أخبار عاجلة

نصرالله: اغتيال العاروري جريمة كبيرة و”بيننا وبينكم الميدان والليالي”

أعاد أمين عام حزب الله حسن نصرالله، اليوم الأربعاء، التذكير ضمناً بوعد المقاومة بالرد على أي اغتيال على الأرض اللبنانية يطال لبنانيا او فلسطينيا أو سوريا أو إيرانيا. وقال تعليقاً على اغتيال صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في الضاحية الجنوبية، “المقاومة وعدت والجريمة كبيرة وخطيرة ولا يمكن السكوت عليها والأمر لا يحتاج إلى كثير من الكلام، ولن تبقى من دون رد وعقاب”، ساخراً من الكلام الإسرائيلي عن أن تل أبيب لم تقصد حزب الله بقوله “هذا الكلام “يمرق (ينطلي) على الأطفال وهو كلام جبناء وبيننا وبينكم الميدان والأيام والليالي”.

 

وأعلن أمين عام حزب الله، في الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، أن الحزب ليس خائفاً من الحرب، ورد على التهديد والتهويل بجملتين: “الأولى نحن حتى الآن نقاتل في الجبهة بحسابات مضبوطة ولكن إذا فكّر العدو بحرب على لبنان سيكون قتالنا بلا سقوف وبلا قواعد وبلا ضوابط، رجالنا وصواريخنا وتهديدنا وكل ما ذكرناه في السنوات الماضية لسنا خائفين من الحرب، وجاء الأمريكيون والفرنسيون والبريطانيون، هل توقفنا وتراجعنا؟ من يفكّر بالحرب معنا سيندم. والحرب معنا ستكون مكلفة جداً جداً، فإذا شُنت الحرب على لبنان فإن المصالح الوطنية أن نذهب بالحرب إلى النهاية بلا ضوابط”.

 

وقال نصرالله “عندما فتحنا الجبهة في 8 تشرين الأول/أكتوبر إسناداً لأهلنا المظلومين في غزة، هذا الدخول الصادق والمخلص، قرارنا بالدخول واءم بين الرؤية الاستراتيجية والمساندة وبين مراعاة المصالح الوطنية اللبنانية وذهبنا إلى هذه الصيغة من القتال حيث نفّذنا مئات العمليات وحققنا العديد من المكاسب والانجازات في الميدان. ولكن هناك ما هو أعظم وهو ما انكشف من نقاشات حكومة العدو، الإسرائيلي جن وباتت لديه حالة غضب”، مشيراً إلى “أن الحرب على لبنان منعها أمران، الأول هو فتح حزب الله الجبهة الأمر الذي أسقط على اسرائيل عنصر المفاجأة بعدما استنفرنا كل قدراتنا، والثاني هو قوة المقاومة في لبنان وثباتها وجرأتها وأن الحرب مع لبنان قد تكون مكلفة وباهظة وأهم رسالة أرسلتها المقاومة أنها مقاومة شجاعة جريئة لا تهاب أحداً وليست مردوعة وليست لديها أي حسابات تمنعها من الدفاع عن شعبها”. واستشهد بكلام جنرال إسرائيلي قال لنتنياهو “إياكم أن تفتحوا جبهة مع لبنان”. وسأل “لماذا لم تعلن إسرائيل الحرب على لبنان؟”.

وتطرق نصرالله إلى عملية “طوفان الأقصى”، معتبراً أنها “زلزلت إسرائيل ووضعتها على طريق الزوال الذي سنشهده إن شاء الله ولن يستطيع أن يحميها أحد وعلى العروش العربية أن تحفظ نفسها في البداية”، ورأى أن “ما حصل في غزة أثبت أن النظام الدولي والمؤسسات الدولية والمجتمع الدولي ليس قادرًا على حماية أي شعب وهذا عبرة لنا جميعاً”، مستهجناً “مطالبة البعض في لبنان لحزب الله بتسليم السلاح والاعتماد على القرارات الدولية وحماية المجتمع الدولي”، وقال “لم تعد القصة خلافاً في وجهات النظر بل عمى قلب وعمى بصيرة ومن يحميك هو قوتك وصواريخك وحضورك في الميدان”.

