أعلنت قوات الدعم السريع اليوم السبت في بيان نشرته على حساباتها بمنصات التواصل الاجتماعي انضمام المئات من الضباط ومن رتب مختلفة من الجيش السوداني إلى قواتها، في خطوة وصفتها بأنها "بداية النهاية لميليشيا البرهان الانقلابية" في إشارة لقائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان الذي ظهر مؤخرا بعد طول غياب هزيلا ومدججا برشاش ومسدس وقنبلة يدوية وسط قيادات عسكرية.
وذكرت الدعم السريع أن "القوة من شرفاء القوات المسلحة" التي استجابت لدعوة الفريق أول محمد حمدان دقلو (قائد قوات الدعم) كبيرة وقوامها "15 ضابطا و527 من الرتب الأخرى بالفرقة 20 الضعين، معلنة انحيازها التام لخيار الشعب والانضمام إلى قوات الدعم السريع بقطاع شرق دارفور".
وقالت "ترحب قوات الدعم السريع بشرفاء القوات المسلحة المنضمين إلى صفوفها بعد أن تبين لهم مخطط الانقلاب الذي يقوده البرهان وزمرته من كبار الضباط الفاسدين من أجل إعادة النظام البائد للسلطة".
وتابعت "إن انضمام هذه القوة الكبيرة من الشرفاء إلى جانب قوات الدعم السريع لمناصرتها في معركتها ضد الانقلابيين وفلول النظام البائد، يشكل انتصارا حقيقيا لإرادة الشعب السوداني ولأهداف الثورة المجيدة التي ناهضت دولة الظلم والتمكين والفساد".
وأضافت "لقد تكشفت خيوط المؤامرة الدنيئة التي خطط لها المؤتمر الوطني عبر أذرعه في القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى منذ اليوم الأول للحرب. واليوم خرجوا للعلن بوجوههم الكالحة وبذات الشعارات والأساليب التي كانت سببا في إشعال الحروب والفتنة في جميع أرجاء البلاد".
وجددت قوات الدعم السريع دعوتها لمن وصفتهم بـ "الشرفاء في القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى بالانحياز لخيار الشعب للعمل معا من أجل بناء جيش وطني واحد يدافع عن الوطن والشعب ولا يرتهن لايدولوجيا سياسية".
ويشكل هذا الانشقاق في الجيش السوداني أحدث تطور في مسار الصراع المسلح الذي فجره البرهان في 15 أبريل/نيسان بشنه هجمات عنيفة على مواقع لقوات الدعم السريع في الخرطوم بعد وقت قصير من اتفاقه في مزرعة على مشارف العاصمة السودانية مع الفريق أول محمد حمدان دقلو على حل الأزمة بينهما سلميا وعبر الحوار.
وتتهم قوات الدعم السريع وحدات اخوانية في الجيش ومن فلول النظام السابق بتأجيج الحرب واختطاف القوات المسلحة.
وسبق أن عرضت قوات دقلو مقاطع فيدو تؤكد انضمام عدد من الضباط وقادة وحدات في الجيش إلى الدعم السريع، فيما تتحدث تقارير محلية عن ضعف وتململ في القوات المسلحة التي وجدت نفسها عالقة في حرب دفعت إليها دفعا.
قتل 16 شخصا في نيالا عاصمة جنوب دارفور، إثر سقوط قذائف على منازلهم أثناء المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، بحسب ما أفادت هيئة محامي دارفور المستقلة السبت.
وتفسر مصادر محلية وخبراء لجوء قوات البرهان للقصف الجوي والمدفعي المكثف لمواقع قوات الدعم السريع وأحياء سكنية في الخرطوم وفي المناطق الأخرى، بحالة اليأس وانحسار الخيارات لدى البرهان.
ويرى شق من هؤلاء أن البرهان ربما يراهن على إحداث الصدمة من خلال القصف الهستيري حتى لمناطق مدنية جوا وبرا على أمل حسم المعركة من خلال التفوق الجوي، لكن الانتصارات الميدانية التي تحققها الدعم السريع تشير إلى فشل هذا الخيار.
وتتركز المعارك التي اندلعت في منتصف أبريل/نيسان في العاصمة الخرطوم وضواحيها وفي إقليم دارفور بغرب البلاد، حيث يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم 48 مليونا.
وقالت هيئة محامي دارفور في بيان "شهدت مدينة نيالا وعلى نطاق واسع سقوط دانات الجيش والدعم السريع المتبادلة بينهما وسط الأحياء السكنية بعدة مناطق منها الوحدة وكرري".
وتابعت "نجم عن الإطلاق العشوائي للدانات سقوط 16 شهيدا وذلك بحسب الإحصائيات الأولية"، محذرة من "ظاهرة الإطلاق العشوائي للدانات بالشوارع والمنازل والقتل برصاصات القناصة".
كما أشارت إلى أنه إذا استمرت الأمور على هذا النحو "ستدخل ولاية جنوب دارفور ونيالا في حالة فوضى شاملة قد لا تستقر بعدها على المدى القريب".
وأسفرت الحرب بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة دقلو عن مقتل 3900 شخص على الأقلّ، بحسب منظمة أكليد غير الحكومية، وتهجير أكثر من ثلاثة ملايين شخص سواء داخل البلاد أو خارجها.
وفي دارفور، معقل قوات الدعم السريع، تركز القتال مؤخرا حول نيالا بعد معارك ضارية في الجنينة حيث أبلغت الأمم المتحدة عن ارتكاب فظائع. واتُهمت قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها بتدمير قرى وأحياء بكاملها حيث دُفن مدنيون في مقابر جماعية واغتيل قادة محليين بسبب انتمائهم العرقي.
وفتح المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان تحقيقا بشأن أحداث العنف التي وقعت في دارفور بعد دعوات من منظمات حقوقية للتحقيق في تقارير عن حالات نهب وعنف جنسي واحتدام الصراعات العرقية.
ومع استمرار القتال وعلى بعد 55 كيلومترا جنوب الخرطوم، شهد مجمع جياد الصناعي بالجزء الشمالي لولاية الجزيرة قصفا جويا نفذه الطيران الحربي لأول مرة منذ اندلاع المعارك.
وقال أحد السكان إن القصف "كان قرب قرية المسعودية". وتعد ولاية الجزيرة بعاصمتها ود مدني من أكثر الولايات التي استقبلت الآلاف من النازحين من مناطق القتال، وخصوصا من العاصمة التي فرّ منها أكثر من 1.7 مليون شخص. ويرى خبراء أن الجانبين المتحاربين يودان توسيع ساحة المعركة.
وقالت مجموعة الأزمات الدولية البحثية (أي سي جي) إن "قوات الدعم السريع كانت لها اليد العليا في الخرطوم منذ الأيام الأولى للحرب"، ولم يتغير هذا إذ أن ذلك "يزداد وضوحا".
وأفادت بأن الجيش شن في 15 يوليو/تموز هجوما كبيرا في شمال الخرطوم وسوّى أحياء بأكملها بالأرض إثر غارات جوية، "لكنه فشل فشلا ذريعا".
وأبرم طرفا النزاع هدنات عدة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، لكنها لم تصمد. كما يحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.
وفي هذا الصدد أكد وزير الخارجية المكلف علي الصادق، بحسب ما نقلت وكالة أنباء السودان (سونا) الجمعة، أن المعلومات التي يتم تداولها بشأن احتمالات التوصل إلى هدنة في مسار مفاوضات جدة هي "معلومات غير دقيقة ولا تعكس واقع الحال"، مضيفا "القبول بهدنة أخرى مشروطة بالتزام المتمردين بإخلاء المرافق العامة والخروج من بيوت المواطنين".
تعليقات الزوار
لا تعليقات