استفاق قطاع غزة على مجزرة إسرائيلية مروعة، اقترفتها قوات الاحتلال، وشابهت عدة مجازر ارتكبت خلال الأيام الماضية، بعد استهداف منزل متعدد الطبقات يؤوي عددا من العوائل النازحة في شمال قطاع غزة، الذي يتعرض لعمليات “إبادة جماعية”، فيما سقط عدد من الشهداء في عدة مناطق في القطاع، جراء غارات جوية عنيفة، مزقت أجساد الشهداء خاصة الأطفال.
وأعلنت وزارة الصحة أن جيش الاحتلال ارتكب ثلاث مجازر في القطاع وصل منها للمستشفيات 51 شهيدا و164 مصابا خلال 24 ساعة، وذكرت أن عدد ضحايا العدوان ارتفع إلى 43,603 شهداء و102,929 مصابا منذ 7 أكتوبر من العام الماضي.
مجازر مروعة
وفي مشهد مؤلم في جباليا، وضعت جثامين الضحايا قبل نقلها إلى المشفى وتسجيل أسماء الشهداء، في شارع قريب، وقد لفت ببعض الأغطية، في ظل عدم توفر الأكفان شمالي القطاع، وكان الأهالي الذين هبوا لاستخراج الضحايا من تحت الركام يضعون الجثث التي يجري العثور عليها واحدا تلو الآخر، وقد شوهت أجسادهم وتهشمت رؤوسهم وسالت الدماء منها، من شدة الانفجار الصاروخي الذي أدى لانهيار المبنى، فيما جرى جمع جثامين ممزقة لعدد من الضحايا.
وذكر شهود من المنطقة أنه جرى انتشال الضحايا بإمكانيات بسيطة من قبل الأهالي والجيران، مع استمرار منع جيش الاحتلال الذي يتوغل شمالي القطاع، طواقم الدفاع المدني من العمل.
إلى ذلك فقد تواصلت هجمات جيش الاحتلال على مناطق شمال قطاع غزة، مع استمرار الحصار المحكم الذي تفرضه قوات الاحتلال هناك، والذي يحول دون وصول الطعام أو الدواء للسكان، وذكرت مصادر محلية أن عددا من الشهداء والمصابين سقطوا في قصف إسرائيلي استهدف منطقة التوبة بمخيم جباليا، فيما سقط عدد من الضحايا أيضا جراء قصف إسرائيلي استهدف تجمعًا للمواطنين عند الدوار الغربي في بيت لاهيا.
وفي السياق، أعلنت هيئة شؤون الأسرى أن جيش الاحتلال أعدم بالرصاص ثلاثة أسرى من غزة، وهم كبار في السن، بعد لحظات من الإفراج عنهم، من بوابة موقع “زيكيم” شمال غزة، حيث قام باستهدافهم قرب مسجد الخالدي على طريق البحر شمال غرب مدينة غزة، لافتا إلى أن شهود عيان أكدوا قيام جيش الاحتلال بإطلاق نار مباشر صوبهم.
وقالت حركة حماس معقلة على مجاز الشمال، إن ما يحدث من مجازر وحرب إبادة وحرب تجويع وانتهاكات واسعة لكل القيم والقوانين والأعراف، “يستدعي موقفاً عاجلاً من قادة الدول العربية والإسلامية الذين يجتمعون في الرياض غدا وتحمل مسؤولياتهم بوقف هذه الجرائم”.
استهداف العوائل
وفي مدينة غزة المجاورة، استمرت المجازر الدامية التي طالت المنازل المدنية، واستشهد مدير وزارة التنمية الاجتماعية بمدينة غزة وائل الخور، وعائلته باستهداف منزله في حي الصبرة، ونشر جهاز الدفاع المدني لقطات مؤثرة، لاستخراج الضحايا الأطفال من تحت الركام، وهي عبارة عن أشلاء ممزقة.
وجاء ذلك فيما استمرت عمليات النزوح القسري لسكان أحياء النصر والشاطئ ومنطقة عباد الرحمن والعودة والكرامة، وهي أحياء تقع شمال المدينة، وقريبة من مناطق العمليات العسكرية في جباليا وبيت لاهيا، في إطار خطط الاحتلال لإفراغ شمال غزة، ولجأت هذه العوائل إلى مناطق أخرى جنوب ووسط مدينة غزة، فيما استمرت عوائل في تلك المناطق، رغم التهديد بدخولها البري من قبل جيش الاحتلال في أي لحظة، باعتبار أنه لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة، وقد كان جيش الاحتلال أعلن أن هذه المناطق تعتبر “منطقة قتال خطيرة”.
قصف الوسط والجنوب
أما في وسط القطاع، فقد استمرت الهجمات العنيفة على مناطق شمال مخيم النصيرات، وتعرضت أحياء المفتي والدعوة لقصف مدفعي عنيف، كما تخلل الهجمات قيام قوات الاحتلال المتوغلة على أطراف “محور نتساريم” بإطلاق النار من رشاشات ثقيلة، وسط تحليق مكثف من الطيران الاستطلاعي “كواد كابتر” الذي أطلق النار بشكل متقطع، فيما هاجمت الزوارق الحربية ساحل المخيم، كما شهدت أطراف مخيمي البريج والمغازي الشرقية والقريبة من الحدود هجمات مماثلة.
وفي جنوبي القطاع، استهدفت قوات الاحتلال من جديد المناطق الشرقية لمدينة خان يونس، وقصفت المدفعية بلدت القرارة وبني سهيلا وعبسان، بالتزامن مع إطلاق آليات الاحتلال المنتشرة قرب الحدود رشقات نارية على تلك المناطق.
وجاء ذلك فيما قامت قوات الاحتلال التي تواصل التوغل في مدينة رفح، بشن هجمات على أحياء شرق المدينة، وتحديدا حي الجنينة، ومناطق في الوسط، وعلى حيي تل السلطان والسعودي، والتي تعرضت لقصف مدفعي متقطع، فيما قامت زوارق حربية إسرائيلية بقصف ساحل المدينة.
تعليقات الزوار
لا تعليقات