أخبار عاجلة

مستوطنون أحضروا بقرات حمراء من تكساس لبناء الهيكل الثالث بمستوطنة قرب نابلس

نشر موقع “ميدل إيست آي” تقريراً أعدّه دانيال هيلتون قال فيه إن المستوطنين في مستوطنة شيلو بالضفة الغربية يقومون بتربية بقر أحمر إيذاناً ببناء الهيكل الثالث. وقال إن خطة تربية العجول الحمراء أثارت مخاوف في العالم العربي، وربطت حتى بهجمات “حماس” على إسرائيل، في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

 وقال: “على قمة تلة في الضفة الغربية المحتلة، كانت خمس بقرات من نوع أنغوس الحمراء تقضم بعض القش، وحولها مجموعة من الإسرائيليين ينظرون إليها بترقب”. ولو مضت الأمور كما مخطط لها، فستكون بداية النهاية للعالم الذي نعرفه. فبحسب التقاليد اليهودية، رماد بقرة حمراء لونها فاقع ضروري لطقس تطهير سيسمح ببناء الهيكل الثالث في القدس.

وتقول الجماعات اليهودية إن هذا المعبد يجب أن يقام على الهضبة المرتفعة بالقدس القديمة التي يطلق عليها اليهود معبد الهيكل، وحيث المسجد الأقصى وقبة الصخرة اليوم. ويعتقد بعض اليهود أن بناء الهيكل سيكون علامة على قدوم المخلص.

وعقد، يوم الأربعاء، مؤتمر في مستوطنة شيلو غير الشرعية قرب نابلس لمناقشة أهمية وضرورة تربية العجول الحمراء، وإلقاء نظرة عليها أيضاً.

وقال المستوطن حاييم (38 عاماً): “هذه لحظة جديدة في التاريخ اليهودي”.

ومنذ سنوات، يبحث أعضاء جماعة الهيكل الثالث، التي يقودها معهد الهيكل، ومقرّه القدس، والذي نظم المؤتمر في شيلو، عن بقرة حمراء تناسب الوصف الذي استخدم في التوراة للتطهير. فالبقرة المثالية يجب ألا تكون معيبة، أو فيها شعر أسود، أو أبيض نافر، ولا يمكن أن توضع تحت نير، أو تعمل.

وقال  يهودا سينغر (71 عاماً) من مستوطنة متزبيه يريهو، ومترجم كتيب عن البقرات الحمراء، إنها جاءت خصيصاً من تكساس، وأضافت زوجته إدنا (69 عاماً): “لا يمكن للفرد حتى الاستناد عليها”، و”لا يمكنك تدنيسها بوضع سترتك على ظهرها”.

ولم يتم العثور على البقرة المثالية الحمراء منذ 2,000 عام، ولا حتى منذ أن دمر الرومان المعبد الثاني. ولهذا حاول بعض الناشطين اليهود والإنجيليين المسيحيين الأمريكيين الذين يؤمنون أن بناء الهيكل الثالث سيدفع بالظهور الثاني للسيد المسيح والمعركة الفاصلة، أرماغدون، أن يربّوا بقرتهم الحمراء المثالية.

وفي عام 2022، وصلت خمس بقرات صغيرة واعدة، بلون رصاصي لامع من تكساس إلى إسرائيل، وسط أجواء احتفالية. وتجدها الآن في حديقة أثرية منفصلة عن الآثار القديمة والخزامى المزهر بمربض فولاذي.

ومن ناحية فقد ركز مؤتمر البقرات الحمراء على  النواحي الدينية، حيث قام الباحثون والحاخامات بتقديم تفاصيل من التوراة، فيما هز الحضور رؤوسهم تحت نور خافت. ولكن المناسبة كانت غريبة، من ناحية وقوف أول متحدثين على منصة المحاضرة، وهما يحملان بنادق قتالية على كتفيهما. وقال كوبي مامو، رئيس موقع شيلو الأثرى في كلماته الافتتاحية: “اكتشف حزب الله المناسبة وهو يتحدث عنها على تلغرام”. ولم يستطع الكاتب أو الموقع الحصول على أدلة عن اكتشاف “حزب الله” اللبناني معلومات عن المؤتمر، أو ثرثرات على منصات التواصل الاجتماعي مثل تلغرام.

لكن المؤتمر أثار اهتمام مستخدمي التواصل الاجتماعي العرب. وكتب مستخدم من ليبيا ساخراً أن العجل الأحمر (البقرة الضاحكة) هو شعار مثلث الجبنة الطرية، وقال: “هل سألت نفسك لماذا لون البقرة الضاحكة أحمر؟”.

وكتب آخرون أن هناك خططاً لذبح بقرة حمراء في جبل الزيتون في القدس، حيث تم شراء أرض لهذا الغرض. وقال الحاخام يتساق مامو، من مجموعة الهيكل الثالث، أونيف جيروزاليم لشبكة البث المسيحية إن حفلة الذبح تم التخيط لها لعيد الأنوار في نيسان/أبريل هذا العام.

وأثار الحديث حول الماشية “حماس”، الحركة الفلسطينية، ففي تشرين الثاني/نوفمبر، قال مصدر فلسطيني على اتصال مع الحركة للموقع إن الجماعة تراقب عن كثب الجهود لتأمين حضور يهودي دائم في المسجد الأقصى. وقال المصدر إن “الشيء الوحيد الباقي هو ذبح الأبقار، والتي تم استيرادها من الولايات المتحدة، ولو فعلوا هذا، فهو إشارة عن إعادة بناء الهيكل الثالث”.

وفي كانون الثاني/يناير، ألقى المتحدث باسم “كتائب القسام”، أبو عبيدة، خطاباً بمناسبة مرور 100 يوم على هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، قال فيه إن هناك علاقة مباشرة بين تحرك “حماس” وناشطي المعبد الثالث واستيرادهم الماشية، والتي قال إنها “عدوان على مشاعر كل الأمة”.

وقال ياكوف، الطالب من لوس أنجلس، إنه جاء إلى شيلو للنظر إلى البقرات: “أسمع طوال حياتي عن البقرات الحمراء والمعبد الأول والثاني، وأشعر بالحماسة لرؤية واحدة اليوم”. ويفهم ياكوف الجدل حول بناء الهيكل في مكان المسجد الأقصى، “لكنني لا أعتقد” أنه سيكون مثار جدل. وقال: “كانت هناك كنيسة مرة، ثم مسجد، وكان في الأصل معبد يهودي، ويجب أن يكون مرة أخرى”، و”يجب ألا يكون بالعنف”.

وقال باروخ فيشمان، العضو القديم في حركة الهيكل الثالث، إن الطريق طويل بين ذبح العجل وبناء الهيكل. وتحدث عن 13 مشكلة يجب حلّها قبل بدء البناء، بما في ذلك تشريع الكنيست على الخطة، و”هنا أستطيع المساعدة في الجانب السياسي”.

وبعد احتلال إسرائيل للقدس الشرقية، في 1967، حافظت الحكومة على القيود التي تعود للعهد العثماني بتقييد دخول اليهود إلى الحرم القدسي. ومنع اليهود من دخوله بموجب أمر من حاخام القدس الأكبر، ومنذ عام 1921، حيث حرم على اليهود الدخول إلى المكان إلا “حالة طهر”، وهو مستحيل بدون رماد البقرة الحمراء.

ومع تحول السياسة والمجتمع الإسرائيلي نحو اليمين، أصبح دخول المستوطنين للحرم القدسي منظماً، ولهذا يأمل مجتمع الهيكل أن يؤدي ذبح البقرة لتطهيرهم حتى يمارسوا الشعائر والصلاة في حرم المسجد.

وقدر بحث أجراه أساتذة في الجامعة العبرية أن رماد بقرة واحدة يمكن تحويله إلى مياه تطهير مياه كافية  لـ 660 مليار تنقية.

 ويقول فيشمان: “واحدة من القضايا الرئيسية هي الوقف”، في إشارة للوصاية الأردنية على الأقصى. و”يحصل الوقف على أموال كثيرة من الأردن، ولا يريد التخلي عنها”. وبحسب فيشمان، يجب القيام بخطوات صغيرة من أجل تأمين حضور في ساحة المسجد: “المجتمع المسلم يعاني كثيراً الآن، ويجب أن نكون حساسين”، و”كل ما نريده هو مذبح صغير”. وحاول حاخامات وناشطون في معبد الهيكل ذبح بقرة في عيد الأنوار، لكن الجنود منعوهم.

ويقول فيشمان: “بالطبع لا يمكن لأحد إحضار شيء للتضحية، حيث سيكون حمام دم. ولكنني أعتقد أن هناك فرقاً بين ما يقوله الوقف علناً، وفي الأحاديث الخاصة، ويمكن إقناعه”.

ورداً على أقواله، قال المتحدث باسم الوقف الإسلامي في القدس، فراس الدبس: “دعهم يقولوا ما يقولون في مؤتمرهم. فقد أكد الوقف دائماً، في بياناته، رأيه الحازم بأن المسجد الأقصى للمسلمين، ولا يقبل الشراكة فيها أو تقسيمه”. وأضاف: “لا أهمية لما يقال في هذه المؤتمرات، ما دامت غير رسمية”.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات