أعلن الجيش الوطني الليبي الثلاثاء، أن قائده العام، المشير خليفة حفتر، بدأ زيارة إلى روسيا تلبية لدعوة رسمية؛ من أجل إجراء مباحثات مع المسؤولين في موسكو في إطار سلسلة من اللقاءات المكثفة بين الجانبين عنوانه مصالح روسا في أفريقيا.
ويتزايد الاهتمام الروسي بتوطيد العلاقات مع حفتر لتثبيت حضورها في هذا البلد الذي مزقته الحرب ولديها مصالح استراتيجية فيه إلى جانب تعزيز نفوذها في أفريقيا من خلاله وصد محاولات الغرب عزل موسكو في العالم.
ويكثف الجانبان في الفترة الأخيرة الزيارات المتبادلة واللقاءات، حيث تبدي روسيا قلقها إزاء ما وصفته "بمحاولات بعض الدول الغربية استغلال الوضع في ليبيا لتحقيق أغراضها الجيوسياسية والاقتصادية" في محاولة لتحميل القوى الغربية مسؤولية استمرار الصراع.وجاء في بيان نشره الجيش على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "بناءً على الدعوة الواردة من دولة روسيا الاتحادية، قام القائد العام للقوات المُسلحة العربية الليبية المُشير أركان حرب خليفة أبوالقاسم حفتر بزيارة روسيا اليوم الثلاثاء".
واستقبل نائب وزير الدفاع الروسي، يونس بيك يوفكيورف، حفتر لدى وصوله روسيا، حيث أجريت له مراسم استقبال رسمية عزف خلالها النشيد الوطني للدولتين ترحيبا الزيارة.
وتشهد الفترة الأخيرة لقاءات ومباحثات مكثفة بين قادة عسكريين روس والمشير خليفة حفتر، في إطار التعاون العسكري الذي يبدو أنه يشهد مرحلة جديدة، في سياق اتجاه موسكو إلى إعادة هيكلة وجودها في أفريقيا، على خلفية تمرد مجموعة فاغنر العسكرية، ثم مقتل قائدها يفغيني بريغوجين، أخيراً.
ورجح خبراء أن روسيا بدأت بخطط هيكلة مجموعة فاغنر والسيطرة على قرارها وتحركاتها ومنها مجموعاتها الموجودة في ليبيا، على أن تتحرك من الأخيرة في اتجاه ساحات أفريقية مجاورة.
وذكرت وكالة رويترز إنه قبل يوم واحد من تحطم طائرة قائد مجموعة "فاغنر" الروسية يفغيني بريجوزين زار مسؤول روسي ليبيا لطمأنة حلفائه في البلاد.
وقال مسؤول ليبي مطّلع بأن مقاتلين من مجموعة "فاغنر" الروسية سيبقون في ليبيا ولكن تحت سيطرة موسكو، وذلك بعد مقتل زعيمها قبل يومين.
والتقى يوفكيورف حفتر في بنغازي في 17 سبتمبر الجاري والتي وصلها على رأس فريق متخصص يشارك في عمليات البحث والإنقاذ الجاري بمدينة درنة وسواحلها بعدما اجتاحتها فيضانات مدمرة في العاشر من سبتمبر الجاري.
كما التقى نائب وزير الدفاع الروسي، يونس بك يفكوروف حفتر في أول زيارة روسية معلنة ورفيعة المستوى قبل شهر واحد. بالتزامن مع إطلاق عملية عسكرية "في النطاق الحدودي الجنوبي، تأميناً لحدود الدولة"، بحسب بيان للمتحدث الرسمي باسم قيادة حفتر، أحمد المسماري.
وقالت مصادر عسكرية وأمنية في بنغازي الليبية إن اللقاءات التي أجراها نائب الوزير الروسي، كانت في أكثر من مكان بين بنغازي وقاعدة الرجمة، وانتهت إلى الاتفاق على تطوير الشراكة العسكرية بين الطرفين.
وعلى مدى ثلاثة أيام، تنقل يفكوروف بين بنغازي والرجمة، ضمن سلسلة لقاءات مع حفتر وعدد من قادته العسكريين المقربين منه، برفقة وفد عسكري رفيع، ما يؤشر على أهمية الزيارة، خصوصاً أنها الأولى من نوعها منذ بدء الارتباط بين موسكو وحفتر مطلع 2017، عندما ظهر الأخير على ظهر حاملة الطائرات "أدميرال كوزنيتسوف" الروسية قبالة شواطئ بنغازي، ولاحقاً استُقبِل كشخصية رسمية ليبية في موسكو، وحظي بلقاءات مهمة مع وزير الدفاع سيرغي شويغو، ووزير الخارجية سيرغي لافروف.
ومنذ بدء الأزمة الليبية كثّفت روسيا، جهودها لتظهر كوسيط محايد نسبياً في ليبيا، وجدد الكرملين دعوته إلى "كل الأطراف الصراع" لتجنب "إراقة الدماء".
وأكد الباحث في العلوم السياسية ألكسي مالاتشنكو لوكالة الأنباء الفرنسية أنّ "روسيا تدعم حفتر الذي يتحدث الروسية، وسبق أن التقى وزير الدفاع سيرغي شويغو".
وفي الوقت الذي أضعفت فيه الانقسامات والمقاومة حكومة الوفاق في العاصمة اكتسب حفتر زخما في الشرق فهو يتمتع بعلاقات وثيقة مع عدة دول كما عمل على تعزيز صداقته مع روسيا.
تعليقات الزوار
لا تعليقات