استعاد «حزب الله» زمام المبادرة بعد الهزة الكبيرة المتمثلة باستشهاد أمينه العام السيد حسن نصرالله ودشن تصدي الحزب أمس لمحاولات توغل الجيش الإسرائيلي على الحدود مرحلة جديدة من المواجهة على الجبهة البرية حيث تلقى جنود الاحتلال ضربة موجعة بسقوط العديد من القتلى بينهم ضباط وتدمير 3 دبابات.
تزامناً كانت لافتة الجولة التي قام بها مسؤول العلاقات الإعلامية في «الحزب» محمد عفيف في الضاحية الجنوبية رغم خطر الغارات الإسرائيلية والتي واكبها نحو 200 صحافي ومصور للتأكيد «أن الأبنية التي استهدفها العدو الإسرائيلي هي مدنية وأن هدف إسرائيل هو التدمير وتغيير معالم الضاحية ومحاولة تحريض بيئة الحزب عليه». وشكلت هذه الجولة التي أعقبت إطلالة لكل من نائب أمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم وعضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله فرصة لرفع المعنويات من جديد.
وأعلن «حزب الله» أمس قتل وجرح عشرات العسكريين الإسرائيليين وتدمير 3 دبابات ميركافا، في موجة هجمات منفصلة للحزب هي الأكبر منذ بدء المواجهات قبل نحو عام وذلك أثناء صد هجوم بري موجهاً ضربة موجعة للاحتلال ومانعاً من دخول الأراضي اللبنانية عبر مارون الراس. ورصد مراسل الأناضول 25 هجوماً لـ»حزب الله» على أهداف إسرائيلية، خلال يوم واحد، وهو أكثر يوم كثافة في هجمات الحزب ضد إسرائيل منذ انطلاق المواجهات بينهما.
وواجه التوغل برياً مقاومة شرسة من الحزب، الذي لجأ الى كمائن أوقعت، خلال ساعات، 8 عسكريين قتلى، بينهم ضباط وما لا يقل عن 30 جريحاً، حسب الجيش الاسرائيلي وإعلام عبري. وقال الحزب في بيانات منفصلة، إن قواته استهدفت تجمعاً لعسكريين إسرائيليين بين مستوطنتي مسكفعام وكفر جلعادي بالصواريخ «وأصابوه إصابة مباشرة» كما استهدفوا تجمعا آخر لعسكريين في مستوطنة أبيريم بصلية صاروخية.
وذكر الحزب أن مقاتليه دمروا 3 دبابات ميركافا إسرائيلية بصواريخ موجهة أثناء تقدمها إلى بلدة مارون الراس جنوبي البلاد. وبيّن الحزب أن مقاتليه فجروا عبوة ناسفة بقوة مشاة إسرائيلية لدى محاولتها التسلل باتجاه بلدة مارون، ما أدى إلى وقوع أفرادها بين قتيل وجريح. كما أطلق مقاتلو الحزب صاروخ أرض – جو على مروحية إسرائيلية في أجواء مستوطنة بيت هلل مما أجبرها على المغادرة على الفور، حسب أحد البيانات.
وتحدث إعلام إسرائيلي عن «حدث غير عادي في الشمال»، قائلاً «يجري إخلاء الإصابات عند الحدود بمروحيات وهناك هجمات تشنها مروحيات ودبابات في المنطقة كتغطية لقواتنا». كما لفت إعلام عبري إلى «وقوع 20 جنديا إسرائيليا بين قتيل وجريح جراء الحدث الأمني عند الحدود مع لبنان، وأن عملية إنقاذهم كانت صعبة جدا بسبب القصف المدفعي الكثيف الذي نفذه «حزب الله».
وقد ترافقت هذه الاشتباكات مع توجيه المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي إنذاراً إلى سكان عدد من القرى في جنوب لبنان بإخلاء بيوتهم فوراً والتوجه إلى شمال نهر الأولي. توازياً، نفذ الطيران الحربي المعادي سلسلة غارات على قرى الجنوب ومجرى نهر الليطاني وطريق الخردلي، من ناحيتها، أفادت صحيفة «يسرائيل هيوم» عن إطلاق نحو 30 صاروخاً في اتجاه المطلة، فيما أطلقت صواريخ على خليج حيفا وضواحي المدينة. ووسط إدانات دولية وعربية للهجوم البري، بدأ مجلس الأمن الدولي صباح أمس جلسة طارئة بدعوة من فرنسا حول الوضع في لبنان. وقد دعي للمشاركة في الاجتماع كل من مندوبي إيران وسوريا وإسرائيل والعراق وإيطاليا.
تعليقات الزوار
لا تعليقات