أخبار عاجلة

مجازر إسرائيلية دامية جديدة في قطاع غزة

صعّدت قوات الاحتلال من هجماتها الدامية ضد قطاع غزة، في اليوم الـ 140 للحرب ضد قطاع غزة، وارتكبت عدة مجازر جديدة، رفعت من عدد الشهداء والمصابين، وأحدثت دماراً كبيراً في المباني والبنى التحتية، رغم الاتصالات الجارية من عدة أطرا ف وسيطة للتوصل إلى هدنة، والتي اصطدمت بالكشف عن خطة جديدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تهدف لاستمرار السيطرة الأمنية على قطاع غزة.

وشنت قوات الاحتلال عدة غارات جوية، خلال الساعات الـ 24 الماضية، ارتكبت خلالها 10 مجازر، وقالت مصادر طبية إن الهجمات أسفرت عن استشهاد 104 مواطنين، بينهم أطفال وعوائل أبيدت بالكامل.

كما أدّت الغارات التي استهدفت عدة مناطق في جنوب ووسط وشمال القطاع، إلى إصابة أكثر من 160 مواطناً بجراح متفاوتة، وأبقت عدداً من الضحايا تحت ركام المنازل المدمرة، حيث لم تستطع طواقم الإسعاف الوصول إليهم، بسبب شدة القصف.

وفي إحدى المجازر التي استهدفت منزلاً لعائلة الغزيز جنوب مخيم النصيرات، وسط القطاع، فجراً، سقط عددٌ من الشهداء، بينهم أطفال، وقالت مصادر محلية إن الغارة أدّت إلى إحداث حفرة عميقة في الأرض، ردم فيها المنزل المدمر بالكامل، ولم تظهر له أي معالم.

وذكرت المصادر أن عدداً من الجيران، علاوة عن سكان المنزل، قضوا جراء القصف.

وحسب مصادر طبية وسط القطاع، فإن غارات أخرى استهدفت ثلاثة منازل أخرى، أدت إلى استشهاد 40 مواطناً من المنطقة، غالبيتهم من الأطفال والنساء.

وكان من بين الغارات استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي لخيام النازحين، المقامة غرب ملعب الدرة في دير البلح، وفي بلدة الزوايدة، وسط القطاع، ما أسفر عن وقوع عددٍ من الشهداء والجرحى.

وقد جرى نقل جثامين الشهداء، والجرحى، إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح.

كما أصيب عددٌ من المواطنين جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في مخيم البريج وسط القطاع.

وكانت قوات الاحتلال جددت اقتحامها، في وقت متأخر من ليل الخميس، لمشفى ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب القطاع، بعد أن كانت قد انسحبت من داخله، وأبقت على حصاره، ومنعت الدخول إليه أو الخروج منه.

كذلك أطلق جنود الاحتلال النار صوب المناطق الغربية لخان يونس، والتي يتواجد فيها النازحون قسراً من الحرب، كما قامت قوات الاحتلال بتدمير منازل سكنية في منطقة الظهرة بمخيم خان يونس.

كما استشهد مواطن، وأصيب آخرون بجروح، جراء استهداف الاحتلال مجموعة من الأهالي شرق مدينة رفح جنوب القطاع.

كما استشهد 8 فلسطينيين وأصيب آخرون بغارات إسرائيلية استهدفت منزلاً لعائلة معمر شرق مدينة رفح.

وقضى أربعة مواطنين، وأصيب العشرات، إثر استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي بالرصاص الحي، مجموعات من المواطنين النازحين على الطريق الساحلي في مدينة غزة.

وجرى نقل هؤلاء إلى مجمع الشفاء الطبي، فيما تؤكد مصادر محلية أن هناك عدداً من المصابين والشهداء لا زالوا في الطرقات، لعدم تمكّن طواقم الإسعاف من الوصول إليهم، مع استمرار عمليات إطلاق النار من جيش الاحتلال على تلك المنطقة.

وجاء ذلك في الوقت الذي كان فيه عدد من المواطنين يريدون النزوح عبر الطريق الساحلي، من مدينة غزة وشمالها إلى مناطق الوسط والجنوب، فراراً من الحرب والجوع، حيث تحرمهم سلطات الاحتلال من المساعدات الإنسانية.

وكانت قوات الاحتلال قامت، منذ أيام، بتنفيذ هجوم بري على حي الزيتون شرق مدينة غزة، وهو ما أجبر سكانه على النزوح لمناطق غرب المدينة.

وذكرت مصادر محلية أن 20 فلسطينياً استشهدوا، وفقد آخرون في سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت شارع خليفة في حي الزيتون.

ونفذ الطيران الحربي الإسرائيلي عدة غارات على مناطق متفرقة في شمال قطاع غزة، فيما نفذت البحرية الإسرائيلية عدة هجمات صاروخية على مناطق متفرقة في القطاع.

إحصائية الحرب

وذكرت آخر إحصائية أن عدد الشهداء في قطاع غزة ارتفع إلى 29410، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، فيما فاق عدد الجرحى الـ 69465، منذ بدء الحرب الدامية ضد القطاع، في السابع من أكتوبر الماضي.

وفي السياق، نشر المكتب الإعلامي الحكومي تحديثاً لأهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة لليوم 140 على التوالي.

وأوضح أن العدوان أسفر عن 36,514 شهيداً ومفقوداً، وذكر أن بين الشهداء 13 ألف طفل، و8800 امرأة، و340 من الطواقم الطبية، و47 من الدفاع المدني، و130 صحفياً.

وأشار إلى وجود 7 آلاف مفقود 70% منهم من الأطفال والنساء، في حين أكد إصابة 69,616 بعدوان الاحتلال.

كما وثق المكتب كذلك 2,573 مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال، مؤكدًا أن 17 ألف طفل يعيشون بدون والديهم، أو بدون أحدهما.

وأشار إلى أن هناك 11,000 جريح بحاجة للسفر للعلاج “إنقاذ حياة وخطيرة”، وأن 10,000 مريض سرطان يواجهون خطر الموت.

كما أعلن عن إصابة 700 ألف مواطن بالأمراض المعدية نتيجة النزوح، فيما هناك 8 آلاف حالة عدوى التهابات الكبد الوبائي الفيروسي بسبب النزوح.

وأشار إلى وجود 60 ألف سيدة حامل مُعرّضة للخطر لعدم توفر الرعاية الصحية، لافتاً كذلك إلى وجود 350,000 مريض مزمن معرضين للخطر بسبب عدم إدخال الأدوية.

وأكد وجود 99 حالة اعتقال من الكوادر الصحية، و10 حالات اعتقال من الصحفيين ممن عرفت أسماؤهم.

وأشار إلى وجود نحو 2 مليون نازح في قطاع غزة، فيما دمر الاحتلال 157 مقراً حكومياً و100 مدرسة وجامعة دمرها الاحتلال بشكل كلي، و304 مدارس وجامعة دمرها الاحتلال بشكل جزئي، كما طال التدمير 208 مساجد دمرها بشكل كلي، و278 مسجداً دمرها الاحتلال بشكل جزئي، و3 كنائس استهدفها ودمرها الاحتلال.

ودمر العدوان كذلك 70,000 وحدة سكنية كلياً، و290,000 وحدة سكنية جزئياً غير صالحة للسكن، فيما أخرج العدوان 31 مستشفى و53 مركزاً صحياً عن الخدمة، واستهدف 152 مؤسسة صحية بشكل جزئي، كما دمر 124 سيارة إسعاف، و200 موقع أثري وتراثي.

وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي أن الاحتلال ألقى 69,000 طن من المتفجرات على غزة، منذ بدء الحرب.

وساطات التهدئة

وجاءت الغارات الجديدة على وقع استمرار اتصالات الوسطاء للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة تنهي الحرب القائمة.

وفي الوقت الذي أنهى فيه وفد قيادي من حركة “حماس” برئاسة إسماعيل هنية لقاءات في العاصمة المصرية، امتدت على مدار ثلاثة أيام، غادر وفد إسرائيلي إلى العاصمة الفرنسية باريس، لعقد لقاءات هناك مع الوسطاء المصريين والقطريين والأمريكيين.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن الوفد توجه لبحث ملف الأسرى، حيث تسود حالة من “التفاؤل الكبير” لدى المستويين السياسي والمهني حيال إمكانية تحقيق اختراق في الاتصالات.

ونقلت عن مصدر مصري مطلع قوله “إن الوسطاء تمكنوا من خفض سقف المطالب لحماس وإسرائيل”، وأن الحركة “أبدت ليونة” في قضية عدد السجناء الذين سيفرج عنهم في المرحلة الأولى من الصفقة، بينما إسرائيل مرنة في مسألة عودة النازحين إلى شمال القطاع.

