ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة جديدة في قطاع غزة، حيث شنت غارة جوية عنيفة استهدفت منطقة خيام النازحين في مواصي خان يونس جنوب غرب القطاع.
المجزرة التي وقعت بالقرب من مستشفى البريطاني بمدخل منطقة المواصي، أسفرت عن استشهاد 40 فلسطينيا على الأقل وإصابة العشرات، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، بينما لا يزال عدد كبير أيضا من المواطنين الفلسطينيين في عداد المفقودين.
وقال محمد المغير، المسؤول في الدفاع المدني إنّ “40 شهيدا و60 مصابا تم انتشالهم ونقلهم” إلى المستشفيات القريبة، مشيرا إلى أنّ العمل جار “على انتشال 15 مفقودا نتيجة استهداف خيام النازحين في مواصي خان يونس”.
وقال الدفاع المدني إننا أمام واحدة من أبشع المجازر منذ بدء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.
ووفقًا لتقارير صحافية ومحلية، استُخدمت في الهجوم خمسة صواريخ تسببت في دمار شامل للخيام وحفر بعمق تسعة أمتار في الأرض، مما زاد من صعوبة جهود فرق الإنقاذ والطواقم الطبية في الوصول إلى الضحايا.
وتشهد المنطقة حالة من الفوضى، مع تواجد مكثف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية التي تحلق فوق الموقع، وسط انقطاع كامل للتيار الكهربائي والحرائق الناجمة عن القصف.
وقال شهود عيان ومسعفون من الهلال الأحمر الفلسطيني إن الطواقم الطبية تواجه تحديات كبيرة في انتشال الجثث والمصابين بسبب الدمار الهائل والحفر العميقة. كما أضافوا أن عددًا كبيرًا من سيارات الإسعاف نقلت الشهداء والمصابين إلى المستشفيات الميدانية والمراكز الطبية القريبة، في حين تواصل فرق الإنقاذ البحث عن المفقودين.
يأتي هذا القصف في إطار العدوان الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة، حيث يتعرض القطاع منذ السابع من اكتوبر الماضي، لغارات مكثفة من قبل جيش الاحتلال، في ظل ظروف إنسانية كارثية.
وقال المتحدث باسم الدفاع في قطاع غزة إن الغارات استهدفت تجمعاً لخيام النازحين مكون من 20 خيمة على الأقل مأهولة بالسكان في منطقة ادعى الاحتلال أنها إنسانية.
وأضاف أن الغارات العنيفة خلفت 3 حفر كبيرة حيث كانت الصواريخ المستخدمة ارتجاجية ثقيلة.
وقال إن “العديد من الشهداء دفن في الأرض. وتواجه طواقم الإسعاف والدفاع المدني صعوبة كبيرة بانتشال الشهداء وسط انعدام الإمكانيات وعدم وجود مصدر ضوء”.
وتحدث عن هلع كبير بين السكان في المنطقة المحيطة بعد أن كانوا نياماً ويعتقدون أنهم آمنون.
وقال إن “الحدث صعب للغاية والتقديرات أننا أمام واحدة من أبشع المجازر في هذه الحرب المسعورة”.
وأكد أن الاحتلال أصبح يتجرأ على مثل هذه المجازر في ظل صمت تام لمؤسسات العالم عن جرائمه السابقة.
ونددت الفصائل الفلسطينية بـ “المحزرة المروعة”، التي ارتكبتها قوات الاحتلال وطالت أحد معسكرات النازحين في منطقة “مواصي” خان يونس، وأسفرت عن سقوط عشرات الضحايا.
وقالت حركة فتح في بيان أصدرته، إن “المجزرة الدمويّة التي ارتكبها جيش الاحتلال بحقّ المدنيين النازحين، تضع العالم أجمع أمام مسؤولياته لوقف جرائم الاحتلال بحق شعبنا ومحاسبته”، مؤكدة أن هذه الجرائم “تدلّل على مآرب حكومة الاحتلال الإباديّة، والتي تمارس القتل والإرهاب والمجازر والتجويع والحرمان”.
وأشارت إلى أن هذه “المجزرة الشنعاء” التي تأتي بعد سلسلة من المجازر اقترفها جيش الاحتلال باستخدام الأسلحة الأمريكيّة “تكشف زيف ادعاءات الاحتلال حول المناطق الآمنة (الإنسانيّة)”.
من جهتها قالت حركة حماس إن ️ارتكاب الاحتلال أبشع المجازر ضد خيام النازحين في “مواصي” خان يونس ضمن “حرب الإبادة الوحشية”، وقالت “إن هذا الاستهداف الوحشي للمدنيين العزل من نساء وأطفال وشيوخ، في منطقة كان جيش الاحتلال أعلنها آمنة؛ هو تأكيدٌ على مُضِيِّ حكومة الاحتلال النازية في حرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني، وتعمّدها ارتكاب المجازر البشعة بحقّه، غيرَ مكترثة بالقانون الدولي أو الإنساني، أو القرارات الداعية لوقف العدوان، وذلك بغطاء كامل من الإدارة الأمريكية الشريكة في العدوان على شعبنا”.
