دعا رئيسا وزراء إسبانيا وبلجيكا بيدرو سانشيز وألكسندر دي كرو خلال مؤتمر صحفي مشترك أثناء زيارتهما اليوم الجمعة إلى معبر رفع الحدودي مع قطاع غزة إلى وقف دائم لإطلاق النار واستمرار الهدنة الإنسانية، في موقف قوبل بتصعيد من إسرائيل التي استدعت سفيري مدريد وبروكسل لتوجيه توبيخ حادّ بسبب عدم تحميلهما حركة حماس مسؤولية ما وصفته بـ"الجرائم" التي ارتكبتها بحق الإسرائيليين.
وقال سانشيز إن "وقف إطلاق النار الحالي في غزة ليس كافيا ويتعين تنفيذ وقف دائم"، بينما دعا دي كرو إلى هدنة دائمة للحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس.
وتابع أن "الرد الإسرائيلي في قطاع غزة بعد الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من الشهر الماضي يجب أن "يحترم القانون الإنساني الدولي"، مشددا على أن "مقتل المدنيين يجب أن يتوقف".
واعتبر أن "قتل المدنيين الأبرياء دون تمييز في قطاع غزة غير مقبول على الإطلاق"، لافتا إلى "إيجاد حل لأزمة غزة لا يكفي" وأصر على أن إسرائيل يجب أن تكون أول من يتخذ "نهجًا شاملاً" لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود بما يشمل الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وكشف رئيس الوزراء الإسباني أن "مدريد قد تتخذ قرارها الخاص بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية إذا لم يفعل الاتحاد الأوروبي ذلك".
ووجّه وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين اليوم الجمعة باستدعاء سفيري إسبانيا وبلجيكا في تل أبيب لـ"محادثة توبيخ حادة" بعد تصريحات سانشيز ودي كرو.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في تصريح مكتوب "بعد كلام رئيسي وزراء إسبانيا وبلجيكا في رفح أوعز وزير الخارجية إيلي كوهين باستدعاء سفيري الدولتين لإجراء محادثة توبيخ حادة".
ونقلت الوزارة عن كوهين إدانته لـ"المزاعم الكاذبة لرئيسي وزراء إسبانيا وبلجيكا التي تقدم الدعم للإرهاب"، مضيفا أن "إسرائيل تتصرف وفق القانون الدولي وتحارب منظمة إرهابية قاتلة" وزعم أن حركة "حماس ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
بدوره قال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تصريح مكتوب إن الأخير "يدين بشدة تصريحات رئيسي وزراء بلجيكا وإسبانيا اللذين لم يحملا حماس كامل المسؤولية عن ارتكاب جرائم بحق الإنسانية وذبح مواطنينا واستخدام الفلسطينيين دروعا بشرية"، وفق تعبيراته.
ودخلت الهدنة الإنسانية المؤقتة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية اليوم الجمعة حيز التنفيذ ويتضمن الاتفاق إطلاق 50 أسيرا إسرائيليا من غزة مقابل الإفراج عن 150 فلسطينيا من السجون الإسرائيلية، وإدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع.
وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم الجمعة إن الدولة الفلسطينية المستقبلية يمكن أن تكون منزوعة السلاح مع وجود قوات أمن دولية مؤقتة لتحقيق الأمن لها ولإسرائيل.
وقال السيسي خلال مؤتمر صحفي مشترك بالقاهرة مع رئيس الوزراء الإسباني ونظيره البلجيكي "وقلنا إن إحنا مستعدين يبقى هذه الدولة منزوعة السلاح وأيضا في ضمانات بقوات سواء هذه القوات من الناتو (حلف شمال الأطلسي) أو قوات من الأمم المتحدة أو قوات عربية أو أمريكية زي ما أنتم عايزين حتى نحقق الأمن لكلا الدولتين، الدولة الفلسطينية الوليدة والدولة الإسرائيلية".
وأضاف السيسي أن الحل السياسي الذي يقضي بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ما زال بعيد المنال.
ورفضت الدول العربية اقتراحات بإرسال قوة عربية لتوفير الأمن في قطاع غزة بعد انتهاء العملية العسكرية الإسرائيلية الحالية هناك ضد حركة حماس التي تحكم غزة منذ عام 2007.
تعليقات الزوار
لا تعليقات