أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتطور العلاقات بين موسكو وطهران خلال استقباله اليوم الخميس في الكرملين نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، في وقت يثير فيه التعاون المتنامي بين البلدين خصوصا في المجال العسكري مخاوف الغرب والولايات المتحدة التي تتهم طهران بتزويد روسيا بمسيّرات تستخدمها في حربها على أوكرانيا.
وقال بوتين في مستهلّ اللقاء الذي بثه التلفزيون الروسي "علاقاتنا تتطور بشكل جيد جدًا"، متحدثًا عن مشاريع بنى تحتية كبيرة مشتركة وتعاون في مجال الطاقة وكلّ المجالات تقريبًا. وحضر وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو الاجتماع وكذلك نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك.
وأشار إلى أن موسكو وطهران ستوقعان "في الأيام الأخيرة من ديسمبر/كانون اتفاقًا لإنشاء منطقة تجارة حرة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي الذي ترأسه موسكو ويضم جمهوريات سوفييتية سابقة.
ودعا رئيسي نظيره الروسي الذي زار الإمارات والسعودية الأربعاء إلى زيارة طهران وقبل بوتين الدعوة، من دون الإعلان عن موعد لهذه الرحلة. وكان بوتين زار طهران للمرة الأخيرة في يوليو/تموز 2022 وعقد قمة مع رئيسي ونظيرهما التركي رجب طيب إردوغان.
وقال الرئيس الإيراني الذي يُتهم بلده بتزويد موسكو بطائرات مسيّرة هجومية تستخدمها في حربها ضد أوكرانيا "نرى أن التفاعل مع بلدنا الصديق روسيا قد تقدم بشكل جيد في السنوات الأخيرة".
واتهم في بداية محادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الغرب بدعم "الإبادة الجماعية" التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة.
وتدعم إيران حماس في حربها مع إسرائيل. ولروسيا علاقات بجميع الأطراف الرئيسية في المنطقة ومنها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية وإسرائيل التي أغضبتها موسكو باستضافتها وفدا من حماس في أكتوبر/تشرين الأول.
ويقول محللون إن الصراع ساعد روسيا في إلهاء العالم بعيدا عن الحرب في أوكرانيا وجعل موسكو تتحالف مع دول نامية تضامنا مع الفلسطينيين.
وقال بوتين إن مشهد المعاناة والأطفال الملطخين بالدماء في غزة "يجعل عيونكم تذرف الدمع"، لكن الحكومات الغربية تقول إن مثل هذه التصريحات منافقة لأن القوات الروسية قتلت آلاف المدنيين في أوكرانيا.
وتقول روسيا والدول العربية إن الغرب يكيل بمكيالين بدعمه القصف الإسرائيلي وحصار غزة بينما يتهم روسيا بارتكاب جرائم حرب، بينما قالت إسرائيل في السابق إن مزاعم الإبادة الجماعية تثير الأسى وإن أفعالها تستهدف حماس وليس المدنيين.
وإيران عدو لدود للولايات المتحدة، وهي في ذلك مثل كوريا الشمالية التي التقى زعيمها كيم جونغ أون مع بوتين في أقصى شرق روسيا في سبتمبر/أيلول. وبوسع طهران تزويد موسكو بالعتاد العسكري لحربها في أوكرانيا حيث تستخدم روسيا على نطاق واسع الطائرات الإيرانية المسيرة.
وقال الكرملين الشهر الماضي إن روسيا وإيران تعملان على تطوير العلاقات "بما يتضمن مجال التعاون العسكري التقني"، لكنه امتنع عن التعليق على إشارة البيت الأبيض إلى أن إيران ربما تفكر في تزويد روسيا بصواريخ باليستية.
ووصف جون كيربي، المتحدث باسم البيت الأبيض الأربعاء العلاقة العسكرية المزدهرة بأنها "مثيرة للقلق" وقالت السلطات الإيرانية إن التعاون العسكري مع روسيا يتوسع يوما بعد الآخر.
وأعلنت إيران الشهر الماضي عن وضع اللمسات الأخيرة لترتيبات تزويد روسيا لها بطائرات مقاتلة من طراز سوخوي - 35 وطائرات هليكوبتر هجومية من طراز ميغ - 28 وطائرات ياك - 130 لتدريب الطيارين.
تعليقات الزوار
لا تعليقات