عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الخميس وزير الخارجية الفرنسي الأسبق جان إيف لودريان رئيسا لوكالة التنمية الفرنسية في العلا (أفالولا) المسؤولة عن التعاون مع السلطات السعودية لتطوير السياحة والثقافة في منطقة العُلا الشاسعة الغنية بالآثار والمواقع الاستثنائية وتسعى الرياض لتحويلها إلى وجهة سياحية عالمية في مشروع ضخم يندرج ضمن الخطة الاقتصادية الطموحة "رؤية 2030"
وتمّ تعيين لودريان بموجب مرسوم في الجريدة الرسمية وهو شخصية مهمّة في الدبلوماسية الفرنسية، خصوصاً في العالم العربي، كما كان وزير دفاع سابقا. ويخلف بذلك الرئيس السابق للمجموعة إنجي جيرار ميسترايي، الذي غادر منصبه في أوائل يوليو/تموز.
كما أنّ لودريان يعمل منذ منتصف يونيو/حزيران كمبعوث خاص لرئيس الدولة الفرنسية إلى لبنان، البلد الذي تربطه علاقات عميقة بفرنسا والغارق في أزمة سياسية واقتصادية خطيرة.
ووقّعت فرنسا والمملكة العربية السعودية اتفاقية لمدة عشر سنوات في العام 2018 للتنمية السياحية والثقافية في منطقة العلا (شمال غرب)، الغنية خصوصاً بالآثار والمناظر الطبيعية الاستثنائية.
وتمتد المنطقة على مساحة بنحو 22 ألف كيلومتر مربع وتضم مدنا تاريخية من بينها مدينة الحجر (مدائن صالح) ودادان التي تعتبر من أهم الاكتشافات.
ويعدّ المشروع أحد محاور مشروع "رؤية 2030" الإصلاحي الضخم في المملكة بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وفي سياق متصل أعلن صندوق الاستثمارات العامة السيادي السعودي اليوم الخميس عن تأسيس شركة (أسفار) للاستثمار السياحي التي ستركز على الاستثمار في مشروعات بالقطاع السياحي.
وتستهدف السعودية اجتذاب 100 مليون سائح محلي وأجنبي سنويا بحلول عام 2030، في إطار إصلاح شامل للاقتصاد يهدف لتقليص الاعتماد على النفط.
وقال الصندوق إن أسفار ستوفر فرصا للقطاع الخاص لمشاركة قطاع السياحة بالمملكة في الاستثمار، مضيفا أنها ستساعد في دعم الموردين المحليين والمقاولين والشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم.
وستعمل الشركة على الاستفادة من الموقع الجغرافي للمملكة، والذي يربط بين القارات الثلاث؛ آسيا وأوروبا وأفريقيا، والاستفادة من المقومات والمزايا التنافسية للمدن.
وتريد الرياض تنويع اقتصادها الذي يعتمد على الطاقة الأحفورية، كما تتوقع أن تجعل السياحة ركيزة من ركائز تنميتها. ومن المتوقع أن تكون العلا، التي تضم مطارا، قادرة على استقبال ما بين 1.5 و2.5 مليون زائر سنويا مع احترام معايير البيئة والتنمية المستدامة.
وفي منتصف يونيو/حزيران أجرى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للبلاد، زيارة رسمية هي الثانية إلى فرنسا في عام تقريباً، حيث أشاد خصوصاً بترشيح الرياض لاستضافة المعرض العالمي للعام 2030، الأمر الذي تدعمه باريس.
تعليقات الزوار
لا تعليقات