أخبار عاجلة

أحزاب جزائرية تطالب بحماية دولية لأسطول الصمود

ندّدت أحزاب جزائرية في بيان مشترك، بما تتعرض له السفن المشاركة في أسطول الصمود العالمي المتجه نحو غزة، من اعتداءات في المياه الدولية من طرف مسيرات صهيونية. يأتي ذلك، في أعقاب تهديدات مباشرة استهدفت الناشط الجزائري مروان بوقطاية من قبل خارجية الاحتلال الإسرائيلي.

وأكدت الأحزاب وعددها أحد عشر، على دعمها القوي لأسطول الصمود العالمي المتجه إلى غزة، مؤكدة أن هذا التحرك يعكس صحوة الضمير الإنساني المتنامي في مواجهة الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من قبل الكيان الصهيوني، المدعوم من القوى الإمبريالية الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعتبر هذا الكيان قاعدة عسكرية متقدمة في المنطقة.

وجاء في البيان أن حوالي 50 سفينة من 14 جنسية ومن مختلف القارات والديانات تشارك في مبادرة تشكيل أسطول لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، ووقف ما وصفه بـ”المحرقة النازية الصهيونية في فلسطين”، باعتبارها النسخة الأشد فظاعة من الإبادة الجماعية وجرائم الحرب ضد الإنسانية التي عرفتها البشرية.

واستنكرت الأحزاب الجزائرية ما تتعرض له بعض السفن المشاركة من اعتداءات في المياه الدولية من طرف مسيرات صهيونية، معتبرة ذلك محاولة بائسة لإيقاف هذه الرسالة الإنسانية، مشيرة في الوقت نفسه إلى التهديدات المتواصلة من الكيان الصهيوني بإغراق السفن إذا واصلت مسارها نحو غزة، وهو ما وصفته بمناورات مكشوفة لتهيئة الرأي العام لارتكاب جرائم ضد الأسطول.

ودعت التشكيلات السياسية المجتمع الدولي، وجميع الدول التي يشارك نشطاؤها في الأسطول، إضافة إلى المنظمات الإنسانية والهيئات الأممية، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وميدانية لحماية المشاركين، مؤكدة على ضرورة توفير “تأمين ردعي” ضد الممارسات الصهيونية التي تشكل حسب البيان، تهديدا مباشرا للأمن والسلم العالميين.

وضمت قائمة الموقعين على البيان، كلا من حركة مجتمع السلم، وحزب تجمع أمل الجزائر، وحركة النهضة، وحركة البناء الوطني، وحزب العمال، وحزب الكرامة، وحزب الحرية والعدالة، وحزب الجزائر الجديدة، وحزب اتحاد القوى الديمقراطية والاجتماعية، وحزب الفجر الجديد، وجبهة الحكم الراشد.

وفي سياق دعم الأسطول، أعربت حركة البناء الوطني الداعمة للرئيس في الجزائر، عن قلقها إزاء المستجدات المتعلقة بمبادرة أسطول الصمود المتجه نحو غزة، بعد تعرض بعض السفن لانفجارات وأضرار وصفت بأنها مؤشر على هجوم مرتقب من قبل جيش الاحتلال الصهيوني لمنع الأسطول من بلوغ هدفه.

وأكدت الحركة أن ما حدث يمثل اعتداء خطيرا على القافلة الإنسانية والنشطاء السلميين، بالتوازي مع استمرار العدوان على غزة وتوسع رقعته نحو دول عربية وإسلامية. وأدانت بشدة الاعتداءات على الأسطول، معبرة عن مخاوفها على سلامة المتطوعين، ودعت مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته بإلزام الكيان الصهيوني بحمايتهم ومنع أي هجوم يهدد حياتهم.

وأعربت الحركة عن تفاؤلها بصمود الأسطول الدولي وثقتها في انتصار إرادة أحرار العالم في كسر قيود الاحتلال، مثمنة المبادرات الشعبية الداعمة لغزة والداعية إلى وقف الإبادة، ومشجعة مختلف أشكال الضغط السلمي التي تساند القضية الفلسطينية. كما أكدت تزايد المسؤولية الدولية تجاه حماية الشعب الفلسطيني، خصوصا على الدول العربية والإسلامية ودول الطوق، لاسيما بعد الاعترافات الغربية بالدولة الفلسطينية.

وأشار البيان إلى أن الجزائر كانت أول دولة اعترفت بدولة فلسطين قبل 37 سنة، وظلت منذ ذلك الحين تدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني وتسخر موقعها في الأمم المتحدة ومجلس الأمن لفضح ممارسات الاحتلال من إبادة وتهجير وتجويع. وختمت الحركة بالتأكيد على ثقتها في أن الضمائر الحية في العالم ستبقى صوتا صريحا لنصرة فلسطين، داعية إلى توحيد الجهود لإنهاء الاحتلال باعتباره الامتحان الأخلاقي للعالم.

