شكّل عيد العمال في تونس مناسبة لمؤدي الرئيس قيس سعيد ومعارضيه للتعبير عن مطالبهم التي تنوعت بين المطالبة بولاية ثالثة لسعيد والدعوة إلى “إسقاط نظامه” والإفراج عن المعتقلين السياسيين وتحسين مستوى المعيشة.
ونظم المئات من مؤيدي سعيد مسيرة دعم لسعيد أمام مبنى المسرح البلدي في شارع الثورة (الحبيب بورقيبة) وسط العاصمة، مرددين شعارات من قبيل “الشعب يريد قيس من جديد” و”الشعب يريد البناء والتشييد” و”لا للتدخل الأجنبي” و”تونس ليست للبيع”.
وقال رضا شهاب المكي، العضو السابق للحملة الانتخابية لسعيد، في تصريحات صحافية “هذا التحرك يأتي بالتزامن مع تحركات أخرى معارضة لرئيس الجمهورية، وهو دليل على أن تونس مثل الفسيفساء، فيها تنوّع في المواقف وتعدّد في الآراء، وهو ما يؤكد وجود حرية وديمقراطية حقيقية في البلاد”.
في المقابل، شهدت مناطق أخرى في العاصمة تظاهرات لأحزاب سياسية ومنظمات مدنية، فضلا عن تجمع عمالي كبير أمام مبنى اتحاد الشغل في ساحة محمد علي في العاصمة.
وتظاهر المئات أمام مبنى المحكمة الإدارية في العاصمة، مطالبين بالإفراج عن المحامي والقاضي السابق أحمد صواب والمعتقلين في قضية التآمر على أمن الدولة، حيث رفعوا شعارات من قبيل “الشعب يريد إسقاط النظام” و”الظلم بداية النهاية” و”شلكتوه الإرهاب.. سيّب سيب أحمد صواب”، كمحاولة لاستنكار اتهام صواب بالإرهاب والدعوة إلى الإفراج عنه.
وقال عماد الخميري الناطق باسم حركة النهضة وعضو جبهة الخلاص الوطني “هذه الوقفة انتصار للحقوق ومطالبة وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ونطالب السلطة بالتوقف عن تكميم الأفواه ضد معارضي منظومة 25 تموز/ يوليو”.
كما رفع متظاهرون في العاصمة شعارات أخرى من قبيل شعار “شغل حرية كرامة وطنية” و”يا قيس يا فرعون يا متحيل عل القانون” و”يا حكومة عار عار.. الأسعار شعلت نار”.
فيما تجمع آلاف النقابيين أمام مقر اتحاد الشغل للاحتفال بعيد العمال، مرددين شعارات تطالب بتحسين أجور العاملين وتندد بالارتفاع الكبير في الأسعار وتراجع مستوى المعيشة في البلاد.
واستنكر أمين عام اتحاد الشغل نور الدين الطبوبي ما سماه “تكميم الأفواه، والزج بالشباب في السجن من أجل التعبير عن رأيه أو كتابة تدوينة على مواقع التواصل”، مشيرا إلى أن البلاد تتسع الجميع، ويجب أن تتمكن جميع الأطراف من التعبير عن آرائها، و”لا يمكن لأي طرف أن يقول أنا الصح فقط والباقي مخطئون، والجميع يحتاجون لمراجعات من أجل إنقاذ البلاد، ونحن لا نزايد في الوطنية على أحد، ولا أحد يزايد علينا في هذا الأمر، وعلينا أن ندرك التحولات الجيوسياسية والاقتصادية في العالم. والهروب إلى الأمام لن يؤدي إلا إلى نتائج سلبية”.
تعليقات الزوار
لا تعليقات