 

ورأى “أن التجلّي الأهم لمحور المقاومة والتحدي الأخطر كان في هذه الأشهر القليلة الماضية في موضوع طوفان الأقصى، وقد قامت حركات المقاومة بخطوات مهمة باستهداف الكيان الصهيوني والقواعد الأمريكية لكن الخطوة النوعية هي التحدي في البحر الأحمر فهي خطوة شجاعة وعظيمة ومؤثرة إلى أبعد الحدود”. وقال “عندما نرى حجم النتائج والإنجازات التي تحققت حتى الآن وأضفنا إليها ما يمكن أن يتحقق لاحقاً عندها سندرك وسنزداد تسليماً ورضى بحجم التضحيات في كل الساحات”.

وأكد نصرالله أن “من نتائج عملية طوفان الأقصى إعادة إحياء القضية الفلسطينية بعد أن كانت تُنسى وتُصفّى وفرض البحث من جديد في كل أنحاء العالم عن حلول، وأثبتت عملية طوفان الأقصى أن هذا الشعب الفلسطيني لا يمكن أن ينسى شعبه ومقدساته وتاريخه، وأظهرت العملية ارتفاع مستوى التأييد لخيار المقاومة داخل الشعب الفلسطيني وعلى مستوى الأمة، وأسقطت صورة إسرائيل في العالم على أنها دولة القانون والديمقراطية والتي تحترم حقوق الإنسان وهي اليوم في نظر شعوب العالم قاتلة الأطفال والنساء وقاهرة ومرعبة للمدنيين وصاحبة أكبر إبادة جماعية، ولهذه النتيجة تأثير كبير على معادلات الصراع في المنطقة”. كما “وجّهت طوفان الأقصى ضربة قاصمة لمسار التطبيع، ووضحت للعالم أن إسرائيل لم تحترم أي قرار دولي، وأدت إلى تهشيم الردع الاسرائيلي الذين قالوا إنهم يعملون لإعادة ترميمه وأنهت التفوق الاستخباراتي وسلاح الطيران وأظهرت انعدام الثقة داخل الجيش الاسرائيلي، فيما المقاومة في لبنان عندما فتحت الجبهة في 8 تشرين الأول/أكتوبر لم تكن مردوعة وهي اليوم أكثر جرأة واستعداداً للإقدام”، مضيفاً “أن العدو الاسرائيلي لن يستطيع تحقيق أهداف الحرب، وإسرائيل كيان مصطنع وصلة شعبها بهذه الأرض قائمة على الأمن وعندما يفتقد الصهاينة الأمن ينتهي الأمر ويجمعون حقائبهم ويرحلون وهذا هو المشهد الآتي، وأرض فلسطين من البحر إلى النهر هي فقط للشعب الفلسطيني”.

 

وكان نصرالله استهل كلمته بالتبريك والتعزية في الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني والقائد أبو مهدي المهندس في احتفال أقيم في “مجمع سيد الشهداء” في الضاحية، كما توجّه بالتبريك والتعزية “بأخينا القائد الكبير العزيز الشيخ صالح العاروري والذين استشهدوا بالأمس في عدوان صهيوني فاضح في الضاحية الجنوبية لبيروت في ليلة استشهاد القائدين سليماني والمهندس”، وقال “الشيخ صالح هذا القائد الجهادي الكبير أمضى شبابه وعمره في الجهاد والمقاومة والعمل والقتال والأسر والهجرة والجهاد وختم الله بهذه العاقبة الحسنة”.

واعتبر “أن قاسم سليماني الشهيد يخيف قوى الاستكبار أكثر من قاسم سليماني الحي ولذلك يلاحقونه حتى ضريحه ونحن نراه في كل ساحاتنا وهو حاضر اليوم في هذه المعركة بقوة، وكان نهجه دعم حركات المقاومة وتجهيزها عدة وخبرة وتصنيعاً”. وأوضح “أن محور المقاومة ليس على شاكلة غيره من المحاور برئاسة شخص يدير ويعطي الأوامر بل هو محور يلتقي على رؤية استراتيجية واضحة”، مشيراً إلى “أن حركات المقاومة ليست أدوات بل تتصرف بقرارها وهي التي تفتح الجبهة أو تغلقها انسجاماً مع الرؤية الاستراتيجية ومواءمة مع الملاحظات الوطنية”، ولفت إلى أنه “في تجربة محور المقاومة لا يوجد عبيد ولا يوجد إلا السادة الشرفاء الذين يصنعون النصر لأمتهم، وإن الصمود الأسطوري في سوريا واليمن هو من بركات هذا المحور وهذا النهج”.

 

 

 

 

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات