هي حرب صلبيبة جديدة الفارق بينها وبين الحرب التي سبقتها بعدة قرون أن أرواح العرب والمسلمين وشهامتهم لم تكن قد فارقت أبدانهم، كما هو الحال الآن، إذ يمثل خذلان الأشقاء الوقود، الذي يستخدمه الكيان والإدراة الأمريكية في استمرار الإبادة بشكل يومي. كما تثبت الأحداث المتتالية أن نتنياهو بات يمثل الخطر الأكبر على شعبه، الذي يدرك الآن أن رئيس الحكومة السبب الرئيسي في تبدد فرص استعادة أسرى الكيان أحياء، بسبب المذابح التي يدفع كلفتها الشعب الفلسطيني، وكذلك أسرى طوفان الأقصى وعائلاتهم.
وأعرب الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج، عن انزعاج مصر الشديد من محاولات تكرار ما يحدث في قطاع غزة في الضفة الغربية. وشدد على ضرورة احتواء التصعيد العسكري في الضفة، واضطلاع إسرائيل بمسؤولياتها في توفير الأمن للسكان الفلسطينيين، باعتبارها قوة احتلال، بدلا من ترويعهم وانتهاك كافة حقوقهم الإنسانية، من خلال عمليات القتل والاغتيال والاعتقال والتعذيب.
جاء ذلك خلال استقبال «عبدالعاطي»، لسيجريد كاخ، كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة، وذلك بمقر وزارة الخارجية. وطالب الوزير بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق. واستنكرت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية والهجرة، بشدة السعي الإسرائيلي المستمر لتوسيع رقعة المواجهات داخل الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك الضفة الغربية والقدس الشرقية، والإمعان في استخدام القوة العسكرية المفرطة وعمليات القتل غير القانونية وتجريف الطرق وتدمير البنية التحتية المدنية والمنازل، بالإضافة إلى عمليات الاعتقال وما يصاحبها من تعذيب.
وشددت على أن تلك الانتهاكات ينبغي أن لا تمر دون حساب، وأن على إسرائيل التقيد بالتزاماتها القانونية باعتبارها قوة احتلال، وحماية أمن السكان الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، بدلاً من سعيها المستمر للتصعيد وتأجيج الصراع في الأراضي المحتلة. وجددت مصر تحذيرها من مخاطر سياسة الأرض المحروقة، التي تستهدف تقويض كل مقومات الدولة الفلسطينية المستقبلية، والقضاء على ما تبقى من أمل للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مطالبةً الأطراف المؤثرة في المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، بموقف حازم يوقف تلك الممارسات غير الشرعية، ويوفر الحماية للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.
وعن سد النهضة الأثيوبي أكّد وزير الخارجية بدر عبد العاطي رفض مصر القاطع للسياسات الإثيوبية الأحادية المخالفة لقواعد ومبادئ القانون الدولي، التي تُشكل خرقا صريحا لاتفاق إعلان المبادئ الموقع بين مصر والسودان وإثيوبيا في عام 2015 والبيان الرئاسي لمجلس الأمن الصادر في 15 أيلول/سبتمبر 2021. ونبه عبد العاطي في خطابه لرئيس مجلس الأمن إلى أن تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي “آبي أحمد” بشأن حجز كمية من مياه النيل الأزرق هذا العام، واستكمال بناء الهيكل الخرساني للسد الإثيوبي، تُعد غير مقبولة جملة وتفصيلا للدولة المصرية، وتمثل استمرارا للنهج الإثيوبي المثير للقلاقل مع جيرانها والمهدد لاستقرار الإقليم، الذي تطمح أغلب دوله لتعزيز التعاون والتكامل في ما بينها، بدلا من زرع بذور الفتن والاختلافات بين شعوب تربطها وشائج الأخوة والمصير المشترك..
وفي سياق القضية التي هزت الرأي العام المصري قررت محكمة جنايات شبرا الخيمة، تأجيل محاكمة المتهمين بقتل طفل وتصوير مقاطع مرئية لعملية القتل والتمثيل بجثمان المجني عليه للتربح منها وبيعها على شبكة المعلومات الدولية المعروفة إعلاميا بـ “الدارك ويب” مقابل الحصول على خمسة ملايين جنيه. وقرر محامي المتهم الثاني التنحي عن القضية. يذكر أن المتهمين الأول والثاني طفلين.
قيامة من؟
توقعت سكينة فؤاد عقب تزايد المذابح الصهيونية وتكرارها ضد الفلسطينيين وتهديد المسجد الأقصى ما يلي: تصورت أن القيامة ستقوم.. القيامة بمعنى انفجار ثورة وغضب في العالمين العربي والإسلامي بعد تهديد الكيان الإرهابي الصهيوني بهدم المسجد الأقصى وبناء كنيس يهودي، وأن تتواصل الاقتحامات اليومية للمسجد وأن يلحق التهديد الإجرامي الصهيوني بحرب الإبادة، التي تحدث في غزة وأدت إلى تدمير شبكات الطرق وتدمير الأراضي الزراعية ووصول شهداء العدوان إلى نحو 40435 شهيدا و93534 مصابا منذ 7 أكتوبر الماضي وتواصل هبوط الطائرات الحربية الأمريكية في إسرائيل، حتى تجاوزت أثناء كتابه هذه السطور 500 طائرة، وتجدد السخرية من أسطورة الجيش، الذي لا يقهر، كما وصف الصهاينة جيشهم، قبل أن يزلزلهم انتصار المصريين في حرب تشرين أول/أكتوبر 1973 وهزيمة تطلعاتهم الشيطانية، التي لن تتحقق أبدا بإذن الله لاستكمال الاستيلاء على بقية الأراضي المخصصة لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وقالت الكاتبة في “الأهرام” إن هذا الصمت المريب للعالمين العربي والإسلامي أمام دعوة الوزير الإرهابي بن غفير لبناء معبد يهودي في الأقصى، ومواصلة الاقتحامات اليومية للمسجد، يحدث بينما تواصل إسرائيل اعتبار أطفال غزة إرهابيين. وأضافت يبدو أن أبناء الأمتين العربية والإسلامية لم تستوقفهم، مع تهديدات بن غفير لبناء كنس يهودي، تاريخ من دعم هذه التهديدات، تذكر منها الكاتبة مقولة شهيرة للوزير مناحم بيجن يقول فيها «نحن نقاتل إذن نحن موجودون»، على وزن قول ديكارت “أنا أفكر إذن أنا موجود”، وما سبق نقلته مما كتبه الأستاذ العقاد في كتابه الصهيونية العالمية أن إسرائيل هالكة لا محالة إذا استمرت مقاطعة العرب لها سياسيا واقتصاديا. وفي ختام الكتاب يقول العقاد سيأتي اليوم الذي يعلم فيه الصهاينة أن قيام إسرائيل نكبة عليهم ونكسة تجدد عزلتهم الأولى وعصبيتهم الباطلة التي يعاديهم الناس من أجلها.
صليبيون جدد
الغرب وأمريكا يخوضون رسميا حربا صليبية جديدة بدأت في غزة، ولن تنتهي إلا في عواصم عربية أخرى، ويخطئ من يتصور بحسب عصام كامل أن صمته أو مشاركته بالدعم سيجعله بمنأى عن العقاب الصهيوأمريكي، فهي ليست حربا من كيان محتل ضد أصحاب الأرض.. إنها حرب صليبية جديدة بكل المعايير، كما أشار الكاتب في “فيتو”، متابعا تحذيره بالقول: في عواصم عربية كانت تتعارك في ما بينها على زعامة المنطقة، بدا واضحا أن الدور قادم على الجميع، من سكت عن القتل والتدمير، أو شارك فيه، وبدا واضحا أنه لا زعيم إلا القوة، والعرب لا يمتلكون القوة، فقط يمتلكون تقطيع بعضهم بعضا، والاستعانة بهذا الكيان الغاصب.
وأضاف: قلت ومازلت أقول إن الدور قادم على لبنان، وعلى حزب الله، فبعد الانتهاء من غزة سيكون الدور على لبنان، ولن تكون طهران بعيدة عن النيل منها، وها نحن نقرأ تقارير عن وكالة الطاقة النووية تتحدث عن برنامج إيران النووي، وسيكون الاعتداء على إيران بقرار دولي أو تحالف دولي، مثل ذلك الذي قضى على القدرات العراقية.. كل من شارك في ضرب العراق عليه أن ينتظر دوره في حرب ضروس يقودها الغرب بوساطة الكيان المحتل.. لن تسلم عاصمة عربية من الاعتداء الغربي، ولن يكون هناك وطن عربي قادر على مواجهة المجهول القادم.. الكيان المحتل يشير بصراحة ووضوح إلى أرض المعاد التي ستطال كل محيط فلسطين.
الآن وليس غداً
واصل عصام كامل تحذيره من خطورة المؤامرات، التي تتوالى ضد العالمين العربي والإسلامي: قلت يوم غزو العراق سنردد يوما أننا أكلنا يوم أكل الثور الأبيض، وها نحن على أعتاب معركة لا نهاية لها، وسيتسلى الغرب بنا دولة وراء دولة، ومادام فينا الخونة والعملاء ممن يتحكمون في مصائر الأمة، ستكون الحرب سهلة لينة، وستنهار الدول العربية واحدة بعد الأخرى، حتى من تصوروا أن مساندتهم لإسرائيل ستجعلهم في أمان.. نعم هناك عواصم عربية تدعم الكيان المحتل بالمال والعتاد والمؤن، وتفتح موانيها ومخازن غذائها لعدو يقتل أبناءنا في فلسطين، وعندما سكتت الضفة الغربية جاء عليها الدور، وقوات الاحتلال تعيث فيها الآن فسادا وقتلا وتدميرا.
وأضاف ليس هناك طريق أمام منظمة فتح وأبومازن إلا إعلان نهاية طريق المفاوضات، وليخرج أبومازن على رأس حكومته ويعلن ذلك، فالموت استشهادا أعظم من الموت كمدا، أو داخل حفرة أو داخل بناية يقصفها العدو في لحظة، ولن يكون هناك عقاب، فالغرب يخوض الحرب باسم إسرائيل. وتاريخيا لم يفعل الكيان الصهيوني ما يفعله الآن، فقديما كانت هناك عواصم عربية حية، ونابضة بحركة الجماهير، وكانت لدينا جيوش شارك بعضها وخان بعضها، ولكن كانت هناك جماهير تقود الشارع العربي.
وتساءل الكاتب ماذا حدث بعد سنوات السلام الوهمي؟ وأجاب قائلا: تحولت المدن العربية إلى سجون مفتوحة طالت كل صوت حر، ونالت من كل عزيمة رافضة، وقضت على نفس المقاومة، وطغت علينا لغة المصلحة، وأصبح داخل أوطاننا صهاينة أكثر من صهاينة أمريكا وإسرائيل، ولم يعد أمامنا إلا الاستسلام والموت كمدا تحت وطأة أنظمة لا تدرك حجم المأساة، وإن أدركت وظنت أن صمتها طوق نجاة!
على خطى غزة
مد مجازر الإبادة الجماعية للفلسطينيين من قطاع غزة إلى الضفة الغربية، يكشف من وجهة نظر سليمان قناوي خطة التطبيق الفعلي لقرار نتنياهو والكنيست الأخير برفض إقامة الدولة الفلسطينية، ببساطة كما يقول الكاتب في “الأخبار” لأنه بفعل المقتلة المستدامة والتطهير العرقي لن يكون هناك فلسطينيون لا في الضفة ولا في القطاع. تتكرر الآن نفس الخطة التي اتبعت في غزة بإجبار الفلسطينيين على النزوح من مناطق معينة لأنه ستتم إبادتها، وهو ما بدأ به العدو الصهيوني إذ طالب الفلسطينيين بإخلاء شمال الضفة، التي شن عليها غارات مكثفة، الأمر الذي فسّره المحللون بأنه تجريد تدريجي للفلسطينيين من أراضيهم «قضمة ورا قضمة ثم الابتلاع»، وهذا ثابت من إحصائيات الأمم المتحدة التي سجلت منذ 7 تشرين أول/أكتوبر 1250 هجوما للمستوطنين في الضفة، قُتل أو جُرح فيه 120 وتضررت الممتلكات الفلسطينية في ألف منها.
كما هاجم المستوطنون التجمعات الفلسطينية وطردوا سكانها من أراضيهم. واقتلع أكثر من 1200 فلسطيني من منازلهم وشرد أكثر من 3000 آخرين؛ بعد هدم منازلهم. كما تظهر أبشع صور التفرقة العنصرية في تخصيص طرق لليهود فقط وجدران للفصل العنصري حتى أصبح في الضفة الغربية 810 حواجز يهان عندها النساء والكهول وتقيد حركتهم وتصعب حياتهم. وقال إن العمال أكثر بؤسا بعد منعهم من قبل إسرائيل من العمل في فلسطين 48، مما رفع معدلات البطالة، وبالتالي معدل الفقر من 38.8% قبل 7 تشرين أول/أكتوبر إلى 60.7% طبقا لما ذكره الباحث الفلسطيني سامر جابر، الذي أكد أن هذا الارتفاع الحاد في معدل الفقر يعني أن معظم العائلات أصبحت عاجزة عن تحمل تكاليف الطعام. وهكذا فإن انعدام مقومات الحياة في غزة واستحالتها في الضفة، والإفشال المتعمد للمفاوضات، واستدعاء نتيناهو 350 ألفا من جنود الاحتياط حتى آخر 2024 يؤشر لاستمرار العدوان ووأد حلم الدولة الفلسطينية لكن تبقى المقاومة رقما صعبا.
أبو الغيط صح النوم
طفح الكيل، لم نعُد نستطيع النظر لمشاهد الدم في قطاع غزة، قُدرتنا على التحمُل نفدت، أطفال غزة أصبحوا حديث العالم بعد أن سقط الكثير منهم شهداء والبعض الآخر ذاق الجوع وآخرون مرضى ولم يتم تطعيمهم ضد شلل الأطفال، الأمم المتحدة بذلت أقصى ما لديها لكي يتم تطعيمهم وأخيراً باءت محاولاتها بالنجاح.. المُعاناة بحسب بلال الدوي في “الوطن” هي شعار أهالي القطاع المكلوم.. الحرمان من الغذاء والدواء والكساء والكهرباء والاتصالات والإنترنت هو السائد، ولابد من سرعة إنقاذ غزة، لأن إنقاذها هو إنقاذ للبشرية، إنقاذ للعدالة، إنقاذ للبراءة.. مع بداية المواجهات في قطاع غزة في (7 تشرين أول/أكتوبر) الماضي، وقفت «مصر» وقفة جادة لمؤازرة الأشقاء الفلسطينيين، ودَعت لوقف فوري لإطلاق النار وضرورة إدخال المساعدات الإنسانية. ودعت لـ(مؤتمر القاهرة للسلام) بحضور عربي ودولي ملحوظ في (21 تشرين أول/أكتوبر) وبمشاركة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ورئيس المجلس الأوروبي وكذلك أنطونيو جوتيرش الأمين العام للأمم المتحدة.. أرادت «مصر» الكشف عن وجود خلل في القيم التي يعتمدها المجتمع الدولي، الذي يسارع إلى إدانة قتل الأبرياء في مكان دون آخر.. أبرياء غزة شهداء عند ربهم يرزقون، يواجهون احتلالاً غاشماً لا يعرف أصول الحرب ولا يعترف بالشرعية الدولية ولا بالقانون الدولي الإنساني.
وأضاف قائلا أرادت «مصر» أن تقول (إن المجتمع الدولي الذي يُسارع في إدانة بعض الأطراف على قتل الأبرياء نجده يقوم بتبرير القتل للأطراف الأخرى)، وبذلك فإن هذا يعني ازدواج المعايير الدولية. شاركت «مصر» في الوساطة الأولى التي تمت بين إسرائيل وحركة حماس ونتجت عنها الهُدنة الأولى لمدة أربعة أيام بداية من (24) تشرين ثاني/نوفمبر الماضي، قَدَمت مساعدات إنسانية، عالجت وما زالت المصابين في المستشفيات المصرية، وما زالت تقدم يد العون للشعب الفلسطيني وتبذل الجهود في الوساطة، التي تتم جولاتها في القاهرة والدوحة وباريس، حتى تتم الهُدنة القادمة.
وقال جاء دور جامعة الدول العربية، التي أقترح على أمينها العام «أحمد أبوالغيط» الدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام، يتم فيه طرح المجازر الإسرائيلية، بعد أن تعدى عدد الشهداء الفلسطينيين الـ(40) ألف شهيد، ويتم فيه رصد معاناة (2،4) مليون فلسطيني من الجوع والمرض والحصار والبطالة والحرمان من المياه والغذاء وتفشي الأمراض المُعدية.
شريك في الإبادة
لا مبالغة في القول، على حد رأي محمد بركات، بوجود حقيقة مؤكدة يدركها كل المراقبين والمتابعين للتطورات الجارية على ساحة القتل والدمار وحرب الإبادة المشتعلة في غزة، وكذلك العدوان المتصاعد لقوات الاحتلال الإسرائيلي، على المدن والمخيمات والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية، وأيضا الانتهاكات المستمرة للمسجد الأقصى من جانب المستوطنين المتطرفين في حماية جيش الاحتلال.. هذه الحقيقة تؤكد أنه من الخطأ أن يتصور البعض، أن العدوان الإسرائيلي الوحشي، يستمد قوته وقدرته على الاستمرار والتصاعد نتيجة الحماية الأمريكية له، والموافقة عليه من خلال التصريح الأمريكي المتكرر بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، الذي أعلنه وأكد عليه الرئيس «بايدن» وكذلك كل المسؤولين الأمريكيين طوال الشهور الماضية..
ذلك تصور ناقص ويفتقر بحسب الكاتب في “الأخبار” إلى الدقة الواجبة، نظرا لكونه لا يعبر بصدق عن الحقيقة القائمة على أرض الواقع، التي تقول إن هذا العدوان الوحشي والمتصاعد يتم بمشاركة أمريكية واضحة ومعلنة، منذ بدايته وحتى اليوم. وإذا كان العالم يشهد ويتابع طوال الشهور الماضية، ما يقوم به جيش الإرهاب والتطرف الإسرائيلي، من جرائم وحشية وحرب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في عمومه وأهالي غزة على وجه الخصوص.. فإن على الكل أن يدرك أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست مجرد مؤيد أو داعم لهذه الجرائم، بل هي شريك فاعل فيها.. ونظرة فاحصة ومدققة لمجريات الأحداث وتطوراتها في ساحة الحرب في غزة، تؤكد هذه الحقيقة، من خلال الحشد غير المسبوق للقوات الأمريكية البحرية والجوية، وتحريكها لأكثر من حاملة طائرات والعديد من السفن والغواصات، كي تستقر في المنطقة ومواقع الأحداث لحماية إسرائيل، وإرهاب كل من يحاول تهديدها.. كل هذا وغيره كثير، يؤكد الحقيقة الواضحة، وهي أن أمريكا شريك في العدوان والإبادة، وليست مجرد داعم أو مساند لإسرائيل في عدوانها الإجرامي البشع.
تعليقات الزوار
لا تعليقات