وضع الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، ملف قضية الصحراء على طاولة النقاش مع نظيره الصيني، شي جين بينغ، في اللقاء الذي جمعهما اليوم الثلاثاء، ضمن الزيارة التي يقوم بها رئيس الجزائر إلى الصين، لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في العديد من المجالات، أبرزها الاقتصاد.
وادعت الجزائر في البيان المشترك الذي تداولته الصحافة الجزائرية، بأن الصين، إلى جانب الجزائر، تدعو إلى تنفيذ "القرارت الأممية ذات الصلة بالقضية الصحراوية. بما يكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره، في سياق ترتيبات تتماشى مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومقاصده".
وحسب ما نشرته وزارة الخارجية الصينية على موقعها الرسمي، فإن الصين اكتفت بالإشادة بـ"الدور البناء الذي تقوم به الجزائر لإيجاد حل للقضية الفلسطينية وغيرها من القضايا الساخة في المنطقة وتعزيز السلام والاستقرار إقليميا ودوليا"، دون أي إشارة إلى الصحراء.
كما أشارت وزارة الخارجية الصينية إلى أن الجزائر أعلنت دعمها لبيكين في قضية تايوان، ورفضها لما يُسمى بـ"استقلال تايوان" عن السيادة الصينية، لكن بالمقابل فإن الصين لم تشر، وفق الخارجية الصينية، لا من قريب أو من بعيد لقضية الصحراء، أو أي دعم لـ"تقرير مصير" ما تسميه الجزائر بـ"الشعب الصحراوي".
ويبدو واضحا، بالرغم من "الزيادات" التي تستخدمها وسائل الإعلام الجزائرية بشأن قضية الصحراء، أن الرئيس الجزائري، لم يحظ بأي دعم صريح ومباشر من طرف بيكين بشأن قضية الصحراء، علما أن الصين تميل أكثر إلى دعم سيادة المغرب على الصحراء أكثر من الوقوف ضد الرباط في هذه القضية، بالنظر إلى وجود الصين في موقف مشابه للمغرب بسبب قضية تايوان.

كما أن السفير الصيني في المغرب، كان قد صرح في الشهور الأخيرة، عن دعم الصين لإيجاد حل سياسي يرضي جميع الأطراف، تحت مظلة الأمم المتحدة، وهو موقف ذو حياد إيجابي تتبناه العديد من الدول، في الوقت الذي تبحث فيه الجزائر عن دعم صريح لاطروحة الانفصال التي تتبناها جبهة "البوليساريو".
وجاءت مناقشة الرئيس الجزائري لقضية الصحراء مع الرئيس الصيني على بُعد يوم واحد فقط، من إعلان إسرائيل دعمها لسيادة المغرب على الصحراء، لتنضم إلى صفوف الذين يدعمون المغرب بشكل صريح في سيادته على الأقاليم الجنوبية للبلاد، بعد الولايات المتحدة الأمريكية، والعديد من البلدان العربية والإفريقية والأوروبية والآسيوية.
وتُعتبر الجزائر هي البلد الوحيد الذي لازال يدعم جبهة "البوليساريو" نظريا وفعليا، وتحمل معها قضية الصحراء حيثما ذهبت، إذ تُعد هذه القضية من الركائز الأساسية للتحركات الديبلوماسية الجزائرية على المستوى الدولي، وهي تحركات يرى الكثير من المهتمين بهذه القضية أنها تأتي ضد التيار.
تعليقات الزوار
لا تعليقات