سارع رئيس الائتلاف الحكومي اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو الأحد لإعلان تعليق مشاركة وزير التراث أميخاي إلياهو في اجتماعات الحكومة "حتى إشعار آخر" بعد تصريح له أيد فيه إلقاء قنبلة نووية على غزة التي تتعرض بالفعل لما وصفتها منظمات ودول عربية وأجنبية لإبادة جماعية.
وليس واضحا ما إذا كان تصريح وزر التراث الإسرائيلي عن تأييده إلقاء قنبلة ذرية على القطاع على غرار ما فعلت الولايات المتحدة حين ألقت قنابل ذرية على مدينتي هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين في اغسطس 1945، خيارا كان مطروحا على طاولة حكومة الحرب الإسرائيلية أما انه موقف شخصي.
لكن مجرد الخوض في مثل هذا العمل يعزز الاتهامات القائمة للحكومة الإسرائيلية بالرغبة الشديدة في إبادة أهل غزة وتغيير الواقع الجغرافي والديموغرافي للقطاع المحاصر منذ سنوات.
ويواجه نتنياهو بالفعل ضغوطا شديدة بسبب عدد القتلى الهائل في صفوف المدنيين الفلسطينيين ومعظمهم من النساء والأطفال دون رؤية واضحة لآفاق الحرب وأهدافها.
ومن المتوقع أن تثير تصريحات الوزير الإسرائيلي غضبا شعبيا محليا ودوليا باعتبار أن ما تقوم به إسرائيل حاليا لا يخرج عن سياق الإبادة الجماعية وجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية.
وقال الوزير اليميني المتطرف لإذاعة "كول بِراما" الإسرائيلية إنه غير راض عن الرد الإسرائيلي على الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على القطاع.
وتنفذ إسرائيل منذ ذلك الحين حملة قصف مدمر على قطاع غزة، وباشرت مؤخرا عملية برية في القطاع الخاضع لحصار مطبق.
وردا على سؤال للصحافي عما إذا كان يدعو إلى إسقاط "نوع من القنبلة الذرية" على قطاع غزة "لقتل الجميع"، رد إلياهو "هذا أحد الخيارات".
وسارع مكتب نتانياهو إلى الرد على تصريحات الوزير، واصفا إياها في بيان بأنها "بعيدة عن الواقع" ومشيرا إلى أن إسرائيل تحاول تجنيب "غير المقاتلين" في قطاع غزة.
وبعد الضجة التي أثارتها تصريحات إلياهو، قال الوزير عبر حسابه على منصة إكس (تويتر سابقا) إن تصريحاته كانت "مجازية". ولم تعترف إسرائيل أبدا بامتلاكها قنبلة نووية.
وفي أول رد فعل على تصريحات الوزير، وصفتها حركة حماس بأنها "تعبير عن نازية الاحتلال وممارسته الإبادة الجماعية".
وشنت حركة حماس هجوما غير مسبوق في إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 1400 في أول أيام الهجمات وفق السلطات. وتحتجز حماس 241 رهينة حسب الجيش الإسرائيلي.
وقتل حتى الآن جراء القصف الإسرائيلي على غزة 9488 شخصا، معظمهم مدنيون وبينهم 3900 طفل، حسب حصيلة أعلنتها حكومة حماس السبت.
تعليقات الزوار
لا تعليقات