أخبار عاجلة

الجيش الإسرائيلي هدنة في غزة وتصعيد في الضفة

 قتل أربعة فلسطينيين، بينهم طفلان، برصاص القوات الإسرائيلية في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة، في حين يشهد قطاع غزة هدنة مؤقتة بين إسرائيل وحركة حماس وسط جهود دولية لتمديدها، بينما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده ستستأنف حربها بعد انتهاء عمليات تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية "استشهاد الطفل آدم سامر الغول (8 أعوام) والطفل باسل سليمان أبو الوفا (15 عاما) برصاص الاحتلال في جنين" وفق وكالة الأنباء الرسمية (وفا).

وبعد ساعات أفادت الوكالة بأن فلسطينيين آخرين هما محمد جمال زبيدي ووسام زياد حنون من مخيم جنين "استشهدا خلال عدوان الاحتلال" وأضافت أن "قوات الاحتلال اختطفت جثتيهما" وذكرت مصادر طبية في جنين أن 6 فلسطينيين أصيبوا في العملية الإسرائيلية وصفت جراحهم بالطفيفة.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن زبيدي وحنون قُتلا "خلال نشاط مشترك لمكافحة الإرهاب بين جيش الدفاع الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" وشرطة الحدود الإسرائيلية في مخيم جنين".

وتابع أن زبيدي كان ناشطا بارزا في الجهاد الإسلامي وأحد الإرهابيين المحوريين في مخيم جنين،مضيفا أنه كان ضالعا في نشاط إرهابي واسع النطاق ونفذ هجمات إطلاق نار ودعم هجمات إرهابية أخرى.

وقال نضال عبيدي رئيس بلدية جنين في وقت سابق من اليوم الأربعاء إن الجيش الإسرائيلي "أعلن مدينة جنين ومخيمها منطقة عسكرية مغلقة"، لافتا إلى أن القوات الإسرائيلية "تحاصر عددا من مستشفيات المدينة بما فيها المستشفى الحكومي، وسط سماع أصوات الرصاص والانفجارات وتجريف للبنية التحتية".
وأضاف "التجريف والتخريب للشوارع والبنية التحتية بات أمرا اعتياديا في كل مرة يقتحم الجيش المدينة والمخيم"، موضحا أن القوات "اعتقلت عددا من السكان".
وأفاد شهود عيان بأن قوات كبيرة من جيش الاحتلال ترافقها جرافات اقتحمت المدينة من عدة محاور وداهمت عدة أحياء ونشرت قناصتها على أسطح عدد من البنايات المرتفعة وفرضت حصارا على مخيم جنين من الجهات كافة.
وقال الشهود إن اشتباكات مسلحة اندلعت بين الجيش وفلسطينيين في منطقة "دوار السينما" وحي الجابريات في جنين وكذلك في المخيم.

وتخشى مادلين صبّاغ الحامل في شهرها السابع من تواصل أعمال العنف المستمرة منذ سنوات لأجيال مقبلة بعد أن كان زوجها من بين آخر من قُتلوا.

وتجلس المرأة عند نافذة تطل على مخيم جنين البالغ الاكتظاظ وتقول إنها توقفت عن الأكل منذ مقتل زوجتها إثر إصابته في القلب في وقت سابق هذا الشهر.

وتوضح العائلة أن محمد صباغ (30 عاما) كان يقف بجانب شقيقه أمام النافذة نفسها خلال عملية دهم للقوات الإسرائيلية، عندما أصيب برصاص قناص وللزوجين ثلاثة أولاد. وقالت صبّاغ (24 عاما) "بالتأكيد كأم، أخشى على سلامتهم"، مضيفة "هم أطفالي وأنا والدتهم. لكن الآن أنا أمهم وأبوهم".

وتعتاش العائلة من صالون تجميل كان في أوقات أفضل يستضيف حفلات أعراس، لكن النوافذ أصبحت الآن مثقوبة بالرصاص.

وقُتل مئات الفلسطينيين، من بينهم مسلحون ومارة وأطفال هذا العام خلال عمليات دهم إسرائيلية في جنين، التي طالما اعتبرت معقل الفصائل الفلسطينية المسلحة.

وتصاعدت وتيرة العنف في أنحاء الضفة الغربية إثر هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول على الدولة العبرية وما أعقبه من حملة عسكرية إسرائيلية ضد الحركة الفلسطينية وعائلة صبّاغ واحدة من العديد من العائلات التي قتل أقارب لها، غالبيتهم من الرجال، في جولات عنف سابقة.

وتتحمل نساء تلك العائلات التداعيات طوال حياتهن، ويتردد صدى ذلك عبر الأجيال وتقول إيمان صبّاغ والدة محمد "هذه ليست حياة، من استشهدوا هم المحظوظون والمباركون".

وكان مخيم جنين مركز الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي والمعروفة بالانتفاضة الثانية في مطلع الألفية الثانية وفي 2002 حاصر الجيش الإسرائيلي المخيم لأكثر من شهر وسط قتال شرس، سوّيت فيه مئات المنازل بالأرض فيما قتل 52 فلسطينيا و23 جنديا إسرائيليا وتغطي صور شبان فلسطينيين قتلوا في معارك ضد القوات الإسرائيلية جدران المخيم المنخورة بالرصاص.

وبينما كان أولاد عائلة صبّاغ يلهون، لم يكترثوا لسماع رشقات نارية أطلقت في جنازة شاب يبلغ 21 عاما توفي متأثراً بجروح أصيب بها في عملية إسرائيلية مؤخرا.

وقال العديد من أهالي جنين إن سنوات من أعمال العنف كان لها تداعيات كبيرة على المجتمع وخصوصا في ما يتعلق بالصحة العقلية.

وقالت مجد أبوسلامة التي تعمل لدى مركز محلي للنساء إن "معظم الأطفال لا يستطيعون النوم ليلا وكذلك أمهاتهم لأن الأطفال يصرخون كلما دوت صفارات الإنذار"، مضيفة "عندما تسير في المخيم لا ترى إلا أطفالا".

وتابعت "الأمر يؤثر علينا لأننا نخسر المعيلين ولا يبق سوى كبار السن، فيما أبناؤهم الأصغر إما غادروا المخيم وإما استشهدوا".

واحتلت إسرائيل الضفة الغربية في حرب 1967 ومحادثات السلام مع القادة الفلسطينيين في حكم الميتة منذ سنوات وحمل بعض الفلسطينيين السلاح ضد القوات الإسرائيلية مثل يامن جرار البالغ 16 عاما الذي قتل في 3 نوفمبر/تشرين الثاني ووضعت عشرات الصور للفتى إلى جانب سريره الفارغ.

وقالت والدته جيهان جرار إن ابنها "طالما أراد أن يكون شهيدا، مثلما يحب آخرون السفر مثلا"، مضيفة "لم يحب ما كان يحصل ... وعندما يكون أحدهم متعلقا بشدة بوطنه لا يمكن وقفه".

ويحدق أحد ابنيها في صور شقيقه المعلقة في غرفة الجلوس وتدمع عيناه عندما تقول والدته إنها لا تريد "شهيدا" آخر بين أبنائها وتصف سميحة زويد، جدة يامن جرار، تأثير الحزن والصعوبات على العائلة، قائلة إن العائلة تواجه صعوبة في تسديد أقساط مدرسة الولدين وتحتفظ بالأموال.

وترى أن "هذا يؤدي إلى رد فعل معين ... عند عدم ارتياد المدرسة وعدم توافر أي شيء للقيام به، كيف سيكون رد فعل الشبان؟".

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات