أخبار عاجلة

لماذا كانت زيارة ماكرون باهتة للجزائر

شخصيا لم أكن سعيدة بزيارة الرئيس الفرنسي للجزائر، فهي لم ولن تُقدم شيئا مادام الفرنسيون مازالوا يُصرون على الإنكار ويرفضون الإعتذار، وفوق هذا يتدخلون في كل شيء يخصنا بطريقة وأُخرى، لدرجة أن بعضهم طالب بتغيير مقاطع من النشيد الجزائري الذي يتحدث عن فرنسا الهمجية والظالمة، فمن وجهة نظرهم هذا حدث مع جنرالات ورؤساء سابقين، لا مع الدولة الفرنسية الحديثة، ولذا لابد من طي الصفحة وبداية عهد جديد كما فعل الألمان معهم والفيتنام مع أمريكا، لكن نحن الجزائريون لا ننسى بسهولة، وليس سهلا أن نبدأ صفحة مع من كان السبب في تخلفنا دون كلمة آسف، التي على ما يبدو أنها ثقيلة اللفظ على الفرنسيين الذين يُراوغون ويُجربون كل الطُرق للهروب من الحقيقة التي تقول أن فرنسا الإستعمارية أخطأت في حقنا كشعب ودولة، قتلت أبنائنا وإغتصبت نسائنا ويتمت أولادنا،  والقرار هنا لا يخص الرئيس والحكومة فقط، بل هو شعبي وبإمتياز، والرئيس تبون ليس غبيا لكي يُقدم على قرارات إٍرتجالية في وقت كهذا، فهو في نهاية المطاف جزائري وينتمي إلى هذا البلد الذي ضحى من أجله الأباء والأجداد، لذا فمن الأحسن لماكرون أن يجتهد أكثر لإقناع نفسه ومُعارضيه بالإعتذار المعنوي والمادي للجزائريين، فالتاريخ كان وسيبقى الحلقة العالقة بيننا، وأي تهاون في مُعالجة ملف الذاكرة ستكون نتيجته سلبية وملف ستورا خير  دليل على فشل الفرنسيين في هذا الموضوع الذي لا يُريدون التقدم فيه، فإحالة الملف للجنة مُشتركة هو في حد ذاته تماطل ورفض غير مُباشر لمُعالجة الأمر بجدية من الطرف الفرنسي، فالجنة المُشتركة ستقتل الموضوع، ولن نصل لحل، لأن وجهات النظر تختلف، والجزائر لن تترك شيئا دون المرور عليه، ستجرم فرنسا من 1830 حتى 1962 وهذا ما سيرفضه الفرنسيون، فنحن نُريد تجريم ماضي فرنسا، وهي ترفض ذلك، لذا فزاوية الإنفراج  كبيرة جدا للبلدين في موضوع الذاكرة والتاريخ،فجرائمكم لن تسقط بالتقادم، ولن يتم تجاوز الأمر بسهولة من بلد المليون والنصف مليون شهيد، وهذا الرقم حسب بعض المؤرخين ليس دقيقا، لأن بلدنا فقد أكثر من مليون ونصف في كفاحه ضد المُستعمر الغاشم. فالإختيار بين الكبرياء والتوبة صعب جدا يا ماكرون، لذا لابد من موازنة الأُمور وعدم التفوه بكلام لا يليق بالجزائر شعبا وحكومة إذا ما أردتم التحرك إلى الأمام، فشكك بعدم وجود أُمة جزائرية قبل الإستعمار خطأ فادح، ردت عليه السلطات بمنع طائراتكم العسكرية من التحليق فوق أٍراضينا، وعقوبات أُخرى تسببت في شلكم وخاصة من الجانب الإقتصادي، وحتى إعتذاركم لم يُضف شيئا لنا، بالعكس حنقنا وغضبنا زاد وإتسع، فأبعد كل هذا لم تقتنعوا أننا لا ننسى بسهولة ولا نمر على زلات اللسان مرور الكرام، فكرامتنا وحريتنا أهم بكثير من أي علاقة تربطنا بكم.

 أما عن الزيارة التي دامث ثلاثة أيام، فهي دون شك تحمل الطابع الإقتصادي وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها العالم أجمع وأُوروبا، وبإعتبار فرنسا رئيسة للإتحاد الأوروبي، فضرب عصفورين بحجر واحد كان من بين أهداف الزيارة، إنقاذ أوروبا من البرد والإحتجاجات بسبب الحرب الأوكرانية وتعنت القارة العجوز وموقفها السلبي الذي تسبب ومازال يتسبب في مشاكل إقتصادية وإجتماعية لمواطنيها، وحماية الشعب الفرنسي وفرنسا من الغلاء وتجنب التصادم مع السترات الصفراء التي تُجهز نفسها لمواجهة حقيقية مع ماكرون وسياسته الإجتماعية والإقتصادية المُرهقة، أما باقي الإتفاقات فجاءت لتغطية السبب الحقيقي وراء الزيارة، فماكرون يعرف كم أصبحت الجزائر مطلوبة بكثرة في مجال الطاقة من قبل جيرانه في الإتحاد(إيطاليا وإسبانيا)، لذا قرر هو الآخر حماية مصالح بلده وبناء شراكة جديدة معنا تقوم على الربح المتبادل ومبدأ واحدة بواحدة،  ويعرف كم أصبحت الجزائر قوة إقليمية ولها وزن في إفريقيا، لهذا لم يُفوت الفرصة وجاء جاريا لتصليح الأمور قبل فوات الأوان، فهو لا يُريد أن تضيع مُستعمراته القديمة من بين يديه وتذهب لمُنافسيه ونقصد هنا أمريكا والصين ،تركيا وروسيا، لذا قال مقولته ” نحن إنسحبنا من مالي وليس من المنطقة” من هذه القارة السوداء الغنية بالثروات والفقيرة بالعقول والذهنيات والأنظمة الضعيفة التي ترضى بالفُتات وتخون عند أول فُرصة.

   زيارة باهتة لم تُضف شيئا للمشهد وللعلاقات بيننا التي تبقى رهينة الماضي الأسود لفافا في بلادنا، فوهران مدينة عريقة إشتهرت بشخصيات تركت بصمتها في الفن والكفاح، كالقدير الفنان ” أحمد وهبي” مدينة ينتمي إليها أول من أُعدم بالمقصلة الشهيد “أحمد زبانة” وتملك مُثقفين ورجال لهم باع في الثقافة بمختلف تخصصاتها، ولا أدري لماذا إختار “ماكرون” ذلك الديسكو وشُلة الفنانين؟ فالحديث إلى مُثقفي المدينة ومؤرخيها كذلك سيجلب الفائدة ويُساهم في  فهم التاريخ وإزالة كل النقاط الغامضة، وأرجوا أن لا يُترجم كلامي كإنقاص من قيمة الثقافة التي نتميز بها والتي فضلها ماكرون على غيرها.

فزيارة ماكرون للجزائر على ما يبدو أنها لم تكن ناجحة مائة بالمائة، وتخللتها الكثير من العراقيل، زيارة جاءت مُتأخرة لأن بلدنا حسم الأمر وإختار شُركائه الجدد في مجالات عدة، وما راقني هو حديث الرئيس بالعربية وحديث شبابنا وأصحاب المشاريع بالعربية والإنجليزية، وكل هذه رسائل مُبطنة لفرنسا الإستعمارية، ولكن هذا لا يمنع من بناء علاقات معها، خصوصا أننا نملك أكبر جارية في فرنسا، والقانون لا يمنع من إقامة علاقات ودية مبدأها رابح رابح، وواحدة بواحدة، إيه نعم نكره فرنسا، لكن مصالح البلد توضع جانبا وخاصة في هذه الأزمة، العقل يقول نعم للشراكة والإزدهار الإقتصادي بشروط تخدم البلد، فالعلاقة بين الجزائر وفرنسا  ليست علاقة حب، فالحب يا سيدي من طرف واحد لا يُعتبر، ولا أظن أن الجزائريين بمختلف أجناسهم وثقافاتهم يُحبون الفرنسيين والعكس صحيح، رُبما نُطلق عليها علاقة مصلحة، بإعتبار أن كل واحد بحاجة للآخر في شيء مُعين، وهذا يسري على كل الدُول الغنية والفقيرة، وليس جرما يُعاقب عليه القانون الدُولي.

وجيدة حافي

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

Maria Casablanca

هل الجزائر مستقلة ؟

سيدتي وجيدةكاتبة المقال هل تظنين ان بلدكم مستقل ونحن في سنة 2022 ؟ كيف تنتظرين ان تقدم لكم فرنسا الاعتذار وأنتم لازلتم تحت احتلال نظام عسكري ديكتاتوري منذ أن غادرت فرنسا أرضكم ؟؟؟ المفروض هو انتم من يجب ان يقدم الاعتذار من فرنسا لأنها انقذتكم من احتلال الاتراك وشيدت لكم المدن والطرق والجسور والموانئ والسدود والسكك الحديدية وأنشأت لكم المطارات وسوناتراك ومنحتكم الصحراء الشرقية المغربية وجزءا من الصحراء التونسية حتى أصبحت الجزائر قارة من حيث المساحة ماذا فعلت بكم العصابة العسكرية منذ بومدين الى اليوم اليس هذا هو الاستعمار الحقيقي.؟؟؟. ماكرون كان صادقًا لمًا قال إن الجزائر لم تكن دولة إلا بعد 1962 صحيح لم تكن دولة وحتى بعد مرور 60 سنة عن خروج فرنسا فهي ليست دولة بل مجرد قشلة عسكرية يسيرها الجنيرالات أبناء فرنسا ليس الا نرجوا لكم إستقلال حقيقي ودولة مدنية ورئيس شرعي وبرلمان منتخب من طرف الشعب وانتخابات نزيهة لا يتحكم فيها نيزار ومدين وشنقريحة وبقية الكابرنات فلك الله يا أرض الشهداء الذين استشهدوا كي تصبح الجزائر حرة. لكن للأسف لازالت بلادهم مستعمرة عسكرية إلي اليوم

بنعمرو

عاقبة استفتاء 1962

لمن يعتدرون ؟، للضباع فهؤلاء جزء لا يتجزأ منهم والذين هم أسوأ وأخبث من المستعمر الفرنسي وفي حال إذا ما تم ما تسعين إليه، لا بد للفرنسيين أن يعتدروا أولا لمن قُطعت أجزاء من أوطنها وكونوا بها الجزائز حاليا بعد استفتاء 1962. والواجب استرداد ما ضُم إلى ما يسمى الجزائر حاليا وبعد ليكون شأنكم إن كانت هناك فعلا دولة إسمها الجزائر ولو على الورق.

موح

لك

هل نعتقدين ام الجا زائر دولة انك تكدبين على نفسك فالجا. زائر هي زريبة يحكمها صعاليك شواذ مجرمون قتلوا واغتصبوا الشعب في العشري السوداء انت تدافعين عنهم تبا لك

احمد العربى

التاريخ صناعة

الكل ينسى ويتجاهل عمدا وهو تجاهل مقصود . لدور تركيا العثمانيين فى تخلف وتقهقر الشعوب العربية على اختلاف مشاربها . ويركزون على فرنسا والسبب هو ان الجزائر الحالية صناعة فرنسية ولهدا يجب على المهرطقين والبومديانين ان قوى العظمى اصبحت لاترضى ولا تؤمن ب (سايكس ببكو) أما العصابات التى توالت على السلطة فهي لاتفكر الا فى اسيادها ةهي تتمرجح يمينا و شمالا لظمان مصلح الاستعمار ومايجود به من فتاة يطمر فى بنوك الغرب، فالعدو الحقيقى لعسكر الجزائر وفرتسا بالخصوص ومن يدور فى فلكهم هو --الديمقراطية وحقوق الانسان -- جزائر فرنسا قامت على اغتصاب اراضى الغير وبهدا لم ولن تعرف الامن والاستقرار والازداهار والدليل فبرغم من وجود الثورة والثروة لازل هناك طوابير وقمع والقهر نتج عنه سوء الاخلاق وانعدام الخلق والاخلاق مما يجعل المواطن سريع الغضب مع انعدام المرونة الدى يختزلونه فى الجزائرى دمه حامى وهو مبرر العصر الحجرى .فجميع شرائح المجتمع الجزائر ممثلة فى البرلما ن السجنى اللعبة اصبحت مكشوفة وكهنة النظام يعتمدون على تزوير التارخ والكدب مع انعدام الهوية والمرجعية والتلاعب والاحتيال على الجغرافية البشرية ، وان . تو . اثرى

لمرابط لحريزي

جواب على السؤال في عنوان تعليق، ماريا الدارالبيضاء

لا ~ الجزائر ليست دولة مستقلة [نقطة، رجع للسطر] مازال ماولداتوش امُّو الجزائري لي يتجرأ يكذب حول هذا الواقع. بل النسبة الكبيرة من الجزائريين منبطحين او مستعدين للانبطاح لفرنسا كي يعيشو ويرتاحو من تحمل المسؤولية حول حياتهم. ناس لا تملك لا عزة النفس ولا الهوية ولا الشخصية. يكذبو يسرقو وهذه هي هويتهم مدى الحياة، كاملين، ماعدى المجتمعات التي ليست من اصل مدينة الجزائر، اي استعمرت فرنسا اراضيهم وضمتهم بالقوة لدولة الخرائر الغير مستقلة في سنة 1962 والتي فعلا اسسها الاستعمار في 14 أغسطس 1839 على شكل اقليم مركزه مدينة الجزائر. من غير هذا التاريخ ليست هناك هوية وطن او شعب تحت تسمية الجزائر. وكل من يكذب من اجل جعل هذا يصمد، من الاحسن ليه يجتهد من في انشطة تؤسس الدولة الجزائرية كي تكون بعد ذلك هوية وطنية جزائرية. يعني عادات وتقاليد بنوخرخر لي ولفتوها باش تدعو انكم شعب، غير كاتضيعو بها الوقت عل الاجيال القادمة. كلهم سيكرهو هذا الجيل الجزائري الحالي وسيكرهون الاجيال الجزائرية السابقة. ومرة اخرى و للمرة المليار هناك ناس يحملون الجنسية الجزائرية منذ 1962 لكنهم لا يعتبرو انفسهم جزائريين واعدادهم بالملايين. أيها الجزائري أنا لم استكذب عليك فلا تستكذب علي، والسب والشتم سأرد عليه بالسب والشتم والبادئ (أنت) اظلم. تحياتي لأشباب المنخب الوطني المغربي لأقل من 17 سنة على اخلاقهم وقوتهم ومهاراتهم وتضحياتهم. برافو الوليدات على تشريف الامة المغربية. حيت حنا ماشي غير شعب حنا المغاربة أمةز المغربُ دولة أمة. أُ مَّـ ـة [ياك فهمتي يا الخرائري شعب بومين الحلوف] فرنسا مبروك عليك مدينة الخرائر رجعت ليك