وفي السياق ذاته، نشر حزب العمال بيانا منفصلا بصيغة العاجل، أعلن فيه متابعته المستمرة لتقدم الأسطول العالمي “صمود”، وخاصة الشمال إفريقي منه، عبر تواصل مباشر مع المتقدمين والمشاركين الجزائريين، من بينهم أعضاء في الحزب.

وأشاد البيان بالروح النضالية للمشاركين القادمين من 44 دولة عبر مختلف القارات، والذين قطعوا آلاف الكيلومترات في محاولة بطولية لكسر الحصار المفروض على غزة، والمتوازي، كما جاء في النص، مع الإبادة التي ينفذها الكيان الصهيوني ضد أكثر من مليوني فلسطيني. وأكد الحزب أن هذه المبادرة تشكل ردا ميدانيا على فشل الحكومات والمؤسسات الدولية والإقليمية في اتخاذ إجراءات ملموسة لوقف حرب الإبادة المستمرة منذ 719 يوما.

كما نوه حزب العمال ذو التوجه اليساري، بحالة التعبئة الشعبية غير المسبوقة الداعمة للشعب الفلسطيني والمطالبة بوقف المجازر في غزة، مستشهدا بالإضراب العام في إيطاليا الذي دفع حكومة روما إلى إرسال بارجتين حربيتين لضمان سلامة وأمن المشاركين في الأسطول، إضافة إلى إعلان رئيس الحكومة الإسبانية إرسال سفينة تابعة لوزارة الدفاع نحو مكان تواجد الأسطول لحمايته وتقديم المساعدات الضرورية له.

وأشار إلى الاعتداءات والتهديدات الصهيونية التي استهدفت الأسطول منذ انطلاقه من موانئ تونس، حيث تم تسجيل اعتداءات على 8 بواخر في المياه الدولية، اعتبرها الحزب محاولات لترهيب المشاركين وثنيهم عن مواصلة الإبحار نحو غزة.

وأضاف حزب العمال أن التصريحات الأخيرة لمسؤولين في حكومة بنيامين نتنياهو، وما تبعها من تهديدات الجيش الصهيوني بإغراق السفن المشاركة، تمثل تطورا خطيرا يهدد حياة وسلامة جميع المتضامنين.

وفي ندائه، دعا الحزب الحكومات المناصرة لفلسطين، خاصة تلك التي يشارك رعاياها في الأسطول، إلى اتخاذ إجراءات عملية تحول دون أي اعتداء على هذه المبادرة الإنسانية والسياسية، التي تجسد –حسب البيان– تطلع غالبية البشرية إلى وقف حرب الإبادة في غزة وكسر الحصار المفروض عليها.

وتأتي هذه التحركات الحزبية، في وقت تثير التهديدات التي يتعرض لها الناشط الجزائري مروان بن قطاية المشارك في أسطول الصمود المتجه إلى غزة، قلقاً بالغاً، بعدما بثّت وزارة خارجية الاحتلال بياناً وضعت فيه صورته متهمة إياه بالإرهاب وبالتبعية لحركة حماس، ما أثار ردود فعل واسعة تطالب بحمايته.

وهذا الناشط، هو عضو في حركة مجتمع السلم ذات التوجه الإسلامي في الجزائر وقد شغل عدة مناصب داخل الحزب تتعلق بالشباب. كما عرف عنه حماسه الكبير في الدفاع عن القضية الفلسطينية ومشاركته في مختلف المبادرات التي تهدف لكسر الحصار عن غزة.

ومما ورد في بيان وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي على وسائل التواصل، أن مروان بن قطاية، ووائل نوار وهو ناشط تونسي، مرتبطان بحركة حماس، مع الاستناد إلى صورٍ يزعم الاحتلال أنها تُظهر اتصالات بينهما وقيادات الحركة، منها صورة لبن قطاية مع يوسف حمدان، ممثل حركة حماس في الجزائر.

وفي بيان مطوّل، صرّح مروان بن قطاية أنه تفاجأ هو وزميله وائل نوار بحملة التشويه تلك، واعتبر الادعاءات “زوراً وبهتاناً”، مؤكداً أن الهدف الوحيد للأسطول هو إيصال المساعدات الإنسانية إلى أهل غزة وكسر الحصار عنهم. وأوضح بن قطاية أن وجودهم في البحر فعل مقاومة سلمية يهدف إلى لفت أنظار العالم لمعاناة أكثر من مليوني إنسان محرومين من الدواء والغذاء وحرية الحركة، وأن هذه الرسالة لا تُقصد بها أي صفة عسكرية أو انتماء تنظيمي.

ويثير تخصيص الناشط الجزائري بالاسم مخاوف من أن يتم استهدافه أو اعتقاله من قبل الاحتلال الإسرائيلي. ما دفع بناشطين إلى شن حملة على مواقع التواصل لدعمه ودعوة وسائل الإعلام الدولية لتحمل مسؤولياتها في كشف الوقائع بدل تبنّي رواية تُسهل استهداف المتطوعين.

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات