أخبار عاجلة

تعيين السعودية سفيرا لدى فلسطين يستنفر إسرائيل

أثار تعيين السعودية سفيرا وقنصلا غير مقيم لدى السلطة الفلسطينية، انزعاج إسرائيل التي كانت إلى وقت قريب تدفع بوساطة أميركية لتطبيع العلاقات مع المملكة. واظهر رد الفعل الإسرائيلي اليوم الاحد على الخطوة الدبلوماسية السعودية تشنجا سياسيا وسط مخاوف من أن تحذو دول أخرى حذو تلك الخطوة بما فيها دول عربية وقعت اتفاقيات سلام مع الدولة العبرية.

وفي اول رد اسرائيلي تعهد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين بعدم السماح لأي دولة بفتح ممثلية دبلوماسية بالقدس الشرقية تكون تابعة للسلطة الفلسطينية فيما شن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد انتقادات لاي خطة تطبيع تمثل خطرا على الدولة العبرية رافضا ما وصفه بالمقايضة بين تطبيع العلاقات والسماح للرياض بإقامة محطة مدنية للطاقة النووية.
وقال كوهين لإذاعة " اف ام 103" التابعة لصحيفة "معاريف" العبرية بثتها، صباح الأحد، على خلفية تسلم السلطة الفلسطينية نسخة من اعتماد أول سفير للسعودية غير مقيم لديها، قنصلا عاما في القدس "لم ينسقوا (السعوديون) معنا ولا يحتاجون إلى التنسيق معنا، لن نسمح بفتح أي ممثلية دبلوماسية للفلسطينيين بشكل فعلي من نوع أو آخر بالقدس" وذلك فيما يبدو انه تصعيد لمواقف الرياض الداعمة للحقوق الفلسطينية.
وفي الآونة الأخيرة، تزايدت التصريحات الإسرائيلية الرسمية بشأن مفاوضات لتطبيع العلاقات مع السعودية بوساطة أميركية، غير أن السعودية اشترطت في أكثر من مناسبة، حل القضية الفلسطينية أولا، قبل أي عمليات تطبيع مع إسرائيل.
وعرضت المملكة في قمة بيروت قبل أكثر من عقدين خطة سلام ترتكز على القرارات الدولية وتهدف لتأسيس دولة فلسطينية على حدود سنة 1967 لكنها لم تلقى آذانا صاغية من إسرائيل.
واعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي أن الخطوة التي أقدم عليها السعوديون هي "بمثابة رسالة للفلسطينيين بأنهم لم ينسوهم على خلفية ما يردده البعض من تقدم في مفاوضات التطبيع" بين الرياض وتل أبيب، مضيفا "لا نسمح للدول بفتح قنصليات (بالقدس) هذا لا يناسبنا".
وحاول كوهين التقليل من تأثير الملف الفلسطيني على المباحثات مع دول عربية قائلا أن "القضية الفلسطينية ليست القضية الرئيسية في المحادثات لقد تمكن حزب الليكود بقيادة (بنيامين) نتنياهو من جلب اتفاقيات السلام السابقة (مع الإمارات والبحرين والمغرب)، وأثبتنا أن الفلسطينيين ليسوا عائقا أمام السلام، هذا ليس الأمر الذي سيمنع (توقيع اتفاق تطبيع مع السعودية)".
ومضى بقوله "الأمر معقد ولكنه ممكن. ما يهم في النهاية هو المصالح. مصلحة السعودية لا تقل عن مصلحة اسرائيل. يدور الحديث عن نافذة زمنية تتراوح من 9 إلى 12 شهرا، بعدها ستنجرف الولايات المتحدة إلى المعركة الانتخابية"، في إشارة لانتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

ولم تصدر السعودية تعقيبا رسميا على تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي فيما أطلق مسؤولون سعوديون على وزير الخارجية الامير فيصل بن فرحات تصريحات سابقة تنفي التطبيع وتؤكد الالتزام بخطة السلام العربية.
وتدخل زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد على خط الملف محذرا مما وصفه بسباق تسلح نووي في منطقة الشرق الاوسط تعليقا على تقارير إسرائيلية تفيد باشتراط السعودية إقامة محطة مدنية للطاقة النووية، لتطبيع العلاقات مع تل أبيب.
وقال لابيد "مشكلة الاتفاق مع السعودية أن جزءا منه يسمح بتخصيب اليورانيوم على التراب السعودي، ولا يمكن لإسرائيل الموافقة على ذلك بأي حال من الأحوال".
وأضاف "ماذا سنفعل إذا قال السعوديون بعد عامين إنهم لم يعودوا يريدون الإشراف (الدولى على البرنامج النووي)؟ أنا أؤيد بشدة التوصل إلى اتفاق مع السعودية، لقد تحركت بشأنه واتخذت الخطوات الأولى. سأدعم أي اتفاق مع السعودية لا يشمل تخصيب اليورانيوم".
وتبقى تصريحات المسؤولين الإسرائيليين مبنية على فرضيات حيث لا تزال المملكة ملتزمة بنظرتها بشان القضية الفلسطينية وبخطة السلام العربية التي تعتبر من الحلول العملية والواقعية لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
والسبت، قالت الوكالة الرسمية الفلسطينية "وفا"، إن "مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، تسلم نسخة من أوراق اعتماد السفير نايف السديري، سفيرا مفوضا وفوق العادة للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لدى دولة فلسطين، وقنصلا عاما للمملكة في القدس".
وأضافت الوكالة "سيتم تسليم أوراق الاعتماد الأصلية لرئيس دولة فلسطين محمود عباس، في القريب العاجل".
وحسب "وفا"، فقد جاء ذلك خلال استقبال الخالدي، السفير نايف السديري، بمقر سفارة دولة فلسطين لدى الأردن.
وهذه أول مرة تعين فيها السعودية سفيرا لها في القدس، وبذلك يكون السفير نايف بن بندر السديري أول سفير للمملكة لدى السلطة الفلسطينية.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات