أخبار عاجلة

الوجوه الجديدة القديمة في الحكومة الجزائرية كونوا أو لا تكونوا

إهتمام الجزائريين بالتغيير الحكومي الجديد مجرد فضول لمعرفة الوجوه الجديدة التي ستُواصل المشوار والتطمين على أن كل شيئ على ما يُرام والدولة حاضرة وبقوة وفي كل القطاعات، فهي ضربت وستضرب بيد من حديد كل من تُخول له نفسه اللعب بمصالح المُواطن وحاجيته، ولكن للأسف الواقع يقول عكس ذلك، فالمُواطن في الجزائر مازال جيبه يُعاني، والبطالة تخنق شبابه، والغلاء يكسر كل طُموحاته وآلامه، رغم المجهودات المبذولة لوقف كل هذا، وهنا أتوقف لأرد على كل من يظن أنني مازالت أعيش زمن الحراك والعشرين سنة الماضية، لأقول أنني بالعكس متيقنة ومتأكدة من إنتمائي للجزائر الجديدة التي نراها ونسمع عنها في الإعلام العمومي والخاص، أما الواقع فهو شيء مُغاير ومُختلف، فحديثنا عن النقائص لا يعني أنه لا توجد مجهودات وعمل للنهوض بالبلاد، لكنه يبقى ناقص وغير كاف في هذا العالم المليئ بالحروب والأزمات، فما فائدة العلاج المجاني ومُستشفايتنا في تقهقر، ومن سيئ لأسوء، الأجهزة الضرورية للعلاج والأشعة غير موجودة، الدواء ناقص، والمعريفة نهشت المواطن البسيط الذي لا حول ولا قوة له، وليس له إلا الله وفقط، المُعاملة السيئة لبعض الأطباء والمُمرضين، ما فائدة التعليم المجاني وأبسط الوسائل غير مُتوفرة للمتعلم والمُعلم، وقس على باقي القطاعات، لذا يجب التوقف لبرهة ومُراجعة كثيير من الأشياء حتى لا نكذب على أنفسنا وغيرنا.
أفعرفتم الآن لماذا هذا الشعب مل من التغييرات ولم يُعد يُبالي بالذاهب والقادم، فوزير الثقافة لن يُغير كثيرا من المشهد الثقافي، لأنه مُرتبط بميزانية وللأسف كل ما يُقدم لهذه الوزارة يبقى قليل وغير كاف لحل مُعضلاتها، وما قدمته الوزيرة السابقة يبقى إجتهاد تُشكر عليه، لكن لا يرقى لتطلعات القطاع، فنحن دائما نقول أن الثقافة ليست مهرجانات ولباس وعادات وتقاليد في معارض، هي كتب ومسرحيات وأفلام وكل ما يمت بصلة لهذا المُصطلح، فاللأسف كل هذه الوجوه بعد مُدة ستكتشف أن كل ما خططت له للتغيير والإصلاح غير مُمكن في هذه الظُرُوف الإقتصادية الصعبة للبلد والتغيرات الجيوسياسية، ستحفظ نفس الدرس وتُكرره في المحافل الوطنية والدُولية حتى تنتهي عُهدة الرئيس أو ترفع الراية البيضاء وتُقدم إستقالتها لحفظ ماء الوجه كما حدث مع كثيرين فضلوا الحياد والشعبية على الدخول في متاهات لا يعرفون بدايتها من نهايتها، لأن عالم السياسة يبقى البقاء فيه للأقوى والأكثر ولاء، فإذا كنت من أصحاب النقد والرفض، فستجد نفسك خارج اللعبة وربما بتهم لم تتوقعها بتاتا،أما القوة فهي عادة لأصحاب المال والبطون المنتفخة، فهم في كل العالم الحاكمون الأصليون، والرؤوساء و الملوك مجرد مرآة عاكسة لقراراتهم.، فما حدث من تغيير وزاري بالنسبة لي مُجرد بروتكول وضرورة تقتضيها القوانين الدُستورية، ذهاب فُلان ومجيئ آخر لا يعني إنفتاح وإنفراج للأزمة في ذاك القطاع، فالتركة المتروكة ثقيلة وصعبة الحل في ظُروف إقتصادية غير مُريحة للبلد.
أما كيف يُعين الوزراء في الجزائر،فلا تحتاج للتدقيق والتمحيص، ففي كل العالم الحقائب الوزارية تُعطى بطريقتين، الأُولى عن طريق المعارف والوعود، والثانية بالكفاءة والتميز في الميدان، ونحن كجزائريين جربنا الإثنين، فقبل عشرين سنة، كنا نرى ونسمع بوجوه وزارية لا علاقة لها بالميدان، ميزتها المال والجاه، وتتحكم حتى في الرُتب الأعلى منها، والنتيجة كانت ثورة على الظُلم والإستفزاز، وبعدها أي بعد الحراك أصبحت الكفاءة من تتكلم، والدكتور الفلاني وزيرا ومسؤولا كبيرا في الدولة، لكن للأسف رتبته مجرد تشريف، وصلاحيته محدودة، وظيفته كالمُدير الحفاظ على إستقرار قطاعه وتسييره بأقل الأضرار، أما إذا حدث وخرجت الأُمور عن السيطرة، يرجع الكل للقاضي الأول وينتظر قراراته بناء على التقارير،  لذا فمهنة وزير ليست بالحُلم الكبير لشخص يعمل من قلبه، يرفض الإستسلام وإملاء الأوامر، عكس آخرين فهي فُرصة للتقاعد المُريح وقضاء المصالح، وفي الآخير فالوزير مُوظف سامي عند الدولة، وظيفته المُساهمة في حل المشاكل وبلبلتها، وإيجاد حلول لمشاكل قطاعه، لا التحدث بلغة الخشب وإعادة الكلام الذي لا يُسمن ولا يُغني من جوع، فما كان مُنتظرا من وزير التربية الجديد والمستشار السابق في الرئاسة ليس لغة الخشب التي سمعها منتسبوا القطاع من الوزراء السابقين، فالأستاذ الآن يبحث عن التنفيذ وقانون يحميه ويحترم منصبه ورسالته، فكلنا نعرف أن النقابات شريك مُهم في أي قطاع، والدُخول معها في صراعات سيتسبب في شل القطاع وتأخره، وخاصة قطاع التربية والتعليم الذي يُعتبر من أهم الوزارات في الجزائر لمُساهمته في تعليم دُفعات من أبناء هذا الوطن، وهذا ليس بالجديد ولا بالشيء الأساسي الذي يُريده منتسبوا القطاع، فالتركيز على الأهم في مُعالجة القضايا سيختصر الطريق ويُعيد الثقة المفقودة بين الشعب والدولة، فليس الوقت وقت لعب على الأعصاب واللف والدوران والبداية من نُقطة الصفر في كل القطاعات والمجالات، لذا يا سادة إحترموا مناصبكم ومسؤولياتكم، ومن ليس جدير وقادر على الضغوط والمشاكل، فليرفع الراية البيضاء وينسحب بصمت وهدوء، لأن الشعب بالفعل مل من تطميناتكم المُزيفة، ويعيش على أعصابه من هذا التدهور الإجتماعي والإقتصادي، وصمته ليس إلا مُحافظة على هذا البلد الذي عاش الويلات في عهد الإستعمار والعُشرية السوداء، فكونوا أولا تكونوا والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

 وجيدة حافي

 

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات