أخبار عاجلة

جائحة الفساد التّي ضربت الجزائر لم تعد قابلة للعلاج حتّى بالمُبيدات

الجّائحة التّي ضربت مُؤسسات الدّولة ومصالحها الحيويّة، لم تعد قابلة للعلاج حتّى بالمُبيدات، لأنّ الأمر تجاوز حدّ الإصابات القليلة للحقول الوطنية الحساسة في الدّولة، إلى حالة المرض العام الذّي يتلف كلّ شيئ.
في هذا الإطار قصّ الصّديق فوضيل بومالة حادثة جرت قبيل عيد الأضحى بأيام، حيث أوقف حاجز أمني مُواطنا جزائريا “يخدم على شَرِّه” بنواحي معسكر، كان يحمل أغناما من الهضاب العليا الغربية ومُتوجها بها إلى الشمال، فأوقف رجل الأمن الشّاحنة المُحمّلة بالأغنام وطلب من السائق تسليمه الفاتورة التّي دفع بها ثمن الأغنام، وإلاّ سيتمّ مُصادرة الشّاحنة بحمولتها..!؟

وبالطبع لم يكن لدى السائق فاتورة، والمّوال لا يبيع الأغنام بالفاتورة! لكن “رجل الأمن” أصرّ على الفاتورة مُهددا بمُصادرة الشّاحنة وحمولتها، فما كان على السّائق إلاّ الاتصال بصاحب الشّاحنة والأغنام، لأنّ هذا السّائق مُجرّد “خدّام حزام”!فقال له صاحب الشّاحنة تصرف مع رجل الأمن بمعرفتك.. المهم، أنّ لا تُصادرَ الشّاحنة والأغنام!
وقتها لاحظ السّائق أنّ رجل الأمن كان مُهتما بالأغنام أكثر من الوثاق، وكان يتفقدّها ويتلمّسُها ويُردّد بلسانه أنّه لم يشتري “العيادة” إلى حدّ السّاعة! فقال له السّائق حتّى أنا لم أشتر “العيادة”!
ثم اختار رجل الأمن أهم كبش في القطيع، وقال للسّائق: “أعطيني هذه “العيادة” وسأطلق سراح الشّاحنة بما فيها!”، فقال السّائق أنا لستُ صاحب الأغنام، لكن دعني اتصل بصاحبها.. وبعد مُكالمة قصيرة، قال له صاحب الأغنام: أعطيه ما يريد!
التفت السّائق لرجل الأمن وقال له خذّ “العيادة” التّي تُعجبك واتركني أمُرّ! فقال له رجل الأمن: “اتفقنا لكن بشرط أن تُوصل العيادة إلى بيتي لأنّه لا يُمكنني أخذ الكبش هُنا في الحاجز الأمني!” فقال له السّائق وأين بيتك؟ فردّ عليه رجل الأمن: “بيتي في سوق أهراس”.. وتخيّلوا هذا السّائق المسكين يُوصل الكبش إلى بيت رجل الأمن، أيّ من ولاية معسكر إلى ولاية سوق أهراس؟!


قال السّائق إنّه لا يُمكنه إيصال الكبش عبر هذه المسافة، فكان ردّ رجل الأمن: “إذا أعطيني حقه، فمثل هذا الكبش سعره في سوق الماشية 80 ألف دينار، ويمكنني أن أبيعه لك ب 70 ألف دينار!
وهكذا باع رجل الأمن للسّائق “ماله” بموافقة صاحب الحمولة، في سبيل إطلاق سراح الشّاحنة!
الحادثة ليست (مُضحِكة مُبكِية) فحسب، بل تعكس التفكّك الذّي وصلت إليه مصالح الدّولة، والمستوى الخطير للفساد في البلاد، والذّي أصبح ينخر كلّ مُؤسسات الدّولة الحيويّة.. والقصّة فيها عبرة لرجال الحُكم لو كانوا يعتبرون!

سعد بوعقبة

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

غزاوي

عندما يبدع الحقد في الخيال !!!؟؟؟

مجرد تساؤل. عندما يبدع الحقد في الخيال !!!؟؟؟ أقسم باله= أن القصة متداولة منذ أكثر من عقد في كثير من أنحاء الوطن، لاسيما الشرقية.

ابو نوووووووووح

هذه هي الجزائر الجديدة التبونية الشنقريحية

كل المستحيلات التي اسمعها دائما على بلد العجزة لا ارى فيها اي غرابة مهما كانت فضاحتها ومهما كانت عظمة منكرها . مثل واحد كاف بان يثبت للعالم ان العجزة في الجزائر لا يفكرون ولا يفقهون ، ونفس المثل يؤكد مدى تعفن العقلية العسكرية المريضة ، المثل يا سادة هو البوليزاريو . هل هناك عاقل في الوجود سيرضى على السخاء والدعم المقدمين من طرف العجزة لهؤلاء الزناديق وبلدهم تئن تحت وطأة الفقر والحرمان . آخر ما قراته على سياسة هؤلاء المرضى ، عاصمتهم الجزائر التي لا يليق العيش فيها بحيث نجدها متصنفة مع عواصم الدول الفقيرة .

غزاي

عندما يبدع الحقد في الخيال !!!؟؟؟

مجرد تساؤل. عندما يبدع الحقد في الخيال والتدليس !!!؟؟؟ أقسم بالله أن القصة متداولة منذ أكثر من عقد في كثير من أنحاء الوطن، لاسيما الشرقية.