أخبار عاجلة

ظاهرة المجسمات الغبية لتجميل الفضاءات العامة تثير سخرية الشارع الجزائري

تتكرر ظاهرة المجسمات التي يبدو أنها لا تجمل المدن والفضاءات العامة، بل تحدث بها نشازا وتزيد من «انحطاط «الذوق العام، مما يجعلها مادة «سخرية» وجدالا عبر منصات التواصل الاجتماعي، فما قصة ما سميت بـ»رمانة مسعد الزعلانة»؟ تصدر مجسم الرمانة في الولاية المنتدبة مسعد كثيرا من الانتقادات وردود الفعل، ولعلنا نبدأ من الآخر، كما يقال وما كتبه «بوبكر معزوز» الذي تصدى للمنتقدين بعدة تدوينات على صفحته على فيسبوك، ومنها: «السلام عليكم توضيح والله على ما أقول شهيد، كل متتبعي صفحتي الكرام وبخصوص رمانة مسعد. صاحب الفكرة اسمه «حوة عبد القادر» فنان تشكيلي ورسام ونحات من الطراز العالي وقصة الرمانة مجهود فردي أي متطوع وليس مشروع دولة، من المفروض كلنا وكل في موضعه يقدم يد العون. المشروع لم يكتمل، بل في بدايته فقط، ليست الصورة النهائية لمجسمه. كيف تحكمون ولم تسمعوا له». هذا بعدما انتشرت التعليقات الساخرة والمنتقدة للمجسم ومقارنتها بصور مجسمات لرمانات بدقة وجمالية ملفتة، فما بال رمانة مسعد زعلانة؟
أما مجيد سجال فنشر تدوينته منتقدا: «شاهد الجزائريون كالعادة نموذجا جديدا عن الرداءة في الذوق العام والتجسيد الذي انعكس كثيرا على مناحي الحياة وهذه المرة مع رمانة «مسعد» الاسمنتية، فما هي التراكمات التي خلقت هذا العفن؟».
ويضيف: «لم يكن الجمال والاتقان أبدا مقرونا بالتكنولوجيا أو القدرات المادية، بل كان مقرونا دوما بالشغف، شغف الفنان وحبه لمجاله. كان النحات الشهير مايكل أنجلو في عصر النهضة في القرن الرابع عشر أكثر الفنانين دقة في مجال النحت، وقد قاده شغفه بالتفاصيل إلى شراء جثث الموتى ودراسة تفاصيل عضلاتهم وتجاعيد جلودهم ونتوءات عروقهم وعظامهم، حسب كل وضعية ومحاكاة تلك التفاصيل في منحوتاته الشهيرة في فلورنسا».
وجاء أيضا بمثل صاحب «الموناليزا» ليونارد دافينشي، وذكر تجارب الغرب ومدارسه الفنية واتجاهاتها ليصل للقول: «مرة أخرى كان هذا الابداع مقرونا بالشغف والممارسة، فازدهرت المدارس الفنية في أوروبا وتنافس الفنانون وتوسع الخيال منعكسا على الابداع وممهدا للثورة الصناعية، فالمخترعون، في الحقيقة، لم يكونوا إلا فنانين يمارسون فن الخيال وتجسيده عبر ماكنياتهم كآلة النسيج والمحرك البخاري، ولاحقا الهليكوبتر المستوحاة من الحشرات الطائرة كاليعسوب».
وينتهي في تدوينته لحال الفن في المجتمعات العربية الإسلامية، التي كانت «تحارب الفن» وتراه «شركا وزندقة وعبادة أصنام وتجسيد ذات الأرواح»، ولم يكن الفن مشجعا من طرف المجتمع، بل «كنا نعاقب كل طفل يحاول أن يرسم في الجدران وعلى الأبواب، كنا نقتل فيه الذوق الفني ونجبره على أن يكون طبيبا، لأن الفن ما يوكلش خبز»!
ولم يكن للفن مكانة في المدارس و»كنا بخلاء في تشييد مدارس الفنون الجميلة». وعلى ما يبدو فإن مشكل المجسمات التي لا تعبر عن انسيابية جمالية ومجالية عوينت في العديد من المناطق مثل حصان «عين البيضاء بأم البواقي، وأسد «باتنة» وفأس مدينة «سيدي عيسى». والسؤال طرحه إسماعيل زحوط «هل توجد مكاتب دراسات فنية أثرية متخصصة في الجزائر، وهل توجد مقاولات متخصصة تنفذ الدراسات أم مقاولات الإسمنت تستحوذ على كل شيء؟».

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات