شن سلاح الجو الإسرائيلي مساء اليوم الأحد سلسلة غارات جوية مكثفة استهدفت مناطق متفرقة في وسط وجنوب قطاع غزة، في تصعيد جديد أعقب إطلاق رشقة صاروخية من القطاع باتجاه مدينة أسدود، تبنتها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
وأفادت مصادر فلسطينية وشهود عيان ان الغارات استهدفت أحياء شمال مدينة دير البلح، بالإضافة إلى مناطق في خان يونس ورفح، حيث سمعت أصوات انفجارات قوية، وسط تحليق مكثف للطائرات الحربية الإسرائيلية.
من جهته أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن دير البلح باتت هدفا مباشرا للقصف، مشيرا إلى أن القوات الإسرائيلية ستضرب “بشدة” كل منطقة يطلق منها صواريخ، محملا حماس المسؤولية عن الأوضاع الإنسانية للمدنيين في القطاع. وأضاف أدرعي في بيان موجه إلى السكان: “هذا إنذار مسبق وأخير قبل الهجوم، وعلى السكان في أحياء الصحابة، السماح، العودة، الزوايدة والصلاح في دير البلح الانتقال فورا إلى مراكز الإيواء في منطقة المواصي”.
وفي وقت سابق من مساء الأحد أعلنت “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”، مساء الأحد، أنها قصفت مدينة أسدود جنوبي الأراضي الفلسطينية المحتلة برشقة صاروخية، ردا على “المجازر الصهيونية” بحق المدنيين في قطاع غزة.
وقالت القسام، في بيان على منصة “تلغرام”: “قصفنا مدينة أسدود المحتلة برشقة صاروخية رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين”.
و أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان ” تم رصد إطلاق نحو عشر قذائف صاروخية من قطاع غزة حيث اعترض سلاح الجو نحو خمس قذائف. كما تم رصد سقوط عدة قذائف في عدة مناطق حيث تعمل طواقم من قيادة الجبهة الداخلية مع قوات الأمن الأخرى في الميدان”. وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فقد أدت الصواريخ إلى أضرار مادية في عدة مواقع، بينها مركبات وطرقات في أسدود، كما أصيب ثلاثة أشخاص بجروح متفاوتة نقلوا على إثرها إلى المستشفى.
وقالت نجمة داوود الحمراء (مؤسسة الإسعاف الإسرائيلية) إن شخصا أصيب بجروح طفيفة جراء تعرضه لشظايا صاروخ سقط في مدينة عسقلان.
وأضافت أن آخرين أصيبوا بجروح طفيفة وبالهلع، أثناء توجههم إلى الملاجئ في عسقلان ومناطق أخرى شهدت دوي صافرات الإنذار.
نتنياهو أمر بـ”رد قوي” على إطلاق الصواريخ من غزة
وفي أعقاب الهجوم، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتصالا هاتفيا مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس من على متن طائرته من واشنطن، واطلع على تفاصيل إطلاق الصواريخ. وأوعز نتنياهو، وفق بيان صادر عن مكتبه، إلى الجيش بـ”الرد بقوة” ومواصلة العمليات المكثفة ضد حركة حماس في القطاع. بدوره، قال كاتس إنه أصدر تعليماته بتوسيع رقعة العمليات العسكرية ضد حماس، مضيفا: “على كل شظية أصابت أحد سكان (عسقلان)، يجب أن يدفع قتلة حماس ثمنا باهظا”.
وتأتي هذه التطورات بعد مرور أكثر من 18 شهرا على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، حيث تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن الحركة ما زالت تحتفظ بقدرات صاروخية بعيدة المدى وتستطيع تنفيذ هجمات في عمق الأراضي الإسرائيلية، رغم الحصار والقصف المتواصل.
وتسود مخاوف من أن تؤدي موجة التصعيد الحالية إلى تقويض الجهود الرامية إلى إحياء مسار التهدئة، لا سيما في ظل المباحثات الجارية حول صفقة تبادل الأسرى.
وفي 18 مارس/ آذار الماضي، تنصل الاحتلال الإسرائيلي من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الساري منذ 19 يناير/ كانون الثاني الفائت، واستأنفت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، رغم التزام حركة حماس بجميع بنود الاتفاق.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 165 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
تعليقات الزوار
لا تعليقات