هدد زعيم جماعة “أنصار الله” اليمنية، عبد الملك الحوثي، بمزيد من التصعيد في عملياتهم البحرية، في حال لم يتوقف العدوان على غزة ورفع الحصار.
وأعلنت الجماعة، الثلاثاء، أنهم استهدفوا منذ 19 نوفمبر/ تشرين الثاني حتى 6 فبراير/ شباط، 27 سفينة، منها ثلاث سفن مملوكة لإسرائيل، و10 سفن أمريكية منها بارجات حربية، و3 سفن بريطانية، و10 سفن كانت متجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة، بالإضافة إلى تغيير عدة سفن مسارها استجابة لتحذيرات ونداءات البحرية اليمنية، وفق موقع قناة المسيرة الناطقة باسم الجماعة. وقال عبدالملك الحوثي، في خطاب متلفز، أمس الثلاثاء، في الذكرى السنوية لمؤسس الجماعة: “إنني أحذرهم وأقول إن عليهم أن يوقفوا عدوانهم على غزة، وأن يكفوا عن حصارهم وإلا فسوف نسعى إلى التصعيد أكثر فأكثر”. وأكد استمرار أنشطتهم في تعبئة عسكرية وعامة، وقال: “سيواصل شعبنا العزيز كل أنشطته في إطار موقفه الحق والمشرف من تعبئة عسكرية وعامة”.
واتهم الأمريكيين بتمويه بعض سفنهم خلال عبورهم في البحر. وقال: “الجانب الأمريكي يحاول أن يموه حركته في البحر، ووضع على بعض سفنه علم مارشال، وهي دولة مغمورة في آخر الدنيا، وأصبح يتهرّب في البحر”.
وانتقد ما اعتبره موقف بعض الأنظمة العربية “الذي لم يصل إلى مستوى الإدانة الصريحة الواضحة لما تفعله إسرائيل”.
وكان الناطق العسكري باسم الجماعة، العميد يحيى سريع، قد أعلن صباح الثلاثاء، عن استهداف قواتهم في البحر الأحمر سفينتين أمريكية (ستار ناسيا) وبريطانية (مورنينق تايد) بصواريخ بحرية مناسبة، وأكد أن “الإصابات كانت دقيقة ومباشرة”.
واعتبر أن ذلك يأتي “انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني، وضمن الرد على العدوان الأمريكي البريطاني على بلدنا”.
وأكد استمرار “القوات المسلحة اليمنية بتنفيذ المزيد من العمليات العسكرية النوعية ضد كافة الأهداف المعادية الأمريكية والبريطانية في البحرينِ الأحمرِ والعربي، وذلك ضمنَ حق الرد المشروع على العُدوان، ودفاعاً عن اليمن”.
كما أكد استمرار عملياتِهم العسكريةِ “في البحرين الأحمرِ والعربي ضد الملاحة الإسرائيلية أوِ المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، حتى رفع الحصارِ وإيقاف العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
وجاء بيان الحوثيين بعد ساعات من إعلان هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية عن استهداف سفينة على بعد 50 ميلاً بحرياً جنوب عدن. وقالت في بيان على موقعها الإلكتروني إن الربان أبلغ عن وقوع انفجار بالقرب من السفينة.
كما أعلنت الهيئة البريطانية عن استهداف سفينة أخرى على بعد 57 ميلاً بحرياً غرب الحديدة. ونقلت عن الربان قوله إنه تم إطلاق مقذوفات على سفينته، ومرت فوق سطح السفينة، ما تسبب بأضرار طفيفة لنوافذ الجسر، مؤكداً أن السفينة والطاقم آمنون.
وأعلنت هيئة الأمن البحري البريطانية (إمبري)، فجر الثلاثاء، أن سفينة شحن تملكها شركة بريطانية تعرضت لأضرار طفيفة، إثر هجوم بطائرة بدون طيار حاولت استهدافها أثناء إبحارها قبالة سواحل اليمن، وقالت إن السفينة التي ترفع علم باربادوس “تعرضت لأضرار طفيفة على ميسرتها”، من دون وقوع إصابات.
تواصل القصف الأمريكي
إلى ذلك، قالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التابعة للحوثيين إن “العدوان الأمريكي البريطاني شن، أمس الثلاثاء، ثلاث غارات على محافظة صعدة (شمال)”. ونقلت عن مصدر أمني أن الغارات استهدفت شرقي المدينة.
فيما أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، أمس، أنها نفذت، الإثنين، في حوالي الساعة 3:30 مساءً (بتوقيت صنعاء)، “ضربة دفاعاً عن النفس ضد زورقين مفخخين غير مأهولين للحوثيين”.
وقالت في منشور لها على منصة إكس: “حددت القوات الأمريكية الزورقين المفخخين في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، وقررت أنهما يمثلان تهديداً وشيكاً لسفن البحرية الأمريكية والسفن التجارية في المنطقة”.
فيما قال عضو المكتب السياسي لجماعة “أنصار الله” (الحوثيون)، علي القحوم، في منشور على منصة إكس، الثلاثاء، إن “تصعيد أمريكا وبريطانيا واستمرارهما في العدوان على اليمن يوسع الصراع في المنطقة، وهما يتحملان مسؤولية ذلك، لا سيما وسلوكهما الإجرامي مستمر”.
كما نفى الحوثيون أي تهديدات للكابلات البحرية للإنترنت في مضيق باب المندب.
ونقلت جمعية الإنترنت العالمية- فرع اليمن في بيان عن مصدر في وزارة الاتصالات في حكومة الجماعة، نفيه لأي تهديدات على الكابلات البحرية.
وكانت وسائل إعلام نشرت أخباراً مفادها أن الحوثيين يهددون باستهداف كابلات الإنترنت البحرية في مضيق باب المندب.
العمل من الداخل
على الصعيد الحكومي، ناقش مجلس القيادة الرئاسي، برئاسة رشاد العليمي، أمس الثلاثاء، في اجتماع في الرياض، “تطورات الأوضاع الاقتصادية، والمعيشية، والسياسية، والأمنية والعسكرية”، مشدداً “على أهمية انتظام رئيس وأعضاء الحكومة، وكافة قيادات مؤسسات الدولة في العمل من الداخل، والتعاطي العاجل مع هموم المواطنين واحتياجاتهم أولاً بأول في مختلف المجالات”.
وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي قد أصدر، الإثنين، قراراً بتعيين أحمد بن مبارك رئيساً للوزراء خلفاً لمعين عبد الملك، الذي عُين مستشاراً لرئيس لمجلس القيادة.
وذكرت وكالة الأنباء الحكومية أن مجلس القيادة “أكد التزامه بدعم جهود الحكومة، وتيسير ممارسة اختصاصاتها بكامل صلاحياتها لتخفيف المعاناة الإنسانية التي صنعها الحوثيون، وتحقيق تطلعات الشعب اليمني في استعادة مؤسسات الدولة، والأمن والاستقرار والسلام”.
وبحسب الوكالة الرسمية، فقد “استمع المجلس إلى إحاطة من وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري حول مستجدات الشأن العسكري، ومستوى تنفيذ القرارات والخطط الدفاعية، بما في ذلك ردع تصعيد الحوثيين، وتوحيد القيادة والسيطرة لكافة وحدات القوات المسلحة، والتشكيلات العسكرية المنضوية ضمن تحالف الحكومة الشرعية تحت إمرة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة، وبما يحقق تكامل القوات تحت هيكل قيادة وطنية موحدة وفقاً لما نص عليه إعلان نقل السلطة”.
في ذات السياق، أكدت الحكومة اليمنية المعترف بها أن “دعم قواتها على الأرض هو السبيل الأمثل لاستعادة الدولة وتأمين ممرات وطرق الملاحة العالمية”.
أكد ذلك وزير الدفاع، الفريق الركن محسن الداعري، خلال لقائه اليوم بالرياض، السفير الأمريكي لدى اليمن، ستيفن فاغن.
وطبقاً لمصادر رسمية، فقد بحث الجانبان “مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية”.
وذكرت وكالة الأنباء الحكومية أن “اللقاء تطرق إلى تطورات الأوضاع في البحر الاحمر وخليج عدن وتهديد طرق الملاحة الدولية وتصعيد الحوثيين على كافة المستويات”.
تعليقات الزوار
لا تعليقات