وكان إلى جانب المقاومين واليوم عبّرنا عن موقفنا إلى جانبه وصوّتنا لمصلحته، حتى لا يكون هناك شغور في قيادته”.
في غضون ذلك، كشفت قناة LBCI نقلاً عن مراسلتها في حيفا “أن اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل يشمل منع دخول اللبنانيين إلى المنطقة المحظورة لمدة أسبوعين وفق ما تداوله الإسرائيليون”. وقالت “إن الجيش الإسرائيلي رسم خطاً أحمر لهذه المناطق وهو بانتظار تشكيل لجنة المراقبة واكتمال انتشار الجيش اللبناني، مستغلًّا الفترة الزمنية لاستعراض عضلاته”. وأضافت: “ما يقوم به الجيش الإسرائيلي هو ليثبت ما تحدث عنه نتنياهو بأّنه قادر على ضمان أمن السكان في شمال إسرائيل من عناصر حزب الله”.
نصر مرّ
في المواقف، تمسّك رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد بمقولة “النصر”، لكنه وصفه بأنه “نصر مرّ بعد استشهاد سيّد المقاومة”. وقال “صحيح أن ثمن الانتصار على العدو باهظٌ ومرتفع، لكن يبقى أن حِفظ الكرامة وبقاء المقاومة ونهجها وصَونَ السيادة الوطنية أغلى وأهم من كل التضحيات”، معتبراً “إن المقاومة حين تمنع العدو من احتلال الأرض ومن إنهاء وجودها ودورها وتحفظ سيادة البلاد وتحول دون تحقيق أوهام الكيان الصهيوني الغاصب ومَن وراءَه، بترسيم خارطة جديدة للشرق الأوسط حسب مشروعه، تكون قد أنجزت بثباتها وصمودها وبأس مجاهديها ما تعجز عنه جيوش أنظمة ودول في كثير من الأحيان”.
وأكد رعد “نعم، انتصرنا على العدو، وهزمنا مشروعه في لبنان، ونحن الذين يحق لنا التحدث عن البطولة والشهامة والوطنية بكل اعتزاز ورأس مرفوع، ولن يؤثر فينا من يستسهل الهوان والذل ويرتضي الإقرار بما يريد العدو أن يفرضه من أمر واقع على بلدنا ليلحقه بمشروعه التطبيعي الوضيع”. وختم “أن إعمار ما تهدّم أمرٌ مقدورٌ عليه، لكن الكرامة والشرف إذا سُلبا، فلن يكون ممكنًا استرجاعهما ولا حتى ترميمهما”.
في المقابل، أعلن نائب رئيس حزب “القوات اللبنانية” النائب جورج عدوان “أن اللبنانيين توّاقون لرؤية الجيش يحمي الحدود بنفسه، ونحن اليوم أمام مرحلة جديدة وعلينا استخلاص العبر وأن نكون واضحين وصريحين في المسار الجديد”، متوجّهاً إلى اللبنانيين بالقول: “نحن كتكتل لن نقبل أن يكون هناك بعد اليوم أي سلاح خارج الدولة اللبنانية ولن نقبل إلا بأن تستعيد الدولة كامل قرارها في كل المناطق وتطبيق القوانين”.
سلامي: فشل اسرائيلي
وعلى خط مواز، بعث قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي رسالة إلى الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم أكد فيها “أن وقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية يشكل فشلاً استراتيجياً ومهيناً للكيان الصهيوني الذي لم يقترب حتى من تحقيق أي من أهدافه في الحرب ضد حزب الله”.
ورأى سلامي “أن حزب الله انتصر وفرض وقف إطلاق النار على الكيان الصهيوني”، لافتاً إلى “أن وقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية يمكن أن يشكل بداية وقف لإطلاق النار ونهاية الحرب على غزة، وقبول الهدنة تحت نيران حزب الله أكد لداعمي الاحتلال أنه إلى زوال ولن ندخر جهداً في مواصلة دعمنا للمقاومة الفلسطينية واللبنانية”.
وكان وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره الإيراني عباس عراقجي، الذي أعرب عن إرتياح ودعم إيران لوقف إطلاق النار في لبنان. وشكره بوحبيب على الموقف الإيراني، وأمل في “استمرار الدعم لتطبيق الترتيبات المتفق عليها وفقاً لقرار مجلس الأمن 1701”.
وبحسب البيان، أكد عراقجي “على دعم الجيش اللبناني وتعزيز قدراته وعديده كي يتمكن من حفظ الأمن والاستقرار جنوب نهر الليطاني”. وتوافق الوزيران “على أهمية استقرار وبسط سلطة الدولة السورية على كامل أراضيها”.
تعليقات الزوار
هزيمة
أتخمونا بقوة حزب الله وعنترياته لعقود طويلة من أنه قادر على محو اسرائيل لما يمتلكه من صواريخ فتاكة الى أن وقع في شراك الحرب واصبحت تلك الصواريخ التي طالما تباهى بها سوى شهب نارية تتفجر في سماء لبنان الى أن استنفذ مخزونها بينما كانت الطائرات تدك معاقله في لبنان الى أن رفع الراية البيضاء ووقع على شروط وقف الحرب بطعم الهزيمة حيث استطاع الجيش الاسرائيلي قتل كل أمنائه وترصدهم واصبح الحزب أثرا بعد عين
ايسرايل خدمت العرب
انا ضد قتل الأبرياء في اي مكان في العالم وهنا يجب على الغزاويين وللبنانيين ومعهم كل الدول العربيه بالف شكر لإسرائيل لأنها خلصت المنطقه من سرطان حماس وحزب الشيطان ادرع إيران في المنطقة لو لم يكون طوفان الأقصى المبارك على ايسرايل وبالليل على حماس وحزب الشيطان برغم الضحايا لكن الأمر سيكون احسن في المنطقه من دون العصابتين ايسرايل قدمت لهم خدمه كبيره