كشف وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير عن مأرب الاحتلال، برئاسة نتنياهو، في مواصلة الحرب المتوحشة على غزة، بدعوته للسعي لاحتلال القطاع وتهجير أهاليه.
وقال بن غفير، في حديث للإذاعة العبرية العامة، إنه “لا بدّ من احتلال قطاع غزة، بل تهجير مئات آلاف الفلسطينيين من ساكنيه طواعية”، وتابع في تحريضه: “إذا لم نحتل القطاع، ونفتح الباب أمام تهجير سكانه لن يكون هناك حل”.
وهذا هو المأرب الذي يسعى له نتنياهو نفسه، وفق ما يؤكّده، اليوم الإثنين، بعض المراقبين الإسرائيليين أيضاً، الذين يقولون إن نتنياهو يبحث عن احتلال غزة، واستعادة الحكم العسكري والمدني فيها لعدة دوافع.
كلام هو الأوضح
ويرى محرر صحيفة “هآرتس” ألوف بين، في مقال هو الأوضح حتى الآن: ليست مجرد أقوال إنه من المريح لنتنياهو الاختباء خلف سموتريتش وبن غفير، وبدلاً من الوقوع في حباله من الجدير الإصغاء له كي نفهم إلى أين يتجه. سياسة نتنياهو لليوم التالي: احتلال غزة، وتدميرها، وبناء قواعد عسكرية، تمهيداً لتهويدها.
غزة للأبد
ويتفق معه المحلل البارز في “يديعوت أحرونوت” ناحوم بارنياع بأن نتنياهو يريد دحرجة الجيش لتواجدٍ دائمٍ في القطاع “، خلال اجتماع مجلس الحرب دعا لإدخال فرقة جديدة أو فرقتين.
يقتبس بارنياع عن مصادر أمنية عليا تقول داخل غرف مغلقة: “ينبغي وقف الحرب الآن”.. نستعيد المخطوفين و”حماس” تحصل على صفقتها، وبايدن يستطيع عندئذ التفاخر بائتلاف سنّي إسرائيلي ضد إيران. هذا ليس انتصاراً. ولكن هنا يوجد أساس لانتصار لاحقاً”.
ويكشف بارنياع أن نتنياهو رفض عدة مقترحات لصفقة مخطوفين، وخلال جدل ساخن في اجتماع مجلس الحرب قال رئيس الحكومة: أنتم لا تعرفون إدارة مفاوضات.
وتنقل الإذاعة العبرية، اليوم، عن وزير في مجلس الحرب قوله: لقد بات واضحاً أن نتنياهو لا يريد صفقة.
ويرى محلل الشؤون السياسية في “هآرتس” أمير أورن أنه “بعد الحرب يجب إعادة الجيش حارساً للدولة لا للحكومة. ويقول أيضا إنه، منذ تأسيسها، تورّطت إسرائيل بحربي استنزاف متزامنتين. شهدنا ما يشبه هذه الحالة: غور الأردن في الستينيات، ولبنان في نهاية الثمانينيات”.
صافرات إنذار
وكان يسرائيل زيف، الجنرال البارز في الاحتياط، وقائد سابق لغرفة العمليات، قد جدّد تحذيراته، اليوم، من أن “حماس” تنجح بإعادة تنظيم صفوفها داخل القطاع، وفي إدارة حرب استنزاف ضد الجيش الإسرائيلي، الذي بدأ الآن حرب “السيوف الحديدية الثانية”، وتنتظره حروب ثالثة ورابعة دون طائل”. منبهاً، بلهجة غاضبة، لـ “تضرّر قوة ردع إسرائيل، وتهشّم مكانتها وصورتها، وأنها تبدو اليوم عاجزة عن التغلب على حماس”.
وهذا ما يؤكّد عليه رئيس الاستخبارات العسكرية الأسبق الجنرال في الاحتياط عاموس يادلين، الذي يطلق صافرات إنذار متتالية، في الأسابيع الأخيرة، محذراً من “لبننة” القتال في غزة، والغرق في أوحال غزة، نتيجة عدم وجود رؤية متبصّرة.
البديل: مراوحة في المكان لسنوات
ويتفق الجنرال في الاحتياط غادي شيمني مع زيف ويادلين وأمثاله ممن ينبّهون بأن “النصر المطلق” غير ممكن، ما دامت إسرائيل بلا إستراتيجية، ودون خطة لـ “اليوم التالي”، فقد قال شيمني، وهو الآخر قائد سابق لغرفة العمليات في الجيش وقائد فرقة غزة سابقاً، لراديو تل أبيب، اليوم الأحد، إن الجيش الإسرائيلي يراوح مكانه داخل القطاع، ولا يقوم بشيء في الشمال ينمّ عن خطة أو أهداف محددة، وها نحن نرى النتائج أمامنا”.
ويقول إن “من الصعب نعت قيادة إسرائيل الحالية بالـ “قيادة”، فهي منقسمة دون مسؤول بالغ راشد صاحب رؤية، والكل يتساوقون مع نتنياهو، ولذا من الواضح أننا لن نحقق أهداف الحرب”.
وتابع: “مساس بـ “حماس”، لكن ليس تدميرها عسكرياً وسلطوياً لأننا لا نتحدث عن ذلك. من الصعب أن نرى كيف نستعيد كل المخطوفين. هذه الحكومة حكمت علينا بالمراوحة في المكان لسنوات طويلة، مع إصابات في صفوفنا، وعزلة دولية، وضربات صعبة للاقتصاد، والأمر الخطير هو تآكل دراماتيكي في مكانة الدولة. حتى السابع من أكتوبر كنا نحتسب دولة عظمى إقليمية، وهذا يستدعي الكثير من الضائقات”.
ويخلص شيمني للقول حول مستقبل القطاع: “أنا آخر من يقول إنه من البساطة استحضار بديل لـ “حماس”، وإدخال السلطة الفلسطينية، أو قوة دولية. هذا أمر معقّد، ويجب الاستعداد لذلك بصورة جدية. لا شك عندي أننا نحتاج لفترة من الوقت إذا أردنا بديلاً سلطوياً يأخذ المسؤولية، ويجب إضعاف “حماس” أولاً أكثر مما هي عليه اليوم. فقط من خلال جهد مشترك، يمكن الذهاب لهذه التجربة، ولا يمكن القول إنها ستنجح بثقة كاملة “.
تعليقات الزوار
لا تعليقات