اتفقت الفصائل الفلسطينية على تشكيل لجنة من الأمناء العامين للفصائل لاستكمال الحوار بهدف إنهاء الإنقسام وتحقيق الوحدة، في ختام اجتماع أمنائها العامين في مدينة العلمين بمصر الذي قاطعته ثلاثة فصائل وهي حركة الجهاد الإسلامي وطلائع حرب التحرير الشعبية والجبهة الشعبية - القيادة العامة.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في البيان الختامي للاجتماع "إنني أدعوكم لتشكيل لجنة منكم تقوم باستكمال الحوار حول القضايا والملفات المختلفة التي جرى مناقشتها اليوم، بهدف إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية".
وطلب عباس من اللجنة "الشروع فوراً في العمل لإنجاز مهمتها والعودة إلينا بما تصل إليه من اتفاقات أو توصيات".
وأضاف "آمل أن يكون لنا لقاء آخر قريب على أرض مصر لنعلن إلى شعبنا إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية".
ورأى المحلل السياسي الفلسطيني مخيمر أبوسعدة أن تشكيل لجنة "في ذاته أمر غير مطمئن"، مضيفا "إذا أردت قتل شي فشكّل له لجنة، أعتقد أن تشكيل لجنة لن يؤدي الى إنهاء الانقسام أو ترتيب البيت الداخلي أو تحديد موعد للانتخابات الفلسطينية".
وأضاف أبوسعدة وهو أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة "الكل متفق على أن وجود حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة لا بد من مواجهته. الفصائل لم ترتق الى خطوات عملية" على هذا الصعيد.
وقال خضر حبيب القيادي في الجهاد الإسلامي في وقت سابق إن "الحركة أعلنت أنها لن تحضر الاجتماع بسبب رفض السلطة الفلسطينية إطلاق سراح المعتقلين السياسيين".
وذكر "في تقديري لن تكون هناك نتائج ذات قيمة في الاجتماع لأنه حكم على نفسه بالفشل منذ اللحظات الأولى لعدم استجابة السلطة الفلسطينية لإطلاق سراح المعتقلين".
وأوضح "كان لا بد لنجاح المؤتمر أن يتم تهيئة أجواء مناسبة وإيجابية بإطلاق سراح المعتقلين، لكن للأسف لن يتم ذلك".
وفي 17 يوليو/تموز الجاري قال محافظ جنين أكرم الرجوب إن "اعتقالات طالت مجموعة من الخارجين عن القانون اعتدوا على مركز شرطة بلدة جبع وأحرقوا جزءا كبيرا منه، إضافة إلى مركبة شرطة، مستغلين انشغال الحالة العامة بما تتعرض له جنين ومخيمها".
وأفاد الرجوب في بيان حينها بأن "الأمن اعتقل عددا من المتورطين والمشتبه فيهم دون اعتبار لأي دوافع سياسية أو انتماءات تنظيمية"، مشيرا إلى أنهم "ينتمون لعدة تنظيمات منها الجهاد وحماس وأول معتقل متورط كان من حركة فتح"، دون تحديد إجمالي عددهم.
وقال دياب اللوح سفير فلسطين لدى مصر في الكلمة الافتتاحية إن "جلسة عمل الاجتماع ستكون مغلقة"، موضحا أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيفتتح "أعمال اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية".
وقبل انطلاق الاجتماع اليوم الأحد اجتمع وفد من فتح برئاسة نائب رئيس الحركة محمود العالول بوفد من حماس برئاسة رئيس الحركة إسماعيل هنية، كما جمعت لقاءات ثنائية منفصلة أخرى وفد من حماس مع وفود من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة المبادرة الوطنية والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
وقال المتحدث باسم حماس حازم قاسم إن "الحركة عقدت لقاءات مع غالبية الفصائل الفلسطينية المشاركة في الحوار، لتوثيق أرضية صلبة لإنجاح الاجتماع ولصياغة بيان ختامي يناسب كل القوى".
وتابع أن "هذه اللقاءات محاولة لتوسيع مجالات المواقف المشتركة بين الفصائل والوصول إلى صيغة توافقية مشتركة يكون لها خطوات عملية".
وقدمت حركة حماس خلال الاجتماع جملة من المقترحات تتضمن تشكيل قيادة مشتركة، داعية إلى "شراكة سياسية على أساس الخيار الديمقراطي الانتخابي لبناء الوحدة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني بكل مكوناته"ودعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى تبنّي "خطة وطنية لمواجهة التحديات المحدقة بالقضية الفلسطينية والتي فرضتها الحكومة الإسرائيلية الحالية".
وقال هنية "نرى ضرورة تبني خطة وطنية فاعلة تستجيب للتحديات ذات الطابع الوجودي التي فرضتها الحكومة الإسرائيلية الحالية في بعديها المتعلق بالاحتلال أو المتعلق بالوضع الفلسطيني الداخلي".
وأوضح أن هذه الخطة ترتكز على خمسة منطلقات وهي "انتهاء مرحلة أوسلو والتناقض الرئيسي هو مع العدو (لا مع الفصائل) والمرحلة الراهنة هي مرحلة تحرير وطني والشراكة السياسية على أساس الخيار الديمقراطي الانتخابي هي المنطلق لبناء الوحدة وترتيب البيت الفلسطيني وأخيرا قضية فلسطين ومحورها القدس هي قضية وطنية عربية إسلامية إنسانية".
وأضاف أن "ترجمة هذه المنطلقات في الخطة الوطنية تتطلب تبني خيار المقاومة الشاملة وتعزيز صمود الشعب ونضاله، وإزالة كل العقبات التي تتناقض مع حق الشعب في مقاومة الاحتلال".
واستكمل قائلا "يتطلب ذلك أيضا إعادة بناء وتطوير منظمة التحرير وتشكيل مجلس وطني جديد يضم الجميع على أساس الانتخابات الديمقراطية الحرة وتشكيل المؤسسات الفلسطينية في الضفة والقطاع على أساس الانتخابات الرئاسية والتشريعية مع تحقيق دعم صمود الفلسطينيين وإنهاء حصار غزة".
ودعا هنية، في كلمته إلى "إنهاء كل أشكال التنسيق الأمني مع إسرائيل ووقف كل أشكال الملاحقة والاعتقال على خلفية المقاومة أو الانتماء الفصائلي أو العمل السياسي".
وقال عباس إن "العدوان الإسرائيلي يفرض على الفلسطينيين جميعا ترتيب بيتهم الداخلي"، مشددا على وجوب الالتزام بالبرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية والتزاماتها الدولية، معلنا عن "أسس ومبادئ" لإنهاء الانقسام المستمر منذ 2007.
وتابع "لأجل هذا وجهت الدعوة إليكم من أجل هذا اللقاء، لكي نتدارس سبل إنجاز وحدتنا الوطنية وتعزيز صمود شعبنا، وصد العدوان المتواصل علينا وحماية وطننا وشعبنا ومقدساتنا".
وأردف عباس أن "الانقلاب الذي وقع عام 2007 (يقصد سيطرة حركة حماس على غزة) وما جره علينا وعلى قضيتنا وشعبنا من انقسام بغيض، لهو نكبة جديدة أصابت شعبنا وقضيتنا، والواجب هو إنهاؤه فورا".
ودعا إلى "وجوب إنهاء الانقسام وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح في إطار دولة واحدة ونظام واحد وقانون واحد وسلاح شرعي واحد وحكومة واحدة ومصالح شعبنا وقضيتنا الوطنية تفرض ذلك وتوجبه".
وعن الانتخابات، قال إنها "وسيلتنا الوحيدة لتداول المسؤولية والمشاركة الوطنية"، مضيفا أن من يعطلها "هي دولة الاحتلال".
وفي 10 يوليو/تموز الجاري، وجّه عباس دعوة إلى الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية لعقد اجتماع طارئ بمصر، في أعقاب عملية عسكرية إسرائيلية كبيرة استمرت نحو 48 ساعة في مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد حينها إن "الدعوات التي وجهها الرئيس عباس سلمت لكافة الفصائل وتمت بعد التشاور مع الأشقاء في مصر".
وأعلنت الفصائل التي قاطعت الاجتماع خلال مؤتمر صحفي في غزة أنها ستحترم نتائج اجتماع مصر "ما لم تمس رؤيتها الوطنية"، داعية المجتمعين إلى "وضع إستراتيجية وطنية لمواجهة الاحتلال وتشكيل قيادة موحدة لإدارة المقاومة في الضفة".
والسبت بدأت وفود الفصائل بالوصول إلى مصر للمشاركة في الاجتماع المزمع أبرزها وفود لحركة فتح وحماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
ويفسّر مراقبون مقاطعة الجهاد الإسلامي للقاء القاهرة بمحاولة للضغط على الفصائل الفلسطينية الأخرى ومن بينها حركة حماس وإرسال رسالة مفادها أن المشاركة لا تخدم سوى السلطة الفلسطينية وأن الاجتماع لن يؤدي إلى تسجيل تقدم في ملف المصالحة.
وينبىء تغيب الجهاد الإسلامي عن اجتماع اليوم الأحد بتعمق الهوة بينها وبين حماس على خلفية ملفات عديدة من بينها مراجعة اتفاقية أوسلو وسلاح المقاومة وإستراتيجية التعامل مع الاحتلال.
وخرجت تظاهرات عدة مساء اليوم الأحد شارك فيها مئات الفلسطينيين تلبية لدعوة أطلقها ناشطون على شبكات التواصل الإجتماعي، في مناطق مختلفة من قطاع غزة. وردد المتظاهرون هتافات منها "الشعب يريد إنهاء الإنقسام" وعبر عدد من الفلسطينيين عن خيبة أمل.
وقال ناشط في غزة يدعى مجدي إن اجتماع العلمين يؤكد أن "المشكلة الآن عند الشعب، الشعب لا بد من أن يتصالح".
وعلق ناشط آخر في غزة بشيء من التهكم أن اجتماع العلمين "يعني لكل منهما (فتح وحماس) علما وراية مختلفين".
تعليقات الزوار
واش هذا يا الرب العالي
اولاد لقحاب هاذ السلطة الفلسطينية لا يريدون الصلح ولا تكوين دولة..... من أجل الاسترزق الدائم. وا فاقو
فلسطين ستدهب مع الريح
اندل شعب عقيدتهم الفوضى وتكوين ملشيات مسلحة لاتهمهم تكوين دولة فلسطينية شعارهم الارتزاق باسم القضية وخدمة اجندات دولية اسرايًل دولة دمقراطية عندهم انتخابات نزيهة احسن من بعض الدول العربية لو توحدوا جميع العصابات الفلسطنية المسلحة وراء عباس هنا ستكون لهم قوة التفاوض مع اسرايًل ولكن ادا توحدوا سينتهي الارتزاق لان سلاحهم سيكون فيد القيادة لفتح ولكن هدا مستحيل ان يحصل وهنا سيودعون قيام دولة ممكن رام الله يحصلون على حكم داتي وغزة تدهب مع مصر وسينتهي الفلم في افلس طين واوسخ شعب مرتزق