بثت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مقطع فيديو مسجل مسبقا للأسير الإسرائيلي ألموج ساروسي، الذي أعلن الجيش الأحد العثور على جثته مع 5 آخرين في نفق بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وفي المقطع الذي لم تكشف القسام عن تاريخ تسجيله، قال ساروسي (27 عاما)، إن حكومة إسرائيل وجيشها وأجهزتها الأمنية فشلوا وأهملوهم في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال ساروسي: “أهملتونا لأننا طلبنا منكم المساعدة (في 7 أكتوبر) وقلتم (لنا) ساعدوا أنفسكم ولا يوجد أحد لإنقاذكم، وهذا أدى إلى أسرنا”، دون ذكر طريقة التواصل وطلب المساعدة.
وأوضح الأسير أن حركة حماس اعتقلته وزوجته وأصدقاءه في 7 أكتوبر من حفلة رعيم (أقيمت قرب كيبوتس رعيم بمحاذاة غزة).
وعن ظروف اعتقاله، قال ساروسي، إنها “صعبة، حيث لا يوجد طعام ولا مياه ولا كهرباء”.
وتابع: “الاستهدافات (القصف الإسرائيلي) في كل مكان، هذه الاستهدافات كان هدفها أنا والمخطوفون الآخرون”.
ولأكثر من مرة، اتهم أسرى لدى حركة حماس، خلال تسجيلات بثتها القسام، الجيش الإسرائيلي بمحاولة تعمد استهدافهم وقتلهم عبر القصف الجوي المباشر.
وعن محاولات تحريرهم، قال ساروسي، في مقطع الفيديو المسجل: “استمريتم بالفشل في الفترة الأخيرة من خلال عمليات تحرير فاشلة وكاذبة في عمليات الاجتياح البري”.
وأردف: “محاولات كانت ستؤدي إلى قتلي (…) حياتنا وحياة الشعب ليست عبثا، أعيدونا إلى البيوت دون أن تسقط من رؤوسنا شعرة واحدة”.
وختم ساروسي حديثه موجها كلامه للشعب الإسرائيلي قائلا: “حياتنا بأيديكم، أخرجوا للشوارع وتظاهروا”.
وفي نهاية الفيديو، قالت القسام في كلمة مكتوبة “صفقة تبادل.. حرية وحياة، ضغط عسكري.. موت وفشل، الوقت ينفد”.
وفي 7 أكتوبر، هاجمت حماس وعناصر من فصائل فلسطينية أخرى قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة غزة، ما أسفر عن مقتل وأسر عدد من الإسرائيليين، حيث جاء ذلك “ردا على الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته” وفق قول الفصائل الفلسطينية.
والثلاثاء، وجه مراقب الدولة الإسرائيلي ماتانياهو إنغلمان، انتقادات شديدة إلى المستويات السياسية والأمنية لفشلهم في المساءلة والتحقيق في مسؤولية الفشل الأمني عن هجوم 7 أكتوبر، وفق ما نقلته هيئة البث.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي حربا على غزة، خلّفت أكثر من 135 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال.
ويأتي المقطع المصور بعد أيام من إعلان الجيش الإسرائيلي عثوره على 6 جثث لأسرى داخل نفق بمدينة رفح جنوبي القطاع، قالت حركة حماس إنهم قتلوا بنيران إسرائيلية.
ومنذ العثور على جثث الأسرى الستة، تتصاعد في إسرائيل انتقادات حادة تحّمل نتنياهو مسؤولية مقتلهم وتطالبه بالإسراع إلى إبرام اتفاق لتبادل مَن تبقى من الأسرى.
وتحتجز إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 أسير فلسطيني، وتقدر وجود 101 أسير في غزة، بينما أعلنت حماس مقتل عشرات من الأسرى في غارات إسرائيلية عشوائية.
ويتهم مسؤولون أمنيون والمعارضة وعائلات الأسرى نتنياهو منذ أشهر بعرقلة إبرام اتفاق مع حماس؛ خشية انهيار ائتلافه الحاكم وفقدانه منصبه.
ويهدد وزراء اليمين المتطرف، وبينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها إذا قبلت باتفاق ينهي الحرب.
تعليقات الزوار
لا تعليقات