بدأت قوات المعارضة السورية بدخول الضواحي الجنوبية للعاصمة دمشق، وذلك بعد سيطرتها على مناطق عدة في محيطها.
واتجهت قوات المعارضة وبعد سيطرتها على محافظة القنيطرة (جنوب) نحو دمشق.
وإثر اشتباكات عنيفة خاضتها مع قوات النظام، سيطرت قوات المعارضة على منطقة داريا، جنوبي دمشق.
كما انتزعت قوات المعارضة مناطق: الضمير، وسقبا، ومسرابا ومعربة من سيطرة النظام.
وانسحبت قوات النظام من مناطق: الكسوة، وصحنايا، والمعضمية، والحرجلة وجرمانا، فيما قام أهالي هذه المناطق بتمزيق صور رئيس النظام بشار الأسد، وتحطيم تماثيله.
وأظهرت مشاهد متداولة على منصات التواصل الاجتماعي، جنودا تابعين لجيش النظام وهم يخلعون زيهم العسكري ويرتدون أزياء مدنية، تزامنا مع تقدم المعارضة نحو العاصمة.
في الأثناء، شهدت بعض أحياء دمشق مظاهرات مناهضة للنظام، قبل أن تفتح العناصر التابعة للنظام والمعروفة محليا بـ”الشبيحة” النيران عليهم.
يأتي ذلك بالتزامن مع انقطاع شبكتي الكهرباء والإنترنت في العديد من مناطق دمشق.
المعارضة السورية المسلحة تعلن سيطرتها الكاملة على حمص
دخلت فصائل المعارضة السورية المسلحة وهيئة تحرير الشام مدينة حمص ليل السبت/ الأحد بعد مناوشات استمرت ثلاثة أيام.
وقال سكان في مدينة حمص إن فصائل المعارضة السورية المسلحة دخلت إلى جميع أحياء مدينة حمص بعد انسحاب جيش النظام السوري من المدينة ونزل الكثير من الأهالي إلى الشوارع للاحتفال مع عناصر الفصائل المسلحة”.
وأكد السكان، أن “قوات جيش النظام بدأت منذ ساعات المساء الانسحاب من مدينة حمص والتوجه إلى العاصمة دمشق بعد الأنباء التي تحدثت عن تقدم فصائل الجنوب باتجاه العاصمة دمشق بعد ظهر السبت”.
وبعد سيطرة الفصائل المسلحة على مدينة حمص يصبح الطريق إلى العاصمة دمشق مفتوحا وأن فصائل تقدمت بعد ظهر السبت باتجاه مدن وبلدات ريف دمشق الشمالي الشرقي.
من جهته، وصف قائد هيئة تحرير الشام أبو محمّد الجولاني السبت سيطرة قواته على مدينة حمص، ثالث كبرى مدن سوريا، بـ”الحدث التاريخي”، على وقع خسائر ميدانية كبرى تلحق بنظام الرئيس بشار الأسد.
وقال الجولاني الذي بدأ يستخدم اسمه الحقيقي أحمد الشرع، بدلا من لقبه العسكري، في مقطع فيديو مقتضب على تطبيق تلغرام “نعيش في اللحظات الأخيرة لتحرير مدينة حمص… هذا الحدث التاريخي الذي سيفصل بين الحق والباطل”، وذلك بُعيد إعلان الفصائل المعارضة توغلها داخل أحياء المدينة لتمشيطها إثر انسحاب القوات الحكومية منها.
وأفادت إذاعة “شام إف إم” الموالية للنظام بأن قوات النظام اتخذت مواقع خارج ثالث أكبر مدينة في سوريا، دون الخوض في تفاصيل.
وقال رامي عبد الرحمن الذي يرأس المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن قوات النظام وعناصر من أجهزة أمنية مختلفة انسحبت من المدينة مضيفا أن مقاتلي المعارضة دخلوا أجزاء منها .
وتمثل خسارة حمص ضربة قد تكون مدمرة لرئيس النظام السوري المحاصر بشار الأسد. فمدينة حمص تقع عند تقاطع مهم بين دمشق ومحافظتي اللاذقية وطرطوس الساحليتين.
ويمثل الاستيلاء عليها انتصارا كبيرا للمتمردين الذين سيطروا بالفعل على مدينتي حلب وحماة وكذلك أجزاء كبيرة من الجنوب في هجوم خاطف بدأ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني. وقال محللون إن وقوع حمص في أيدي المعارضة سيغير قواعد اللعبة.
وفي وقت سابق اليوم، قال رامي عبد الرحمن، إنه يعتقد أن “سيطرة المتمردين على العاصمة دمشق وسقوط الحكومة مجرد مسألة وقت “.
ويعمل النظام السوري على مجابهة التكهنات بشأن السيطرة الوشيكة للمتمردين على دمشق.
وقال وزير داخلية النظام السوري محمد الرحمون للتلفزيون الرسمي إن “طوقا أمنيا لا يمكن لأحد خرقه فرض حول العاصمة دمشق”، وحث المواطنين على البقاء في منازلهم.
وصرح متحدث باسم جيش النظام السوري بأنه “يتم تعزيز القوات في محيط دمشق”.
وقال المتحدث “قامت وحدات من قواتنا المسلحة بتعزيز خطوط انتشارها في جميع أرجاء ريف دمشق والمنطقة الجنوبية منعا لوقوع أي حوادث نتيجة لتلك الفوضى التي يحاول الإرهابيون خلقها عبر منصاتهم وأدواتهم وخلاياهم النائمة في بعض المناطق”.
المعارضة السورية: كبار مسؤولي النظام وضباطه ينسقون معنا لتأمين انشقاقهم
قال المتحدث العسكري باسم غرفة عمليات “ردع العدوان” المقدم حسن عبد الغني إن مجموعة من كبار مسؤولي النظام وضباطه في العاصمة دمشق ينسقون معنا لتأمين انشقاقهم، وهو ما أدى لحالة من فقد الثقة بين قادة جيش النظام، وتبادل اتهامات الخيانة والتعاون مع الثوار، مشيرا إلى أن فصائل المعارضة تعمل على تمشيط مدينة حمص تمهيدا لإعلانها خارج سيطرة النظام السوري.
وقال عبد الغني: بعد عدة عمليات نوعية ليلية؛ فلول النظام المجرم تهرب من مدينة حمص، وجاري الآن التوغل في أحياء المدينة وتمشيطها استعدادًا لإعلانها محررة بالكامل بإذن الله.
وتوعد في بيان منفصل النظام السوري بمفاجآت تنتظره من قلب العاصمة.
وأظهرت مقاطع مرئية من مدينة حمص، لحظة إفراج فصائل المعارضة عن عشرات المعتقلين الذين خرجوا من سجن حمص المركزي.
وقال عبد الغني: تمكنت قواتنا: تمكنا من تحرير أكثر من 3500 سجين من سجن حمص العسكري، ونجدد عهدنا لشعبنا بتحرير جميع المعتقلين من سجون الطغيان.
و ذكر مصدر أمني عراقي السبت، أن بلاده استقبلت أكثر من ألف جندي تابعين لجيش النظام السوري، دخلوا من معبر القائم الحدودي بين البلدين.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية “واع” عن المصدر الأمني أن “أكثر من ألف جندي من الجيش السوري طلبوا الدخول إلى العراق عبر معبر القائم الحدودي”.
وأضاف المصدر الذي لم تسمه الوكالة أنه “تم استقبال الجنود وقدمت لهم الرعاية اللازمة وتلبية احتياجاتهم”.
وفي حين تم تداول مشاهد على منصات التواصل الاجتماعي لما قيل إنها للحظة وصول جنود النظام السوري إلى العراق، لم يصدر بعد بيان رسمي فوري عن السلطات العراقية بهذا الشأن.
تأهب على الحدود العراقية السورية
وفي سياق متصل، قال وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري، مساء اليوم السبت، إن الأوضاع في سوريا تشهد تسارعا بالأحداث وتغييرات سريعة ونحن نراقب ونتحسب لما يجري.
وقال الشمري في مقابلة مع محطة تلفزيون “أي نيوز” المحلية إن “جميع قواتنا في حالة تأهب واستعداد على طول الشريط الحدودي بين العراق وسوريا البالغ 620 كيلومترا”.
وأضاف “لدي اتصالات يومية مع وزير الداخلية السوري لبحث تطورات الأحداث ولم يطلب منا أي دعم عسكري”.
وقال “الوضع في سوريا مضطرب ونحن نتحسب إلى أسوأ الاحتمالات ونعمل بإستمرار على تحصين الحدود ولم نؤشر أي خروج للمجاميع المسلحة بالعراق الى سوريا… نحن نقوم بأكبر عملية لتحصين الحدود مع سوريا “.
وتشهد سوريا منذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، معارك بين المعارضة وقوات النظام السوري، تمكنت فصائل المعارضة خلالها من بسط سيطرتها على محافظات حلب وإدلب (شمال) وحماة، وأجزاء من محافظة حمص (وسط) ومركز محافظة درعا (جنوب) التي تعتبر مهد الانتفاضة الشعبية ضد النظام عام 2011.
والسبت، سيطرت فصائل المعارضة على مدينتي السويداء (جنوب)، والقنيطرة (جنوب غرب) قرب الحدود مع إسرائيل.
وتزامن ذلك مع عملية “فجر الحرية” التي أطلقها الجيش الوطني السوري مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بهدف إجهاض محاولات إنشاء ممر إرهابي بين تل رفعت بمحافظة حلب، وشمال شرق سوريا، وتمكن من تحرير تل رفعت من إرهابيي تنظيم “بي كي كي/ واي بي جي”.
تعليقات الزوار
لا تعليقات