أخبار عاجلة

الاحتلال الصهيوني يقتل النازحين في غزة ويدمر خيامهم

استمرت الهجمات الدامية لجيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث نفذ الطيران الحربي سلسلة غارات وقصفت المدفعية مناطق متفرقة ، كما ووسّعت قواته توغلها شمالا ، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا، في ظل اشتداد حصار المشافي شمالي القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أن الاحتلال ارتكب أربع مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 44 شهيداً و74 مصاباً خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأشارت إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 44,708 شهيداً و106,050 مصاباً منذ السابع من تشرين الأول أكتوبر من العام الماضي.

تدمير وحصار المشافي

وشهدت مناطق التوغل البري شمال قطاع غزة هجمات عنيفة، حيث قامت آليات الاحتلال بإطلاق النيران بكثافة تجاه المناطق الغربية لمخيم جباليا، كما تعرضت العديد من أحياء المخيم ومناطق أخرى تقع في منطقة مشروع بيت لاهيا لقصف مدفعي عنيف.
وأكد سكان من شمال القطاع، أن طائرات حربية نفذت سلسلةَ غارات جوية على بلدة بيت لاهيا، فيما أحرق جنود الاحتلال منازل سكنية في محيط جمعية التطوير في البلدة، وضمن عمليات التخريب والتدمير الواسعة، قام جنود الاحتلال نسف مباني جديدة في مخيم جباليا، حيث سمعت أصوات الانفجارات الناجمة عن العملية من مناطق عدة في شمال القطاع وفي أحياء مدينة غزة المجاورة.
وأكدت وزارة الصحة في غزة أن جيش الاحتلال استهدف المستشفى الإندونيسي في شمال قطاع غزة، ما أدى إلى إصابة 6 مرضى، أحدهم بجراح خطيرة.
وطالبت الوزارة بالحماية الدولية للمستشفيات والمرضى والموظفين الطبيين، وتأمين ممرات آمنة من وإلى المستشفيات، وتزويد المستشفيات باحتياجاتها من الأدوية والإمدادات الطبية والوقود وجميع الخدمات اللوجستية، والإجلاء الآمن للجرحى.

ونفذ الطيران الحربي حزاماً نارياً على محيط مستشفى كمال عدوان، وجاء ذلك في وقت واصلت فيه قوات الاحتلال حصارها المشدد لمشافي شمال قطاع غزة، خاصة مستشفى كمال عدوان، الذي قامت نهاية الأسبوع الماضي باقتحامه وإجبار طاقمه الطبي ومن بينهم الفريق الإندونيسي، والمرضى والجرحى على النزوح القسري.
وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل، آثار إطلاق جيش الاحتلال الرصاص والقذائف على المستشفى، كما ظهرت في الصور آثار الحريق والأضرار التي أصابت مولد الكهرباء وخزانات المياه وسيارات الوفد الطبي الإندونيسي.
وقال الطبيب حسام أبو صفية مدير المستشفى، إن الهجوم الأخير على المستشفى، تخلله إطلاق أكثر من 100 قذيفة وقنبلة، وتسببت بأضرار جسيمة، وأشار إلى أن أحد مباني المستشفى بات دون كهرباء أو أكسجين أو ماء، وسط استمرار القصف في المنطقة المحيطة، لافتا إلى أن ذلك يمنع الطاقم الطبي من إجراء الإصلاحات على شبكات الأكسجين والكهرباء والماء.
وأشار إلى وجود مرضى في وحدة العناية المركّزة الى جانب آخرين ينتظرون إجراء العمليات، وقال إنه لا يمكن الوصول إلى غرف العمليات إلا بعد تأمين الكهرباء والأوكسجين، مؤكدا أنه يعالج في المستشفى حاليًا 112 مصابا، بما في ذلك 6 في العناية المركزة و14 طفلاً، وقال «هناك مرضى في غرفة الطوارئ بسبب القصف، وهم في انتظار الدخول للأقسام الممتلئة»، وأضاف «️لا ندرك ما ينتظرنا وما يريده جيش الاحتلال من المستشفى».
وجدد دعوته لدول العالم من أجل التدخل وحماية النظام الصحي وعامليه، وقال إنه رغم المناشدات السابقة لم يتلق أي استجابة من أي جهة، لافتاً الانتباه إلى أن ذلك يُمثل «كارثة إنسانية» تحدث ضد العاملين في مجال الصحة والمرضى.
يشار إلى أنه منذ بداية الهجوم البري على شمال القطاع، منذ أكثر من شهرين، تعمّدت قوات الاحتلال منع إيصال المساعدات الطبية والغذائية على السكان، فيما لا يزال حالياً حسب تقديرات المنظمات الأممية حوالي 70 ألف مواطن في مناطق بلدات شمالي القطاع، ويعانون من الجوع الشديد والمرض الذي يهدد حياتهم بخطر الموت، فيما قضى عشرات المصابين في الشوارع وتحت ركام المنازل المدمرة، لعدم توفر خدمات الإنقاذ والاسعاف، والتي أجبرت على التوقف بسبب الهجمات الإسرائيلية.
إلى ذلك ، هاجمت قوات الاحتلال مناطق عدة في مدينة غزة، وسقط خمسة شهداء وعدد من المصابين باستهداف طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين قرب منتزه البلدية بمدينة غزة.
واستشهدت امرأة وسقط عدد من المصابين، جراء قصف الطيران المروحي شقة سكنية لعائلة الغفري بالقرب من مسجد اليرموك وسط المدينة.
كذلك استشهد شاب وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي قرب مفترق الطيران غربي مدينة غزة.
وفي السياق، ذكرت مصادر محلية أن المدفعية الإسرائيلية قصفت كذلك حي الصفطاوي شمال غرب غزة، وعدة مناطق مجاورة تقع على مقربة من مناطق التوغل البري شمالي القطاع.
وتعرض حي الزيتون جنوب شرق المدينة لقصف مدفعي طال عدة مربعات سكنية منها المنطقة الخلفية لشارع 8 ومنطقة دوار الكويت، كما تعرضت أطراف حي الصبرة الجنوبية لقصف مدفعي مماثل، نفذته الآليات العسكرية المتوغلة هناك.
أما في وسط القطاع، فقد ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة، حيث استهدفت خيمة نازحين في منطقة المشاعلة جنوب المدينة، ما أدى إلى ارتقاء خمسة شهداء بينهم أطفال، فضلا عن المصابين، الذين وصلوا بحالة صحية ونفسية خطيرة إلى مشفى الأقصى.
وأدى الهجوم إلى تدمير العديد من خيام النازحين القريب من مكان الاستهداف، وإلى تشريد سكانها.
وقامت قوات الاحتلال في محيط «محور نتساريم» من الجهة الجنوبية، بالتوغل بشكل محدود على أطراف حي الدعوة شمال شرق مخيم النصيرات، وسط إطلاق نار كثيف من الآليات المتوغلة والطائرات المسيرة من نوع «كواد كابتر»، كما تعرضت عدة مناطق في شارع صلاح الدين لقصف مدفعي أيضاً.
وطال القصف المدفعي أيضاً مناطق أخرى في بلدة المغراقة المجاورة، كما قام الطيران الحربي بشن غارة جوية على منطقة تقع شمال شرق مخيم البريج.
ولم تسلم الحدود الشرقية لمخيم المغازي وبلدة المصدر من قصف مدفعي مماثل، وإطلاق نار من الآليات العسكرية الموجودة على مقربة من الحدود.
أما في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، فقد ارتقى شهيدان وأصيب عدد من المواطنين، جراء استهداف طيران الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في الحي النمساوي.
وتعرضت كذلك بلدات عيسان والقرارة وبني سهيلا، والواقعة شرق المدينة لقصف مدفعي عنيف.
في الموازاة، تعرضت مدينة رفح التي يتوغل فيها جيش الاحتلال منذ سبعة أشهر تقريباً ، لعدة هجمات عنيفة.
ونقلت طواقم الإسعاف جثمان شهيدين مجهولي الهوية، وهما عبارة عن أشلاء من شرق مدينة رفح، ونقلتهم إلى المشفى الأوروبي في خان يونس.
وشهد حي الجنينة عمليات نسف وتدمير مربعات سكنية، في سياق حملة التدمير المستمرة منذ عدة أيام، كما قصفت قوات الاحتلال المناطق الشمالية والشرقية للحي، والتي تتواجد فيها بكثرة قوات الاحتلال المتوغلة.

بلدية غزة

من جهة ثانية، تخشى في هذه الأوقات بلدية مدينة غزة، كبرى مدن قطاع غزة، من حدوث انهيار كامل في البنية التحتية لمنطقة «بركة الشيخ رضوان»، شمال المدينة، والتي تتجمع فيها مياه الأمطار والصرف الصحي، نتيجة عمليات القصف الإسرائيلي المتواصلة.
وقال حسني مهنا الناطق باسم البلدية، في تصريح صحافي إن عمليات القصف الإسرائيلي لبركة الشيخ رضوان والمنطقة المحيطة، أدت إلى تدمير 4 مضخات من أصل 5 إضافة إلى المولدات الكهربائية الاحتياطية، وأشار إلى أن «هبوط خرساني مفاجئ» حدث لمبنى البركة، ما يُهدد بتوقف تشغيل المضخات وحدوث انهيار كامل للمنطقة. وأوضح أن العمل داخل البركة ومرافقها «يُشكل خطورة على حياة العاملين في البلدية بسبب التخوف من اتساع رقعة الهبوط وحدوث انهيار».
وأشار إلى أن طفح المياه الملوثة من البركة «يُشكل خطراً بالغرق على السكان المحيطين».
وأكد أن خط تصريف مياه الأمطار في بركة الشيخ رضوان بحالة حرجة للغاية، ويحتاج إلى صيانة عاجلة وفورية، لافتة إلى أن منسوب المياه في البركة تجاوز 6 أمتار، مما يعرض المناطق المحيطة لخطر بالغ مع اقتراب موسم الأمطار والمنخفضات الجوية، محذراً من أن تأخر إصلاح خط التصريف المتضرر قد يؤدي إلى غرق المنازل والمرافق المحيطة نتيجة طفح المياه.
وأكد المسؤول في البلدية أن الفريق الهندسي التابع لهم، وجود خطر حقيقي بانهيار كامل للأرضيات الخرسانية وغرف المضخات إذا لم يتم التدخل الفوري، وشدد على ضرورة التحرك السريع لتجنب أي كارثة قد تنجم عن التأخير في التصريف.
وتحدث عن الازمة التي تواجهها البلدية بسبب الحرب المستمرة وعمليات التدمير المتواصلة من قبل جيش الاحتلال للبنى التحتية، لافتاً إلى أن الاحتلال دمر 85% من آليات بلدية غزة منذ بداية الحرب.
وأكد أن نقص الوقود والآليات يُعيق تشغيل مضخات خارجية وإصلاح الأضرار، وطالب المؤسسات الدولية بالتدخل لمعالجة الأزمة ووقف الحرب وإدخال الوقود والمعدات اللازمة للبلدية.
وتؤكد تقارير رسمية فلسطينية، أن قوات الاحتلال تعمّدت تدمير أكثر من 80% من البنية التحتية في قطاع غزة جراء عمليات القصف المتواصلة.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات