يحاول حزب الله تحقيق توازن من خلاله صواريخه في مواجهة تفوق الطيران الحربي الإسرائيلي المدعوم بقوة من طرف الأساطيل الغربية المنتشرة في البحر الأحمر وشرق المتوسط. ويبدو أن إسرائيل تتستر على الخسائر كما فعلت في حرب 2006 وظهرت الحقائق لاحقا، ولعل إعلان حالة الطوارئ، اليوم الإثنين، في الكيان يبرز مدى خطورة الوضع داخله.
وتشهد الحرب في الشرق الأوسط مرحلة جديدة بعد المواجهة المفتوحة بين حزب الله اللبناني وإسرائيل منذ أيام وتفاقمت الإثنين كامتداد لحرب طوفان الأقصى. وكان مرتقبا التصعيد بعد التفجيرات الإرهابية الإسرائيلية لأجهزة الاتصال الثلاثاء والأربعاء من الأسبوع الماضي. وبدأت إسرائيل تنتهج الحرب الجوية العنيفة بفضل طائراتها الحديثة إف 35 مع استعمال إف 15 وإف 16، وهي بهذه الاستراتيجية تريد ضرب مختلف منصات الصواريخ لوقف الرشقات الصاروخية التي يتعرض لها شمال إسرائيل. ثم قتل أكبر عدد من المدنيين لزرع الرعب وفصل حزب الله عن قاعدته الشعبية.
ورد حزب الله بشكل عنيف كذلك بمئات الصواريخ خلال الثلاثة الأيام الأخيرة ضمن استراتيجية “الحساب المفتوح” وفق الحزب، لاسيما بعدما بدأ باستعمال الصواريخ ذات المدى المختلف ومنها المتوسط وليس فقط القصير، وربما سيكون مدى أكبر بعدما بدأ الجيش الإسرائيلي مساء الإثنين في قصف ضواحي بيروت. ومن باب المقارنة، يقصف الكيان المدنيين بينما يركز حزب الله على تخريب الصناعة العسكرية وضرب الجنود مثل معامل “رافائيل” والتجمعات العسكرية مثل قاعدة رامات ديفيد في مدينة حيفا وضواحيها.
ويتبين من خلال هذه المواجهة: من جهة، فشل حزب الله في اعتراض الطائرات بسبب عدم امتلاكه نظام دفاع جويا، ويعني هذا أن إيران لم تزوده بهذه الأنظمة حتى الآن، ومن جهة أخرى، فشل إسرائيل في رصد منصات الإطلاق واعتراض غالبية الصواريخ رغم وجود مختلف أنظمة الدفاع الجوي مثل القبة الحديدية. ويحاول حزب الله تحقيق توازن حتى يكون مقابل كل غارة صاروخ على الشمال. ونفذت إسرائيل خلال 24 ساعة الأخيرة ما يفوق 650 طلعة جوية، قد يكون بعضها للإستطلاع وحماية مقاتلات أخرى.
وتبقى حصيلة الضحايا في الجانب اللبناني جراء القصف الإسرائيلي مرتفعة، فيما تتكتم إسرائيل على عدد الضحايا والخسائر، وهي بهذا تنتهج ما جرى سنة 2006 عندما كشفت عن جزء صغير من الخسائر البشرية والمادية، وبعد مرور سنوات تبين الحجم الحقيقي للخسائر التي كانت كبيرة. وأوردت جريدة الباييس الإسبانية، الإثنين، أن حزب الله فرض حربا نفسية خطيرة على كل إسرائيل وقام بشل الحياة في عدد من المناطق، في إشارة إلى الشمال. وتستفيد إسرائيل من الملاجئ التي تعتمدها للتقليل من سقوط الضحايا.
وتشن إسرائيل هجوما إعلاميا مكثفا من خلال تصريحات وتقديم بيانات حول سير القصف في لبنان، وذلك لتجنب الحديث عن وضعية الداخل الإسرائيلي. ويبقى إعلان حالة الطوارئ ابتداء من هذا الاثنين مؤشرا على خطورة الأوضاع.
تعليقات الزوار
حزب اللات الكارطوني
حزب اللات سوف يدمر تدميرا ويجر اللبنانيين الأبرياء الى كارثة لها اول وليس لها آخر..يجب على الشعب اللبناني ان ينتفض ضد هذا الحزب الإرهابي...