وكانت حركة “حماس” أعلنت عن اختتام وفدها، بقيادة هنية، زيارة إلى مصر استغرقت عدة أيام لبحث وقف الحرب في قطاع غزة.

وذكرت، في بيان، أن الوفد أجرى عدة لقاءات مع رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل والمساعدين، “حيث تم بحث الأوضاع في قطاع غزة ووقف العدوان الغاشم على شعبنا وعودة النازحين إلى أماكن سكنهم والإغاثة والإيواء، خاصة في شمال القطاع، وسبل تحقيق ذلك”.

وأشارت إلى أنه تم التطرق إلى ملف تبادل الأسرى، وكذلك ما يخطط له الاحتلال في المسجد الأقصى، في ظل قرار حكومة الاحتلال منع أهلنا في الضفة والداخل المحتل الصلاة فيه خلال شهر رمضان.

ورغم الحديث عن وجود تقدم في مفاوضات التهدئة، إلا أن ذلك ترافق مع تهديدات جديدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقطاع غزة.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن نتنياهو قدم للمجلس الوزاري الأمني المصغر وثيقة مبادئ تتعلق بسياسة اليوم التالي للحرب على غزة.

خطة نتنياهو

وذكرت أن وثيقة نتنياهو تتضمن احتفاظ إسرائيل بحرية العمل في كامل قطاع غزة دون حدّ زمني، كما تتضمن أيضاً إقامة منطقة أمنية في القطاع متاخمة للبلدات الإسرائيلية.

وأشارت الهيئة إلى أن وثيقة نتنياهو تنص كذلك على إبقاء إسرائيل على الإغلاق الجنوبي على الحدود بين غزة ومصر، كما تشتمل أيضاً على بند إغلاق وكالة “الأونروا”، وأن تحلّ محلها وكالات إغاثة دولية أخرى.

ويريد نتنياهو كذلك تنفيذ خطة لما يسميه “اجتثاث التطرف” في جميع المؤسسات الدينية والتعليمية والرعاية الاجتماعية في قطاع غزة.

وتشدد الوثيقة على أن إعادة إعمار قطاع غزة لن تكون ممكنة إلا بعد الانتهاء من عملية التجريد من السلاح “وبدء عملية نزع التطرف”، كما تنص الوثيقة على أن “خطط إعادة الإعمار سيتم تنفيذها بتمويل وقيادة دول مقبولة لدى إسرائيل.

وأكدت هيئة البث الإسرائيلية أن وزراء المجلس الوزاري الأمني المصغر لم يصوتوا بالموافقة على وثيقة نتنياهو.

من جهته، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، رداً على خطة نتنياهو، إن “غزة لن تكون إلا جزءاً من الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس”.

وأضاف: “وأي مخططات غير ذلك مصيرها الفشل ولن تنجح إسرائيل في محاولاتها تغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي في قطاع غزة”.

وتابع: “إذا أراد العالم أن يكون هناك أمن واستقرار في المنطقة فعليه إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.

وأكد أن ما يطرحه نتنياهو من خطط الهدف منها هو “استمرار احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية ومنع إقامة دولة فلسطينية”.

من جهتها أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية رفض هذه الخطة بشدة، واعتبرتها  “اعترافاً رسمياً بإعادة احتلال قطاع غزة وفرض السيطرة الإسرائيلية عليه، وخطة لإطالة أمد حرب الإبادة على شعبنا، ومحاولة لكسب المزيد من الوقت لتنفيذ مخطط التهجير”.

كما أكدت أنها تمثل “مناورة مفضوحة لاعتراض وإفشال الجهود الأمريكية والدولية المبذولة لربط ترتيبات وقف الحرب والإفراج عن الأسرى والرهائن بحل الصراع وتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض”.

وأشارت إلى أن “مبادئ نتنياهو” تفسّر سبب عدائه واستبعاده للسلطة الفلسطينية الشرعية، وتكشف عن حقيقة موقفه الرافض للدولة الفلسطينية والحلول السياسية للصراع، واختياره للحروب ودوامة العنف لإطالة أمد وجوده واليمين في الحكم.

وطالبت الخارجية الفلسطينية، في ذات الوقت، الإدارة الأمريكية والدول الغربية بـ “سرعة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ودعم حصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والبدء بترتيبات دولية لعقد مؤتمر دولي للسلام يفضي لإنهاء الاحتلال، ويمكّن شعبنا من ممارسة حقه في تقرير المصير بحرية وكرامة على أرض وطنه ودولته، كما جاءت في قرارات الشرعية الدولية”.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات