بدأ ستيفان روماتي، السفير الفرنسي الجديد في الجزائر، مهامه خلفا لفرانسوا غويات الذي غادر نهائيا البلاد قبل أيام بعد إحالته على التقاعد.
وأعلن روماتي بنفسه عن وصوله للجزائر عبر تغريدة نشرها في تويتر، مرفقة بصورة له من مقر إقامته بالجزائر العاصمة. وأبدى السفير إعجابه بالعاصمة وهو يشاهد خليجها عبر شرفة منزله، قائلا: “رغم أنني وصلت إليها للتو.. بدأت أحبها”.
ويأتي هذا التغيير الدبلوماسي، في وقت تعرف العلاقات بين البلدين شبه أزمة، أدت لتأجيل زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مرتين إلى فرنسا.
ويوم الأحد الماضي، أعلنت السفارة الفرنسية في الجزائر، مغادرة فرانسوا غويات بعد ثلاث سنوات من الخدمة على رأس السفارة. ونشرت فيديو يوثق لحظات رحيل غويات وزوجته الجزائرية حليمة، ومراسم توديع الموظفين الذين عمل معهم في السفارة. وكان آخر ظهور رسمي لغويات خلال العيد الوطني الفرنسي، يوم 14 تموز/ يوليو، حيث أقيم حفل كبير بمقر إقامته في أعالي العاصمة الجزائرية حضره الكثير من المدعوين من الشخصيات السياسية والعامة.
ومنذ أزمة مغادرة الناشطة أميرة بوراوي إلى فرنسا، وما أثارته من أزمة بين البلدين في شباط/ فبراير الماضي، تقلص بشكل كبير هامش التحرك للسفير غويات الذي أصبح نادرا ما يعقد لقاءات مع مسؤولين أو شخصيات سياسية مثلما تعود على ذلك من قبل، وهو وضع يكون قد عبّر عنه مؤخرا، وهو الذي يتقن العربية بطلاقة، بأدائه وصلة من موشح أندلسي بالدارجة الجزائرية، يعبر عن الحزن والرغبة في العزلة، في توقيت يسبق بأسابيع فقط مغادرته الجزائر.
ولم تكن فترة غويات في الجزائر مليئة بالورود دائما، فقد أبدت السلطات انزعاجها باكرا من تحركاته بعد نشاط كثيف قام به في بداية عمله بالجزائر، وذهب وزير الاتصال السابق عمار بلحمير إلى حد تحذيره من أن السلطات لن تتوانى في أخذ التدابير اللازمة إذا قدرت أن هناك خرقا للأعراف الدبلوماسية.
كما شهدت فترة عمل هذا السفير ظهور أزمة دبلوماسية كبرى تسببت بها تصريحات رئيس بلاده إيمانويل ماكرون في نهاية أيلول/ سبتمبر 2021، أثّرت بشكل مباشر على عمله في الجزائر. وجاءت أزمة الناشطة بوراوي لتعقد الأوضاع أكثر، خاصة مع اتهام الجزائر للمخابرات الفرنسية بتدبير عملية إجلائها من تونس بعد أن خرجت بطريقة غير قانونية من الأراضي الجزائرية.
واليوم، يبدو أن العلاقات تراوح مكانها، خاصة مع الأحداث الجديدة المتعلقة بالتهجم اليميني غير المسبوق على الجزائر، والرغبة الملحة في إلغاء اتفاقية 1968 التي تمنح بعض الامتيازات للمهاجرين الجزائريين في فرنسا. ثم ما تلا ذلك من جدل حول النشيد الوطني الجزائري بعد توسيع استخدامه في المناسبات الرسمية كاملا بما في ذلك المقطع الذي يذكر فرنسا بالاسم ويتوعدها بالحساب.
وفي ظل هذه الأحداث والتراكمات التي أعادت الأمور إلى نقطة الصفر بين البلدين بعد فترة تحسن في العلاقات عقب زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في آب/ أغسطس 2021، سيبدأ السفير الفرنسي الجديد ستيفان روماتي مهامه في غضون أسابيع، وسيكون عليه العمل على حل هذه الخلافات، رغم أن الأزمات بين الجزائر وفرنسا عادة ما تتجاوز مستوى السفراء الذين يكونون غالبا في وضع تلقي رد الفعل.
ويظهر من خلال السيرة الذاتية لروماتي البالغ من العمر 63 عاما، أن لديه خبرة دبلوماسية واسعة، حيث اشتغل سفيرا في القاهرة بين سنتي 2017 و2019، وهو يشغل حاليا منصب مدير مركز الأزمات والدعم في وزارة الخارجية منذ عام 2021. وبدأ روماتي العمل بعد تخرجه في وزارة الدفاع بين عامي 1986 و1993، قبل أن ينتقل إلى وزارة الخارجية منذ 1993، وتم تعيينه سنة 2014 في منصب مستشار دبلوماسي بالحكومة الفرنسية.
تعليقات الزوار
لا تعليقات