استهدفت غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، الثلاثاء، قيادياً عسكرياً في حزب الله، وأسفرت عن استشهاد امرأة وطفل وطفلة وجرح 68 شخصا، فيما قال الجيش الإسرائيلي إن هجومه استهدف المسؤول عن الضربة الدامية على مجدل شمس في الجولان المحتل.
وجاءت الغارة بعد ثلاثة أيام من ضربة صاروخية على ملعب لكرة القدم في بلدة مجدل شمس في هضبة الجولان المحتلة. ونسبت اسرائيل الهجوم الى حزب الله متوعدة بضربه بقوة، في حين نفى الحزب أي علاقة له بالهجوم.
وأكد مصدر مقرب من الحزب نجاة القيادي العسكري البارز فؤاد شكر من الضربة الإسرائيلية. وقال إن شكر و”اسمه العسكري محسن شكر، قد نجا من الاستهداف الاسرائيلي”، موضحاً أنه يتولى مهام “قيادة العمليات العسكرية في جنوب لبنان” ضد إسرائيل.
وشكر مطلوب من الإدارة الأمريكية التي عرضت عام 2017 خمسة ملايين دولار للوصول إليه. ووصفه نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس حينها بأنه “أحد العقول المدبرة لتفجير ثكنات مشاة البحرية الأمريكية” في بيروت عام 1983.
وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان، تقع الشقة المستهدفة في محيط مجلس شورى حزب الله في منطقة حارة حريك.
وقال شهود عيان إنّ الغارة استهدفت شقة في الطابق الثامن من مبنى في حارة حريك، ما أدى الى تدميرها. وشوهدت سيارات إسعاف تهرع الى المكان لنقل الجرحى بينما فرض حزب الله طوقاً أمنياً في المنطقة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته أنه “هاجم بشكل دقيق.. القيادي المسؤول عن قتل الأطفال في مجدل شمس”.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في منشور على منصة إكس، بعد دقائق من إعلان الجيش الإسرائيلي تنفيذ الضربة، إن حزب الله اللبناني “تجاوز الخط الأحمر”.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيجري تقييما للوضع مع كبار المسؤولين الأمنيين في قاعدة كيريا (مقر وزارة الدفاع) في تل أبيب، في وقت لاحق من مساء الثلاثاء.
وأضافت أن ذلك يأتي “في أعقاب محاولة اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر، المعروف بالحاج محسن”.
وأوضحت الصحيفة أن نتنياهو كان في مكتبه خلال القصف بطائرة مسيرة على الضاحية الجنوبية في بيروت.
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد قادة حزب الله في غارة على بيروت
وقال الجيش الإسرائيلي في وقت متأخر من اليوم الثلاثاء إن طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي قتلت أكبر قائد عسكري في حزب الله فؤاد شكر، المعروف أيضا باسم “السيد محسن”، في منطقة بيروت.
وذكر البيان أن فؤاد كان بمثابة الذراع اليمنى للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وكان مستشاره لعمليات الحرب.
وأضاف البيان “فؤاد شكر أشرف على هجمات حزب الله على إسرائيل منذ الثامن من أكتوبر”.
وبدورها، قالت القناة الـ”12″ الإسرائيلية الخاصة، نقلا عن “مصادر إسرائيلية رسمية” (لم تسمها)، إنه “لا يوجد تأكيد نهائي على نجاح عملية الاغتيال في ضاحية بيروت الجنوبية”، دون مزيد من التفاصيل.
ميقاتي: عمل إجرامي
وندّد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بـ”العدوان الاسرائيلي السافر”. وقال “لم تشبع آلة القتل الاسرائيلية من استهداف المناطق اللبنانية”. واعتبر أن “العمل الإجرامي الذي حصل الليلة هو حلقة في سلسلة العمليات العدوانية التي تحصد المدنيين في مخالفة واضحة وصريحة للقانون الدولي”، مضيفاً “نحتفظ بحقنا الكامل بالقيام بكل الإجراءات التي تساهم بردع العدوان الإسرائيلي”.
وقال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب لقناة LBCI اللبنانية الخاصة: “سنقدّم شكوى أمام مجلس الأمن ضد إسرائيل” بسبب هذه الضربة. وأعرب عن أمله أن يكون رد حزب الله “متناسقا”، دون تقديم توضيحات بالخصوص.
ونددت ايران بالضربة الاسرائيلية، وقال المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني في بيان إن “العمل الدنيء والمجرم للعصابة الصهيونية الإجرامية في ضواحي بيروت لن يستطيع بالتأكيد أن يحول (…) دون استمرار مقاومة لبنان الأبية في مسارها المشرف بدعم الفلسطينيين المضطهدين والوقوف في وجه عدوان نظام الفصل العنصري الإسرائيلي”.
مخاوف من التصعيد
ومع سعي الدبلوماسيين لاحتواء تداعيات الهجوم، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إنه لا يعتقد أن اندلاع “قتال شامل” بين إسرائيل وحزب الله أمر واقع لا محالة، رغم استمرار قلقه من احتمال التصعيد.
ويتبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق النار منذ اندلاع الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
وكانت معظم الأعمال القتالية محدودة في المنطقة الحدودية، وأشار الجانبان في وقت سابق إلى أنهما لا يسعيان إلى مواجهة أوسع حتى مع إثارة الصراع مخاوف الانزلاق نحو الحرب.
واشنطن: الحرب الشاملة في الشرق الأوسط ليست حتمية
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن الحرب الشاملة في الشرق الأوسط أمر حتمي.
جاء ذلك في معرض تقييمها، خلال مؤتمر صحفي، التطورات الأخيرة المتعلقة بالتوتر المتصاعد بين إسرائيل ولبنان.
وأفادت جان بيير بعدم امتلاكهم حتى الآن معلومات مفصلة عن الهجوم الإسرائيلي الأخير على لبنان، وأنهم يتباحثون حاليا مع نظرائهم الإسرائيليين بشأن الهجوم.
وشددت المتحدثة على أن حل التوتر المتصاعد هو الدبلوماسية، وأضافت: “لا نعتقد أن الحرب الشاملة (في الشرق الأوسط) أمر لا مفر منه، ما زلنا نعتقد أنه يمكن تجنبها”.
وذكرت أن الحل الدبلوماسي لا يزال ممكنا في المناطق الواقعة بين إسرائيل ولبنان، وبهذه الطريقة يمكن للمواطنين الإسرائيليين واللبنانيين في المنطقة العودة إلى منازلهم بأمان.
حزب الله يعلن قصف المزيد من الأهداف الإسرائيلية
وفي سياق متصل، أعلن حزب الله في بيانات منفصلة مساء اليوم الثلاثاء أن عناصره استهدفوا خمسة مواقع إسرائيلية أخرى بالصواريخ والأسلحة المناسبة.
وقال الحزب إن هذه المواقع هى محيط ثكنة افيفيم وبياض بليدا والرمثا ومقر الدفاع الجوي والصاروخي في كيلع و “زبدين” بالصواريخ والأسلحة المناسبة.
وأضاف الحزب في بياناته إن هذا يأتي “دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته الباسلة والشريفة”وأنه تم إصابة هذه المواقع إصابات مباشرة. كان ” حزب الله” قد أعلن في بيانات سابقة منفصلة بعد ظهر اليوم الثلاثاء عن استهداف عدة مواقع إسرائيلية بالصواريخ وبالمسيرات الانقضاضية ردا على الاغتيال الذي نفذته إسرائيل في بلدة “بيت ليف” الجنوبية.
من جهة أخرى ، قصفت القوات الإسرائيلية بعد ظهر اليوم بالقذائف الفوسفورية أطراف بلدة “مركبا” الجنوبية، كما قصفت بلدتي “رب ثلاثين” و”الطيبة” في جنوب لبنان قرب مركز الأمن العام اللبناني بالقذائف المدفعية.
وتعرضت بلدة “الخيام” في جنوب لبنان لقصف مدفعي وفوسفوري إسرائيلي بعد ظهر اليوم، واستهدف القصف مركز جمعية “كشافة الرسالة الاسلامية” في البلدة من دون وقوع إصابات، بحسب ما أعلنت ” الوكالة الوطنية للإعلام” اللبنانية الرسمية. ونعت المقاومة الإسلامية في لبنان، اليوم الثلاثاء، أحد عناصرها هو ” حسن حسين ملك ” من بلدة “بيت ليف” في جنوب لبنان، ليرتفع عدد عناصر المقاومة الذين سقطوا “على طريق القدس” إلى 416 .
يذكر أن المناطق الحدودية في جنوب لبنان تشهد تبادلا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وعناصر تابعة للمقاومة الإسلامية في لبنان، منذ الثامن من أكتوبر الماضي بعد إعلان إسرائيل الحرب على غزة، وإعلان “حزب الله” مساندة غزة
تعليقات الزوار
لا تعليقات