أخبار عاجلة

مسيرة حاشدة بالمغرب دعما لفلسطين تنتهي بوقفة أمام أشهر المطاعم الأمريكية في طنجة

من جديد، يعطي المغاربة الدليل الملموس على أن “سياسة الإلهاء” لا يمكن أن تشغلهم عن القضية القومية المركزية المتمثلة في قضية فلسطين. وبخلاف المهرجانات الغنائية الصيفية المنتشرة هذه الأيام في شواطئ عدد من المدن المغربية، خرج مئات الآلاف من سكان مدينة طنجة، مساء السبت، للهتاف بحناجر قوية من أجل تأكيد تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، وخاصة أهالي قطاع غزة الذين يعانون من حرب الإبادة الإسرائيلية، مع ما يصاحبها من تجويع وتنكيل وضرب كل القوانين الدولية والإنسانية عرض الحائط.

وانطلقت المسيرة التي جاءت استجابة لنداء “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع”، من “ساحة الأمم”، وشاركت فيها فئات المجتمع من مختلف الأعمار، وتصدّر العلم الفلسطيني المشهد التضامني، وكذلك صور بعض الإعلاميين الشهداء، واللافتات المنددة بالمجازر الصهيونية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وباستهداف الصحافيين، وفي مقدّمتهم الشهيد أنس الشريف وعدد من زملائه.

ثم اتجهت المسيرة نحو “كورنيش” طنجة، حيث ارتفعت الهتافات المطالبة بوقف التطبيع، وفتح المعابر لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ودعوة الأنظمة العربية إلى تحمّل مسؤولياتها التاريخية تجاه فلسطين. كما ردّد المشاركون شعارات تندد بالإبادة الجماعية وتحيي شهداء الإعلام والصحافة الذين استهدفتهم آلة القمع الصهيونية.

وختمت المسيرة في الساحة المقابلة لمطعم “ماكدونالدز” على الشاطئ، حيث رفع المحتجون شعارات قوية تدعو إلى مقاطعة الشركات الداعمة للكيان الصهيوني، من قبيل: “يا للعار يا للعار.. كاتاكول (تأكل) ف ماكدونالد”، وفق ما أورد موقع جماعة “العدل والإحسان”.

على صعيد آخر، دعا أوس رمال، رئيس “حركة التوحيد والإصلاح”، الجناح الدعوي لحزب “العدالة والتنمية” المعارض، إلى وقف التطبيع مع الكيان الصهيوني، كما حث البلدان العربية والإسلامية على دعم المقاومة الفلسطينية بالسلاح والعتاد.

وكتب رمال في الموقع الإلكتروني للحركة: “المؤلم أن الجرائم الإسرائيلية تتواصل بينما لا تزال بعض الدول العربية والإسلامية ماضية في مسار التطبيع مع هذا الكيان الغاصب، وكأن شيئًا لم يحدث، وكأن الدم الفلسطيني رخيص إلى هذا الحد”. وتابع أن “استمرار هذه العلاقات، بالإضافة إلى أنّه يشكّك في مصداقية الادعاءات الرسمية بالحرص على القضية الفلسطينية، فإنه يمنح الاحتلال غطاءً سياسيًا وأخلاقيًا يشجّعه على الإمعان في بطشه وعدوانه”. وأكد أن “أقلّ ما تفرضه الأخلاق والمروءة وواجب الانتماء للأمة، أن يُعلَن وقف هذا التطبيع فورًا، وأن تُسحب أي شرعية أو غطاء يُمنح لهذا المحتل المجرم”.

ووجّه “كلمة صريحة” ـ وفق تعبيره ـ لحكّام الدول العربية والإسلامية قائلًا: “لقد تأخرتم كثيرًا في تدارك الأمر، وإن لم تبادروا الآن، قبل فوات الأوان، إلى نصرة المقاومة وإمدادها بما تحتاجه من سلاح وعتاد، فإنكم ستشهدون بأعينكم على هدم آخر جدار يقف سدّا منيعا يقيكم أطماعَ الكيان المحتل، سواء منها أطماعه التي يعلنها بوضوح، أو تلك التي ما يزال يخطط لها في الخفاء”.

وأضاف رمال: “لقد انتهى زمن الكلام، وحان زمن الفعل. ومن يدّعي نصرة الفلسطينيين ومقاومتهم المشروعة الباسلة، وجب عليه أن يمدّهم بما يحتاجون من الزاد والعتاد، وألّا يكتفي بالشعارات الرنانة أو بيانات التنديد، بل أن يقتدي ـ على الأقل ـ بحلفاء الكيان المحتل الذين يزاوجون بين المواقف السياسية والدعم العسكري الميداني لحليفهم”.

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات