قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إن جيش إسرائيل يتعامل مع المواطنين كـ”أهداف للرماية والتدريب” بتعليمات من المستوى السياسي.
جاء ذلك في بيان لها تعليقا على المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي، الخميس، بمدرسة “أبو حسين” التي تؤوي نازحين في مخيم جباليا شمال غزة.
وقالت الخارجية إن “الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية (بغزة) امتداد لجرائم الإبادة الجماعية والقتل خارج القانون، وتعبير عن سياسة إسرائيلية رسمية تتعامل مع المواطنين الفلسطينيين كأهداف للرماية والتدريب، لسرقة حياتهم وقتلهم بتعليمات من المستوى السياسي”.
وطالبت الوزارة “المجتمع الدولي ومؤسساته القانونية كافة، بوقف جرائم الاحتلال، وفرض عقوبات رادعة على مجرمي الحرب الإسرائيليين”.
وجددت التأكيد على أن “إنهاء الاحتلال الاسرائيلي لأرض دولة فلسطين، هو المدخل الوحيد لتحقيق أمن واستقرار المنطقة”.
وفي سياق متصل، اعتبرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، أن المجزرة الإسرائيلية التي استهدفت مدرسة “أبو حسين” في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، تأتي ضمن “مخططات الاحتلال لتهجير سكان شمال غزة وترحيلهم”.
وفي بيانها، قالت حركة فتح إن “المجزرة الدموية التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق المدنيين النازحين داخل مدرسة أبو حسين تدلل على مآرب حكومة الاحتلال، لتنفيذ ما تُعرف بخطة الجنرالات ضمن مخططاتها للتهجير والترحيل”.
و”خطة الجنرالات” كشف عنها موقع “واي نت” العبري، في 4 سبتمبر/ أيلول الماضي، وتهدف إلى “تحويل كامل المنطقة الواقعة شمال ممر نتساريم (أنشأته إسرائيل وسط القطاع)، أي محافظتي غزة والشمال، لمنطقة عسكرية مغلقة وفرض حصار عليها وإجلاء سكانها”.
وأضافت فتح، أن المجزرة “تضع العالم أجمع أمام مسؤولياته لوقف حرب الإبادة الإسرائيلية على شعبنا، ومحاسبته على جرائمه وإرهابه”.
وتابعت “تأتي (المجزرة) بعد سلسلة مجازر اقترفها جيش الاحتلال، باستخدام الأسلحة الأمريكية، لتعبر عن الطبيعة الفاشية لمنظومة الاحتلال، التي تجد في الإبادة الجماعية وسيلة لتطبيق مشاريعها التصفوية لحقوق شعبنا”.
وشددت أن الشعب الفلسطيني “سيبقى صامدًا على أرض وطنه، ولن يرحل، وسيُفشل مخططات الاحتلال مهما كان الثمن”.
واستُشهد 25 فلسطينيًا وأصيب عشرات غالبيتهم من النساء والأطفال، الخميس، في مجزرة إسرائيلية جديدة استهدفت مدرسة “أبو حسين” التي تؤوي مئات النازحين في مخيم جباليا.
وقال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، لمراسل الأناضول، إن “هذه الجريمة تعد المجزرة رقم 191 في سلسلة المجازر الإسرائيلية ضد مراكز النزوح المختلفة في غزة منذ بداية حرب الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023”.
ولليوم الثالث عشر على التوالي يواصل الجيش الإسرائيلي، حرب الإبادة والتجويع في شمال قطاع غزة، خاصة في بلدة جباليا ومخيمها، حيث يفرض حصارا خانقا وتجويعا، تحت قصف دموي مستمر ونسف بيوت فوق رؤوس ساكنيها.
وبينما يدعي الجيش الإسرائيلي أن ما يقوم به في جباليا “عملية عسكرية لمنع حركة حماس من استعادة قوتها بالمنطقة”، ترافق ذلك مع بدئه في 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، هجمة شرسة على المناطق الشرقية والغربية لشمالي القطاع تعد “الأعنف” منذ مايو/ أيار الماضي، في محاولة لإفراغ الشمال من سكانه وتنفيذ خطة لاحتلال المنطقة، حسب مسؤولين فلسطينيين في القطاع.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية على غزة، خلّفت أكثر من 141 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
واعتبارا من 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وسعت إسرائيل نطاق الإبادة لتشمل جل مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه ضاربة عرض الحائط بالتحذيرات الدولية والقرارات الأممية.
تعليقات الزوار
لا تعليقات