أصيب عدد من الفلسطينيين من طواقم طبية ومرضى، الاثنين، في قصف إسرائيلي استهدف مرافق مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة وتطهير عرقي منذ شهر.
وقالت وزارة الصحة بغزة، في بيان: “عدد من الإصابات بين الطواقم الطبية والمرضى إثر قصف إسرائيلي طال كل مرافق المستشفى”.
وتابعت، أن الطواقم المتواجدة هناك “عاجزة عن التحرك بين أقسام المستشفى وإنقاذ زملائهم المصابين”.
واستكملت قائلة: “يبدو أن هناك قرار تم اتخاذه بإعدام جميع الكوادر التي رفضت إخلاء المستشفى”.
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، طالب الجيش الإسرائيلي مستشفيات “كمال عدوان والإندونيسي والعودة” شمال قطاع غزة بالإخلاء، فيما كرر إنذارات الإخلاء لمحافظة الشمال التي تقع بداخلها هذه المستشفيات.
وفي وقت سابق الاثنين، أفادت مصادر طبية بوجود “مصابين في قصف إسرائيلي استهدف مبيت أطفال في الطابق الثالث بمستشفى كمال عدوان”.
وأوضحت المصادر أن طائرات إسرائيلية ألقت قنابل صوتية على قسم الحضانة في المستشفى، والجهة الجنوبية من المبنى الرئيسي للمستشفى.
ولم تتضح بعد حصيلة المصابين جراء القصف الذي استهدف المستشفى منذ ساعات الظهر وذلك لصعوبة الاتصال مع الطواقم الطبية، إثر استمرار عزل الشمال عن باقي مناطق القطاع بقطع شبكة الاتصالات والإنترنت عن المحافظة.
وفي وقت سابق الاثنين، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن قوات الاحتلال الإسرائيلية تقصف المستشفى الأخير الذي ما زال يعمل بإمكانات جزئية في شمال غزة الذي يشهد عمليات عسكرية إسرائيلية مكثفة منذ شهر.
وأوضح مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، حسام أبو صفية، اليوم الاثنين، إن الجيش الإسرائيلي يقصف المستشفى بكثافة مما جعل الوضع “كارثي” داخل المستشفى.
وأكد أبو صفية أن الجيش الإسرائيلي “يستهدف عدة أقسام داخل المستشفى والوضع كارثي”.
وقال “لا نعرف ما هي أهداف الجيش من استهداف المستشفى خاصة تلك المساعدات التي تحاول منظمة الصحة العالمية إدخالها إلى المستشفى”.
وأضاف “بسبب القصف، ظل الطاقم الطبي محاصرا داخل المستشفى وحياة الجميع أصبحت في خطر”.
وأشار أبو صفية إلى أن الطاقم الطبي في المستشفى نقل الأطفال إلى الطابق الأرضي مع بداية القصف وهو يفتقر للمستلزمات الطبية.
وطالب أبو صفية منظمات الصحية والمجتمع الطبي بضرورة حماية الطواقم الطبية والمرضى المتبقين داخل المستشفى.
من جانبها، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها إن عددا من الطواقم الطبية والمرضى أصيبوا جراء القصف الإسرائيلي على المستشفى.
ونوهت الوزارة إلى أن الطواقم الطبية لا تستطيع إنقاذ أي من زملائهم أو المرضى بسبب صعوبة التنقل بين الأقسام.
وقالت الوزارة “يبدو أن هناك قرارا تم اتخاذه بإعدام جميع الكوادر التي رفضت إخلاء المستشفى”.
وقالت الوزارة في بيان “قوات الاحتلال تواصل قصف وتدمير مستشفى كمال عدوان بشكل عنيف طال كل مرافق المستشفى، وهناك إصابات عديدة بين الطواقم الطبية والمرضى”.
في سياق مواز، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الاثنين، إن إسرائيل منعت فرقها يوم الجمعة الماضي من تسليم إمدادات طبية أساسية وأطعمة معلبة للفرق الطبية والمرضى المتبقين في مستشفيي الإندونيسي والعودة بمحافظة شمال قطاع غزة التي تتعرض لإبادة وتطهير عرقي منذ شهر.
وأفادت اللجنة، في بيان، إن هذا المنع جاء في إطار عملية إجلائها لنحو 21 مريضا من مستشفيي الإندونيسي والعودة بالشمال.
وقال البيان: “تمكن فريق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الجمعة الماضي، من نقل 21 مريضا ما بين حالات حرجة وأخرى بحاجة إلى رعاية صحية متخصصة، و8 من المرافقين لهم من مستشفى الإندونيسي والعودة شمال قطاع غزة”.
وتابع: “لم يُسمح للفريق بتسليم إمدادات طبية أساسية وأطعمة معلبة كانت مخصصة للفرق الطبية والمرضى (الفلسطينيين) المتبقين هناك”.
وأشارت إلى أن عملية الإجلاء تمت بالتنسيق مع “جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والمستشفيات والسلطات ذات الصلة في غزة وإسرائيل”.
ولفتت اللجنة، في ختام البيان، إلى دورها “المحايد في تسهيل حركة المرضى والطواقم الطبية وإدخال المساعدات كلما أمكن ذلك”.
وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، شرع الجيش الإسرائيلي بقصف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة شمالي القطاع، وفي اليوم التالي بدأ اجتياح المنطقة بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”.
بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل تعمل على احتلال المنطقة وتحويلها لمنطقة عازلة بعد تهجير سكانها عبر “إبادة” تنفذها بقصف دموي مكثف وحصار مطبق يمنع وصول الغذاء والمياه لمئات آلاف المدنيين الفلسطينيين.
وتسبب هذا الهجوم الإسرائيلي المتواصل والمتزامن مع حصار مشدد بخروج المنظومة الصحية بمحافظة الشمال عن الخدمة، كذلك أدى لتوقف خدمات الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية على غزة خلفت أكثر من 145 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
تعليقات الزوار
لا تعليقات