تفاعلت قضية اختطاف ضابط إسرائيلي لرضيعة فلسطينية ونقلها إلى داخل دولة الاحتلال بعد استشهاد ذويها في منزل العائلة في غزة.
إذ اعتبرت الخارجية الفلسطينية في بيان أن «اختطاف الجيش الإسرائيلي رضيعة من قطاع غزة دليل على ارتكاب أبشع الجرائم بحق المدنيين دون رقابة أو محاسبة».
وأضافت: «هذا الأمر يعمق لدينا القناعة بأن جيش الاحتلال يرتكب أفظع جرائم الإبادة والتنكيل والقتل المباشر والاختطاف بحق المدنيين العزل في قطاع غزة دون حسيب أو رقيب، والتي كشف جزء منها وبقيت أجزاء أخرى كثيرة لم تعرف حتى اللحظة».
وتابعت الوزارة: «هذه الجريمة تثير عدداً من الأسئلة التي تتعلق بهذه الجريمة المؤلمة وغيرها، خاصة بعدم وجود تأكيدات بأنها ليست الأولى وقد لا تكون الأخيرة التي تحدث في قطاع غزة».
وتساءلت: «ما هي الطريقة التي تم فيها نقل الرضيعة من قطاع غزة إلى داخل إسرائيل؟ وكيف تم تهريبها أو نقلها بشكل علني بمعرفة عديد الجنود والضباط والقادة المسؤولين عن هذا الجندي؟ وما هو الوضع الصحي للطفلة؟ وهل كانت مصابة أم لا؟ وما هو مصير أسرتها؟».
كما تساءلت الوزارة باستنكار: «لماذا لم يتم الإعلان عن هذه الجريمة من قبل المؤسسات الرسمية الإسرائيلية؟ وأين توجد (الرضيعة) الآن وما هو مصيرها؟»
وطالبت السلطات الإسرائيلية «بتسليم الرضيعة فوراً للسلطة الوطنية الفلسطينية».
وكشف جندي إسرائيلي أول أمس النقاب عن أن ضابطا في الجيش صديقا له اختطف رضيعة فلسطينية من قطاع غزة، بعد استشهاد عائلتها.
وبشأن الواقعة ذاتها، تحدث صديق آخر للضابط المذكور، عن أن الأخير نقل الرضيعة الفلسطينية إلى مستشفى في إسرائيل، دون ذكر اسم المستشفى.
وكشف الجندي شاحار مندلسون عن حادثة الخطف خلال حديثه لإذاعة الجيش الأحد، عن صديقه الضابط في لواء غفعاني هارئيل إيتاخ الذي قتل في معارك شمال قطاع غزة في 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وردا على سؤال بشأن الرضيعة الفلسطينية، قال مندلسون: «لقد تحدث (ايتاخ) مع أحد الأصدقاء خلال فترة خدمته في غزة وقال له إنه في أحد المنازل التي دخل إليها سمع صوت بكاء رضيعة وإنه قرر إرسالها إلى إسرائيل».
ولم يوضح الجندي موقع المنزل الذي وجد فيه إيتاخ الطفلة الفلسطينية في قطاع غزة.
وردا على سؤال إن كان الجندي وجد الرضيعة تبكي وقرر إرسالها إلى إسرائيل، رد مندلسون: «لقد جلبها إلى إسرائيل».
وبشأن ما إذا كانت عائلة الرضيعة قد قتلت على الأرجح في قصف إسرائيلي ولم يكن أحد في محيطها، رد مندلسون: «صحيح».
ولم يوضح الجندي أو إذاعة الجيش الإسرائيلي مصير الرضيعة الفلسطينية.
«هل يريدون من الأطفال أن يصبحوا جنودا في الجيش في المستقبل، أم يبيعونهم أعضاء بشرية لمافيات دولية؟!»، هكذا تساءل بكر التركماني منسق التحقيقات في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان.
وأكد لـ «القدس العربي» أن ما يحدث حاليا مع أطفال قطاع غزة هو جريمة جديدة ينفذها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، تضاف إلى سجل الجرائم التي تنفذ في الظلام، وتحت القصف وبعيدًا عن وسائل الإعلام».
ويتابع: «كيف يتم اختطاف الأطفال والمواليد الأحياء من غزة، ولا يعرف مصيرهم ولا أعدادهم؟!»، تساءل الحقوقي وهو يستطرد حديثه من خلال التذكير بأحداث قضية اختفاء ألفي طفل يمني بأيادٍ إسرائيلية في القضية المعروفة» ببساط الريح»، أو «الأطفال اليمنيين»، ولا يعرف مصيرهم إلى الآن.
فيما قال الناشط الحقوقي الفلسطيني تيسير عبد الله: «علينا أن نحتفظ – نحن الفلسطينيين- بجميع المواد الإعلامية من صور، ومرئيات وأسماء، وصرخات، واختطاف وتدمير، وسحق أطفالنا، وتفاصيل صغيرة وكثيرة للإبادة الجماعية في غزة عامي 2023 – 2024».
وشدد لـ «القدس العربي» أنه «لا بد أن نصنع من تلك المواد الإعلامية روايتنا الفلسطينية العابرة للحدود في متحف عالمي يخلد ذكرى أبشع مجزرة عرفها التاريخ الحديث».
وعن دور المسؤول عن تنفيذ هذه المبادرة (حفظ المواد الإعلامية)، يكمل أن هذه «المهمة يجب أن تقع على عاتق السلطة الفلسطينية بإمكاناتها، وبتكليف فريق منها منذ الآن، بهدف الجمع والتوثيق وتقديم الرؤية المناسبة لتخليد هذه الجريمة الإنسانية».
واستطرد قائلاً: «مع وصول عدد الشهداء إلى ما يفوق الـ 25 ألف شهيد، فعلى الفلسطينيين أن يوثقوا هذه الجريمة الكبرى لتبقى حاضرة في أذهان الجميع لأن الشعب الفلسطيني هو الضحية الحقيقية في هذا العالم».
ومن واقع الحدث يقول عبيدة الظاظا، شاهد عيان لجريمة اعتقال زوجته هديل الدحدوح: إن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقل ولديهما الطفلين زين 6 أشهر، ومحمد 4 سنوات.
ويروي شهادته لـ «القدس العربي»، «زوجتي هي التي ظهرت حينما اعتقل الجيش الإسرائيلي المواطنين في العربة الكبيرة، وكشفوا عن شعرها».
ويضيف «اعتقلهم جيش الاحتلال من منزلنا في حي الزيتون رغما عنهم، وقاموا بربط يدي زوجتي، وعصب عينيها، وأخذهم إلى جهة مجهولة».
وبسؤاله عن مكان اعتقالها مع أولادها قال: «الجيش الإسرائيلي ذهب بهم إلى جهة مجهولة ولا أعرف عنهم أي معلومة، ولا أعلم عنهم الآن أي شيء».
تعليقات الزوار
لا تعليقات