أخبار عاجلة

تخوف من تحويل إيران المواجهة مع إسرائيل إلى “حرب استنزاف طويلة”

التضليل الإسرائيلي – الأمريكي المشترك والهجوم الإسرائيلي المفاجئ ضد إيران، هما نجاح باعث على الدوار، لكن محظور أن يدور رأسنا من النجاح. ما الذي نجح، وإلى أين نسير؟ كان لسلاح الجو ولهيئات الاستخبارات أولوية واضحة: لما ألمحت إسرائيل بأن إيران تقترب من إنهاء آلية التفجير النووي، التي تسمى “مجموعة السلاح”، كان يجب تشويش هذا. هذا هو معنى الضربة لمركز البحوث النووية الذي صفي فيه تسعة علماء عملوا في بناء الآلية. ينبغي الافتراض بتضرر منشآت الهندسة الدقيقة المرتبطة بالعملية. هذه أولوية عليا؛ إذ يفترض أن تكسبنا الضربة الوقت.

 

الضربة القاسية لنطنز ستبطئ عملية التخصيب. صفي في الهجوم أيضاً رئيس أركان الجيش، قائد الحرس الثوري وقائد فيلق القدس في الحرس، الذي يشرف على أعمال الميليشيات في العراق ولبنان واليمن. وللسماح بهذه الضربات وغيرها، واستمرار الهجمات، صفيت قمة قيادة سلاح الجو والصواريخ المضادة للطائرات لدى الحرس الثوري وتضررت بطارايات مضادات الطائرات. ولتقليل قدرة الرد ضد إسرائيل، ضرب سلاح الجو بشدة الصواريخ أرض – أرض أيضاً. ومع ذلك، بعد يومين من القتال، فإن معظم منشآت النووي لم تتضرر بعد، والهجمات مستمرة.

إهانة قيادة إيران قاسية للغاية. رد فعل الميليشيات المؤيدة لإيران مفاجئة حتى الآن. فالميليشيات العراقية وحزب الله لا تتعهد بالتدخل، والحوثيون يواصلون أعمالهم كالمعتاد، صاروخ بين الحين والآخر. هذه أيضاً ضربة قاسية للمكانة الإيرانية، وسيكون هناك من سيسأل، لأي غرض استثمرنا فيها هذا القدر الكبير. الرد الإيراني على إسرائيل هو كالمتوقع. من ناحية سياسية، النخبة الحاكمة كلها موحدة من خلف الزعيم الأعلى علي خامنئي، من حيث الرأي أنه يجب الرد بالضرب الشديد، وإلغاء اللقاء الذي كان مخططاً له لليوم مع المندوبين الأمريكيين في عُمان.

 

ما الخيارات الإيرانية؟ الاتجاه الأكثر عقلانية هو البقاء مركزين على إسرائيل وتحويل المواجهة إلى حرب استنزاف طويلة. الفكرة أن إسرائيل تكتوي بحرب استنزاف في غزة، ولا يمكنها الغرق في استنزاف مشابه على مسافة 1500 كيلومتر عن حدودها. إذا ضعفت إسرائيل، فسيعود حزب الله إلى ساحة القتال. بالمقابل، قدرة الامتصاص والصمود الإيراني في الاستنزاف تكاد تكون غير محدودة. رأينا هذا في حرب الثماني سنوات ضد صدام حسين.

 

وبالفعل، حسب معظم التقديرات، فإن نصف حتى ثلثي الشعب في إيران يريدون سقوط النظام. غير أنه “ما دام النفط الإيراني يضخ إلى أسواق العالم فإن الاحتمال بثورة شعبية متدنٍ: الضائقة كبرى، لكن هذه لا تكفي. الحرس الثوري، الشرطة وميليشيا الباسيج يمكنهم قمع كل انتفاضة. لكن، إذا ما ازداد الغضب في أوساط المتطرفين في إيران وهاجمت إيران قواعد الولايات المتحدة في الخليج او منشآت النفط لدول الخليج، او أغلقت مضائق هرمز لخروج النفط وكذا مضائق باب المندب في وجه الملاحة الدولية، فإنها ستخاطر في أن يجبر الأمر إدارة ترامب على التدخل. معقول أن يؤدي هذا إلى انهيار النظام الإيراني.

 

ما هي الخيارات التي أمام إسرائيل؟

 

أولاً، محظور عليها الدخول إلى حرب استنزاف بأي شكل كان. فبعد أن تأجل الاختراق إلى القنبلة وتوصلنا إلى استنتاج بأننا قريبون من الاستنفاد، ينبغي البحث عن كل طريق لوقف النار واستئناف المفاوضات على إغلاق المشروع النووي. نأمل في انهيار النظام وبسرعة. إذا لم ينهر، فإن الخليط الحالي المتمثل بخامنئي مع الرئيس بزشكيان وحكومته، يقيم قيادة قد توافق على وقف النار واستئناف المفاوضات.

 

إذا أصرت إيران على القتال، فربما تعطل إسرائيل تصدير النفط الإيراني بضرب جزيرة خرج. هكذا نجح صدام حسين في فرض وقف نار في 1988 على الخميني. المخاطرة: خطوة كهذه ستدفع إيران إلى التطرف، وعندها سيكون إغلاق المضائق شبه مؤكد. الحكم في طهران سيصمد أمام الضغوط الداخلية المتزايدة، لكن أسعار النفط ستقلع إلى السماء، وكل غضب الغرب وأصدقائنا في الخليج سيوجه ضدها. نأمل بأنه اتفق مسبقاً مع إدارة ترامب بأن الولايات المتحدة في مثل هذه الحالة ستتدخل في القتال أو تفرض وقفاً للنار. وفي هذه الأثناء، لا ننسى المخطوفين الذين يذوون في أقبية حماس في غزة.

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات