خرج مئات إلى شوارع عاصمة النيجر للمطالبة برحيل القوات الأميركية، وذلك بعد أن غير المجلس العسكري الحاكم استراتيجيته بإنهاء اتفاق عسكري مع الولايات المتحدة والترحيب باستضافة مدربين عسكريين روس، ما يفتح الطريق واسعا أمام تعزيز النفوذ الروسي في البلد الأفريقي.
وسار المتظاهرون في صفوف بالعاصمة نيامي ولوحوا بأعلام النيجر في مسيرة أعادت إلى الأذهان الاحتجاجات المناهضة لفرنسا التي أدت إلى انسحاب القوات الفرنسية من البلاد العام الماضي بعد أن استولى الجيش على السلطة في انقلاب.
وكُتب على إحدى اللافتات بخط اليد باللغة الإنكليزية "لتخرج الولايات المتحدة من النيجر" في إظهار للدعم الذي يحظى به المجلس العسكري والموافقة على القرار الذي اتخذه في منتصف مارس/آذار بإلغاء اتفاق سمح لنحو ألف عسكري أميركي بالعمل على أراضيه من خلال قاعدتين. وقالت المتظاهرة ماريا سالي خلال المسيرة "نحن هنا لنقول لا للقاعدة الأميركية، لا نريد أميركيين على أراضينا".
وكانت النيجر قبل الانقلاب شريكا أمنيا رئيسيا لفرنسا والولايات المتحدة، إذ استخدمتاها قاعدة ضمن جهود دولية للسيطرة على تمرد الإسلاميين المتشددين المستمر منذ عقد في منطقة الساحل بغرب أفريقيا.
لكن السلطات الجديدة في النيجر حذت حذو المجلسين العسكريين في مالي وبوركينا فاسو المجاورتين في إنهاء الاتفاقات العسكرية مع الحلفاء الغربيين والانسحاب من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) وتعزيز العلاقات مع روسيا.
وعلقت واشنطن تعاونها مع النيجر بعد انقلاب 26 يوليو/تموز الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد بازوم من السلطة، فيما لم يتمكن وفد أميركي أدى زيارة إلى نيامي الشهر الماضي من لقاء الجنرال عبدالرحمن تياني قائد النظام العسكري لمناقشة الاتفاقيات بين نيامي وواشنطن.
وأرسلت روسيا مدربين عسكريين وعتادا عسكريا إلى النيجر يوم الأربعاء، وهو دليل آخر على انفتاح المجلس العسكري على التعاون الوثيق مع موسكو التي تسعى إلى تعزيز نفوذها في أفريقيا.
وشوهدت بعض الأعلام الروسية في الاحتجاج لكن بعض المواطنين قالوا الجمعة إنهم لا يريدون أن تؤدي المساعدات العسكرية التي أرسلتها موسكو إلى وجود دائم لقوات روسية في النيجر.
تعليقات الزوار
لا تعليقات