وأكدت زيف ادعاءات جيش الاحتلال الفاشي وجود عناصر من المقاومة في مكان الاستهداف، وقالت إن الاحتلال يسعى من خلالها لتبرير هذه الجرائم البشعة، وقالت “قد أكّدت المقاومة مِراراً نَفْيَها وجود أيٍّ من عناصرها بين التجمعات المدنية، أو استخدام هذه الأماكن لأغراض عسكرية”، مطالبة المجتمع الدولي وكافة المؤسسات السياسية والإنسانية والقضائية بـ “مغادرة مربع الصمت والعجز، والاضطلاع بمسؤوليتهم في وقف هذه المحرقة المستمرة”.
أما حركة الجهاد الإسلامي فقد أكدت أن “المجزرة المروعة”، التي استخدم فيها الاحتلال “القنابل الارتجاجية”، تعد “جريمة حرب جديدة تتحمل مسؤوليتها الإدارة الأمريكية التي تزود الكيان النازي بهذه الأسلحة وتوفر له الحماية للمضي في جرائمه”، وشدت على أن تقاعس المؤسسات الدولية، وفي مقدمتها محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، عن تسريع إجراءاتها بإصدار مذكرات اعتقال بحق مجرمي الحرب وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو ويؤاف غالانت، “يدفع ثمنه شعبنا من دماء أبنائنا ونسائنا”.
وقالت الجبهة الشعبية إن مجزرة الاحتلال الكبيرة بحق النازحين غرب خان يونس، جاءت “نتيجة للدعم الأمريكي والتواطؤ العربي”، الذي يمنح الاحتلال دوماً الضوء الأخضر لاستمرار هذه المجازر المروعة بحق النازحين ومخيمات الإيواء، وشددت على أن “مجرم الحرب جو بايدن ونائبته كاميلا هاريس يواصلان قيادة الحرب ضد شعبنا، وتوفير التسليح والدعم ومشاركة الأساطيل الأمريكية في العدوان على المنطقة وشعوبها”، مشيرة إلى أن ما يؤكد ذلك هو تواجد رئيس الأركان المشتركة الأمريكي داخل غرف عمليات جيش الاحتلال.
في السياق، قالت لجان المقاومة الشعبية إن ما قام بها الاحتلال يمثل “حلقة جديدة في مسلسل الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في قطاع غزة والذي يتم بشراكة وغطاء سياسي وعسكري ودعم وضوء أخضر أمريكي”، مؤكدة أن المذبحة الجديدة “تكشف أن ادعاءات الكيان الصهيوني وجيشه المجرم حول وجود مناطق آمنة في قطاع غزة هو محض كذب وتضليل وخداع”، وأضافت “الواقع يؤكد أن الآلاف من شهداء شعبنا ارتقوا في مراكز الإيواء والنزوح من مدارس ومؤسسات وتجمعات خيام صنفها العدو الصهيوني النازي على أنها مناطق آمنة”.
وأدانت حركة المجاهدين “الصمت والتواطؤ الدولي والخذلان العربي الرسمي تجاه تواصل مجازر الإبادة الجماعية بحق شعبنا في غزة”، وقالت إن هذه المجزرة الجديدة تعد “جريمة مركبة أخرى ضمن حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة الكيان الفاشية بالسلاح الغربي الأمريكي ضد شعبنا في غزة وهي وصمة عار جديدة في جبين الإنسانية”، محملة أيضا “الادارة الامريكية ورئيسها المجرم بايدن” المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة النكراء.
وفي سياق متصل، استشهد خمسة مواطنين فلسطينيين، بينهم سيدتان وطفلة، في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية لعائلة “لبد” في منطقة مفترق الغفري، غربي مدينة غزة، حسب ما أعلن الدفاع المدني بغزة، ليلة الإثنين، الثلاثاء، وكانت الغارة قد دمرت الشقة بالكامل، وسط تصاعد العدوان الإسرائيلي على مناطق متفرقة من القطاع.
وأعلن الدفاع المدني، في وقت سابق من مساء الإثنين، عن استشهاد خمسة مواطنين آخرين وإصابة عدد من الأشخاص جراء قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في حي تل الهوا بجوار مستشفى الأردني في مدينة غزة.
كما استهدف القصف منزلاً آخر بالقرب من مدرسة التابعين الشرعية شمال المدينة، فيما قامت قوات الاحتلال بتدمير مبانٍ سكنية في حي الزيتون جنوب شرق المدينة، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
يأتي هذا التصعيد العسكري في إطار العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، والذي أسفر حتى الآن عن استشهاد 40,988 شخصاً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى إصابة 94,825 آخرين. في حين لا تزال فرق الإسعاف والدفاع المدني تعاني من صعوبات في الوصول إلى العديد من الضحايا العالقين تحت الأنقاض أو المنتشرين في الطرقات بسبب استمرار العمليات العسكرية.
تعليقات الزوار
لا تعليقات