قبل أيام، توعّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بمحاسبة كل العنصريين الذين يضايقون الأتراك والأجانب على حد سواء في بلاده. واليوم، ذكر الكاتب التركي البارز ياسين أقطاي أن العنصرية ضد العرب كلفت تركيا 5 مليارات دولار هذا الصيف.
وأكد “أقطاي” أن تصاعد حدة الخطاب العنصري وكراهية الأجانب في تركيا يعود سلبا على الاقتصاد التركي.
وقال مستشار أردوغان في حزب العدالة والتنمية إن “هدف العنصريين لا يقتصر على خلق شعور بالكراهية ضد العرب فقط. بل يسعى بشكل أساسي إلى تحويل السياحة والاستثمارات العربية بعيدا عن تركيا.”
واعتبر في مقال نشرته صحيفة “يني شفق” التركية أنّ “الهجمات الإرهابية التي طالت أسواقا ومرافق عامة في مدن تركية مختلفة قبل سنوات، هدفت إلى إظهار تركيا على أنها بلد غير آمن. ما تسبب بتدمير الجهود المعاكسة التي بذلتها وزارة السياحة لدحض مثل هذه الادعاءات”.
“الهجمات العنصرية هدفها إلحاق الضرر بالاقتصاد التركي”
ورأى الكاتب التركي أن “الذين وقفوا وراء تلك الهجمات كانوا يسعون إلى إلحاق الضرر بالاقتصاد عبر استهداف القطاع السياحي الذي يعد أحد أهم الروافد الاقتصادية التي تعتمد عليها أنقرة، إذ تستجيب السياحة بسرعة كبيرة للشعور بانعدام الأمن”.
وأضاف أن “الذين لم يستطيعوا تقويض السياحة بالإرهاب، وجدوا طريقة أخرى من خلال تأجيج كراهية الأجانب”.
واشار كما نقل عربي21 إلى أن “الخطابات والأفعال العنصرية ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة ضد العرب، لا تبقى داخل البلاد بل تصل إلى العالم العربي”.
العنصرية كلفت تركيا مليارات الدولارات في بضعة أشهر
كما تساءل الكاتب التركي عن “أوجه اختلاف الخطابات والاعتداءات العنصرية، التي كلفت تركيا مليارات الدولارات في بضعة أشهر. عما وصفه بالأعمال الإرهابية، من حيث النية والغرض”.
كما تسببت العنصرية بانتقال العديد من الاستثمارات إلى الخارج ما كلف تركيا خسائر لا تقل عن 5 مليارات دولار، وفقا لأقطاي.
وشدد أقطاي على خطورة الوضع فيما يتعلق بعواقب كراهية الأجانب، وخاصة الخطاب المعادي للعرب، وذلك في نقل لمقابلات متسلسلة مع رجال أعمال سوريين، أوردتها الأكاديمية وأستاذة العلوم السياسية، زاهدة توبا كور.
وقالت كور: “في الآونة الأخيرة، ومع المبالغة في نشر الجرائم المرتكبة ضد السوريين في وسائل الإعلام العربية، أصبح ينظر إلى تركيا تدريجيا على أنها دولة عنصرية في الدول العربية”.
“الأتراك لا يدركون حجم الضرر الذي لحق ببلدهم”
وأضافت أن “المواطنين الأتراك لا يدركون حجم الضرر الذي لحق ببلدهم لأن أوميت أوزداغ ورفاقه ينشرون سم العنصرية”.
ويعتبر أوزداغ، “زعيم حزب النصر القومي اليميني، أحد أشد السياسيين المحرضين على اللاجئين السوريين والعرب في تركيا. سواء كانوا مقيمين أم سياحا”.
وأشارت كور في حديثها إلى أن الأجانب ينهون استثماراتهم في تركيا بسبب العنصرية، ومعظمهم من التجار العرب الذين أسسوا شركات في البلاد وتوقفوا عن القدوم إلى تركيا هذا الصيف.
وقالوا: “أغلقوا الشركة وحساباتها لا نريد أن نأتي إلى تركيا ونقوم بأعمال تجارية مرة أخرى”.
إلى ذلك، علق كاتب المقال بأن “مجرد النظر إلى هذه الصورة يكفي لفهم أهداف الذين يحرضون بشكل غير مسؤول على كراهية الأجانب والكراهية ضد العرب”
وأوضح أنهم “يسعون إلى إلحاق الضرر في الدولة التركية وشعبها بشكل أكثر خبثا من حزب العمال الكردستاني“. بحسب تعبيره
هجمات عنصرية أثرت على السياحة في تركيا
في الآونة الأخيرة وقعت اعتداءات طالت المقيمين والسياح العرب في تركيا.
كما سجلت حالة قتل لمواطن مغربي في إسطنبول إثر خلاف مع سائق تكسي، ما أدى إلى إطلاق حملات في المغرب ودول خليجية لمقاطعة السياحة التركية.
وأدى الخطاب العنصري المتصاعد ضد العرب إلى إلغاء كثير من الحجوزات والرحلات السياحية خلال الصيف الجاري.
وكان أردوغان قال في كلمة له عقب اجتماع لحكومته، مساء الثلاثاء 5 أيلول/سبتمبر 2023، إن “الجميع سواء كانوا مواطنين أتراك أو أجانب ملزمون باحترام حق كل الناس في التواجد والعيش والتعبير عن أنفسهم”.
وتابع: “فقط لكون الإنسان أجنبي أو يتكلم لغة أخرى أو ملتحي أو سيدة محجبة يتعرضون للتضييق والضرب. نحن لن نقبل بهذا أبداً. وسنحاسبهم أمام القضاء”.
وفي لهجة شديدة أكد الرئيس التركي، أنه يعرف تماماً من يقف وراء تلك التصرفات: “نحن نعرف جيداً من أنتم ولأي شيء تفعلون هذا وما هي أهدافكم. وأريد أن أخبركم شيئاً: لن تنجوا أبدا بهذا”.
تعليقات الزوار
الفقاقير حتى دولة لا تتقبل بهم
منعت تركيا اعطاء الاقامة للحراكة الجزائريين وسيبدؤن في طردهم وطرد حتى المقيمين لكثرة جرائمهم نهب السياح سجون تركيا و اوربا ممتلئة بالمساجن اللصوص الجزائريين.